يعتبر “قبو يوم القيامة” في النرويج بوليصة تأمين دولية ضد “الكوارث النباتية”، لحماية ومنع اندثار الإنتاج الغذائي في أي مكان على مساحة الكوكب، خصوصا في حال نشوب حرب نووية عالمية أو كوارث تهدد الحياة على الأرض، وكي لا تختفي المحاصيل الزراعية إلى الأبد، وكحل وحيد وأخير لتفادي تبعات الكوارث، وليكون بمثابة محطة محتملة لإعادة بناء الحضارات بعد اندثارها.
تأسس القبو على يد شركة كاري فاولر Cary Fowler بالتعاون مع المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية CGIAR، وتم تمويل أعمال البناء التي قدرت بـ 9 ملايين دولار بالكامل من قبل حكومة النرويج.
إلا أن هذا القبو المفترض أن يحمي الحياة النباتية، بات بحاجة إلى حماية، و”معرضا لخطر الغرق” على ما أشارت صحيفة “غارديان” البريطانية، لافتة إلى أن تبعات الاحتباس الحراري أدت إلى تدفق المياه الذائبة إلى مدخل النفق وتجمدها قبالته، ما يشكل خطرا على المهمة الأساسية لهذا القبو!
نجاعة القبو موضع تساؤل!
يقع قبو البذور العالمي في أرخبيل سفالبارد، بين البر الرئيسي للنرويج والقطب الشمالي في جزيرة سبيتسبيرجين النرويجية، في كهف تحت الأرض، وهو عبارة عن قلعة كبيرة تستوعب أكثر من 4.5 مليون من أصناف البذور، ويعد أكبر بنك للجينات الزراعية في العالم، وجرى افتتاحه في العالم سنة 2008.
وبحسب “سكاي نيوز” فإن المسؤولة في الحكومة النرويجية المالكة للقبو، هيجي نجا أسشيم، أشارت إلأى أن خطط إنشاء القبو لم تأخذ في الحسبان احتمال ذوبان المياه بالوتيرة الحالية، إذ كانت تتوقع أن تبقى طبقات الجليد في المكان، وهو ما لم يحصل بسبب التغير المناخي.
وأوضحت المسؤولة أن البذور المخزنة في القبو ما تزال بخير حتى اللحظة، قائلة إن تخزينها يستدعي إبقاء الحرارة في 18 درجة مئوية تحت الصفر.
وأدى ذوبان المياه جراء ارتفاع درجة الحرارة، إلى تجمع كمية منها وتجمدها أمام مدخل القبو، الأمر الذي اضطر العاملين فيه إلى إزاحة الجليد.
وبالرغم من عدم حصول أضرار، إلا أن نجاعة القبو أضحت موضع تساؤل، إذ لم يعد من الواضح ما إذا كان المستودع سيصمد خلال كوارث عصيبة مستقبلا، حتى يضمن حصول البشرية على ما خزنته من بذور.
