أصبح انقطاع التيار الكهربائي أمرا عاديا في اليمن منذ اندلاع الحرب عام 2015 التي قطعت أوصالها وما تزال تدمر بناها التحتية، ما ساعد بنمو قطاع الطاقة الشمسية، كفعل تحدٍ يمارسه اليمنيون في مواجهة الحرب وتبعاتها، فوسط الدمار والقصف، بات تأمين الوقود الأحفوري من مازوت وبنزين للمولدات الكهربائية مكلفا على نحو كبير، إلا أن الألواح الشمسية، وإن كانت مكلفة أيضا، لكنها أصبحت الآن تمثل خيارا أفضل، إقتصاديا وبيئيا، خصوصا في هذه البلاد التي تتمتع بأيام مشمسة طوال أشهر السنة.

وعندما بدأ الناس في التحول إلى الطاقة الشمسية، قرر شاب يمني إعداد تطبيق على الهواتف النقالة ومساعدة الناس على تعلم كيفية تثبيته، ما ساعد على نمو الطاقة الشمسية بشكل أسرع.

وقال المهندس المختص بالطاقة الشمسية أنور الحداد: “بسبب الحرب والأزمة المستمرة في اليمن، فإن شبكة الكهرباء الحكومية قد توقفت تماما عن معظم المناطق، وبالتالي أصبحت أنظمة الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الرئيسي لمعظم المنازل والشركات”، ويقدر الحداد أنه في العام 2016، نمت الطاقة الشمسية من نحو 5 بالمئة بهدف إنتاج الكهرباء في مدن مثل العاصمة صنعاء إلى أكثر من 50 بالمئة.

Gif photo

https://cdn-images-1.medium.com/max/800/1*w-zEjDVYLBRf7lbWhYNihA.gif

 

 

تطبيق الطاقة الشمسية

 

ويتمتع المهندس الحداد بخبرة شخصية في مجال الطاقة الشمسية، وكانت تأتيه العديد من الأسئلة من الأصدقاء وأفراد الأسرة حول كيفية تركيب واستخدام نظام الطاقة الشمسية، وقال: “حاولت العثور على تطبيقات للهاتف الجوال يمكن الرجوع إليها، لكن للأسف، لم أتمكن من العثور على أي تطبيق لاعتماده، وعلاوة على ذلك، لم أجد أي تطبيق عربي لأنظمة الطاقة الشمسية”.

وأضاف: “لا أعرف كيفية إعداد تطبيق على الهواتف النقالة، فأنا لا أعرف عملية الترميز (النمذجة وبرمجة التطبيقات) Coding، ولم أستطع تعلم ذلك”، وقال: “بالصدفة اكتشفت ثونكابل Thunkable، وهي منصة يمكن لأي شخص استخدامها لبناء تطبيق دون خبرة”، التطبيق أسماه “تطبيق الطاقة الشمسية” PV app أوSolar Power app، وهو يساعد الناس على حساب حجم نظام الألواح الشمسية التي يحتاجونها، ويمكنهم وضع هواتفهم على اللوح الشمسي، ويمكن للتطبيق باستخدام جيروسكوب Gyroscope الهاتف حساب ميل اللوح الشمسي المناسب ومساعدة المستخدم على ضبطها للحصول على أقصى ضوء للشمس، وتشمل النسخة العربية من التطبيق مقالات ونصائح حول كيفية تثبيت وصيانة واستخدام الألواح.

 

منصة ثونكابل

 

واعتبرت شركة ثونكابل Thunkable هذا التطبيق مثالا على عملها في مجال خلق القدرة والفرص للأشخاص حول العالم ومساعدتهم على إيجاد حلول لمشاكلهم، وقال المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة أرون سيغال Arun Saigal: “في وادي السليكون Silicon Valley في ولاية كاليفورنيا (مركز ثلث شركات المعلوماتية في الولايات المتحدة الأميركية)، نحاول حل العديد من مشاكل العالم مع التكنولوجيا، ولكن هناك العديد من المشاكل التي لا ندركها”، وأضاف: “مع منصة ثونكابل، نحن نحاول تمكين الناس الذين على تماس مع المشاكل المحلية الرئيسية الخاصة بهم بهدف حلها”.

وبالفعل، فقد تم تحميل التطبيق أكثر من 60 ألف مرة في اليمن، وهو قيد الاستخدام في الآلاف من المنازل والشركات، ومع عدد أقل من المولدات، فإن هواء المدن أصبح أنظف وأكثر هدوءا في الليل.

وقال مدير تخطيط الترددات في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اليمن مجدي منصور في مقال على موقع Earth Island: “شكل تلوث الهواء مشكلة خطيرة في العاصمة اليمنية صنعاء، وقد ساعدت الحرب المستمرة على دفع صناعة الطاقة المتجددة في صنعاء إلى الأمام”.

 

الألواح الشمسية زادت 2000 بالمئة

 

وأضاف: “في ظل الظروف العادية، كان من غير الممكن أن يقتنع سكان صنعاء في السنوات العشر الماضية، بأن التحول إلى الطاقة الشمسية ليس أفضل للبيئة فحسب، بل يوفر المال أيضا”، وقال منصور: “لكن يبدو أن الحرب قد ساعدت على دفع التحول في غضون أشهر نحو الطاقة الشمسية، ويمكن القول أن هذا التطبيق، ساعد على حدوث ذلك بصورة أسرع”.

وتابع منصور: “اليوم، تقريبا كل حي في العاصمة لديه العديد من الشركات العاملة في مجال الطاقة النظيفة وذات الصلة بتركيب الطاقة الشمسية، وأحيانا تفوق عدد محلات الحلاقة والأسواق، فعلى سبيل المثال، هناك أكثر من خمس شركات للطاقة الشمسية على بعد 200 متر من منزلي، وبعض منها مخازن للأجهزة المنزلية أصبحت تبيع الآن وحدات الطاقة الشمسية والأجهزة الموفرة للطاقة”.

وأشار إلى أنه “وفقا لوكالة التنمية اليمنية” دائرة تشجيع المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر ” Small and Micro Enterprise Promotion Serviceأو  SMEPS فإن مبيعات الألواح الشمسية زادت بأكثر من 2000 بالمئة في العام 2016، كما أنه قد تم استبدال العديد من المصابيح العادية بمصابيح LED، وساهمت الأزمة في جعل المواطن أكثر وعيا في مجال استهلاك الطاقة الكهربائية”.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This