فيما يقف أهالي عين دارة في مواجهة التعديات البيئية التي تفتك بجبالهم، تمكن ثلاثة شبابها، وهم: جورج ونجيب أبو فيصل وسامي بدر من إنقاذ أربعة نسور التقطها أشخاص بهدف المتاجرة بها.
وفي التفاصيل، نشرت صفحة Green Aindara، تفاصيل حول إنقاذ الشباب لهذه النسور، وتم تسليم النسور اليافعة والتي لم تبلغ بعد إلى إدارة “محمية أرز الشوف الطبيعية” التي يقع جزء من عين دارة في نطاقها، ليصار في ما بعد إلى إعادتها لأعشاشها.
جرادي: عقيب طويل الساق
وقال خبير الطيور البروفسور غسان جرادي لـ greenarea.info أ هذه الطيور تعرف باسم “العقيب طويل الساق” Long-legged buzzard واسمها العلمي Buteo rufinus“.
وأضاف: “تعتبر هذه الطيور من أضخم أنواع الطيور في نوع Buteo، وهي من الطيور المقيمة والتي تتكاثر في لبنان، ووفقا لتصنيفات القائمة الحمراء للجنة الدولية لحماية الطبيعة IUCN Red List فهي على قائمة الكائنات الحية الأقل إثارة للقلق Least-concern species“، ويؤكد جرادي أنه “على الرغم من ذلك فهذا النوع محمي في القانون اللبناني والقوانين الدولية، ومحمي بموجب مذكرة التفاهم العالمية لحماية الطيور الجارحة والتي وقع عليها لبنان في العام 2015 وممنوع صيده أو الإحتفاظ أو المتاجرة به”.
وأضاف: “هذه الطيور معرضة للخطر في لبنان، ولكننا لا نملك قائمة حمراء خاصة بلبنان. وهي من الطيور المقيمة، كما يتم الإبلاغ عن بعض المجموعات الصغيرة من هذا النوع أثناء مرور الطيور المهاجرة في فصلي الخريف والربيع”.
محمية أرز الشوف
وقال مدير محمية أرز الشوف الطبيعية Shouf Biosphere reserve نزار هاني لـ greenarea.info: “وصلتنا هذه النسور اليافعة مساء، وأكد البروفسور جرادي أن نوع هذه الطيور هو عقيب طويل الساق Long-legged buzzard، وهو نوع شائع في لبنان، ويتم اصطياده في بعض الأماكن، وجلبها شباب من عيندارة ونشكرهم على ما قاموا به، وقمنا بإرسالها إلى الدكتور منير أبي سعيد رئيس مركز التعرف على الحياة البرية Animal Encounter في منطقة عاليه، وهو مركز متخصص بعلاج الطيور والتي تعرضت لحوادث وإصابات، ولديه خبرة في التعامل مع هذه الحالات، وخصوصا أنها بحاجة للعناية وللغذاء والمياه وبناء على مشورة الدكتور أبي سعيد، ستبقى ما بين شهر ونصف الشهر وشهرين ليعاد إطلاقها في المحمية بعد ذلك، لتستعيد قوتها وتستطيع الطيران بنفسها، وقد يمكنها الهجرة من جديد”.
أبو فيصل: لم نقم سوى بواجبنا
في اتصال مع الناشط جورج أبو فيصل، قال لـ greenarea.info: “نحن لم نقم سوى بواجبنا، وهو جزء من كفاحنا للحفاظ على التنوع الذي تتميز به منطقتنا الواقعة على تخوم محمية أرز الشوف الطبيعية، لذا عندما وجدنا الطيور مع بعض الأطفال والناشئة ويحاولون بيعها، صادرناها واتصلنا على الفور بإدارة المحمية التي نتابع نشاطاتها، وتتابعنا في تحركاتنا البيئية كافة لجهة الكسارات والمرامل التي نهشت جبالنا وتلالنا، وجعلت أراضينا جزرا معزولة، وصولا إلى المجمع الصناعي المزمع إقامته في أعالي عين دارة مهددا مياهنا الجوفية وأراضينا وهواءنا بالتلوث الكيميائي”، وأضاف: “نحن ندافع عن طبيعة أرضنا وتنوعها، ولا نبغي شهرة، ولن نتردد في القيام بأي أمر نجده في صالح عين دارة ولبنان”.
هذه الأمثلة المضيئة وسط حلكة الأزمات البيئية التي تعترضنا، هي زادنا للمستقبل، وعلى الرغم من أن هذه الأفعال نادرة مقارنة بما يمارس من تعديات وانتهاكات، إلا أنها تبعث فينا الأمل بغد أفضل وأمل أكبر.