تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الرامية إلى حماية السلاحف البحرية، في سياق برامج علميو خاصة عامة يشرف عليها خبراء أجانب ومحليون، وترعاها الدولة عبر وزاراتها ومؤسساتها المعنية، خصوصا وأن التوسع العمراني الذي شهدته البلاد في منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ساهم في تقليص الشواطىء والمناطق الساحلية التي كانت تعتبر ملاذا للسلاحف لوضع بيوضها، وتأمين ديمومة استمرارها وتكاثرها.
ويأتي اهتمام الإمارات بهذه الكائنات البحرية لاعتبارات وأسباب عدة، ومنها أن السلاحف البحرية تعتبر من الأنواع الرئيسية على مستوى النظم الإيكولوجية البحرية في العالم، وتالياً، نتيجة أن السلاحف البحرية باتت على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض الخاصة بــ “الاتحاد الدولي لصون الطبيعة” International Union for the Conservation of Nature الـ IUCN، نتيجة تراجع مساحات موائلها الشاطئية، بعد أن ندرت مواقع التعشيش الملائمة لها نتيجة الممارسات الإنسانية، فضلا عن أسباب وعوامل أخرى.
الحفاظ على الأنواع المهددة
وفي هذا السياق، شهد “شاطئ قصر الإمارات” Emirates Palace Beach في الثامن عشر من أيار (مايو) الجاري، في العاصمة أبوظبي حدثاً استثنائيا تحول إلى احتفالية فريدة من نوعها، حيث أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي Environment Agency – Abu Dhabi بالتعاون مع “مشروع إعادة تأهيل السلاحف بدبي” Turtle Rehabilitation Project in Dubai 50 سلحفاة منها 49 من “سلاحف منقار الصقر” Hawksbill sea turtle المهددة بالانقراض، وسلحفاة واحدة من السلاحف ضخمة الرأس المعروفة باسم Caretta caretta.
وشارك في إطلاق السلاحف مسؤولون رسميون، وأقيم بالمناسبة احتفالٌ تزامنا مع “اليوم العالمي للأنواع المهددة بالانقراض”، والذي يصادف في 19 من أيار (مايو)، ويهدف إلى تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها العديد من هذه الأنواع، والإضاءة على السبل الآيلة إلى إنقاذ هذه الكائنات الحية، وحمايتها من الانقراض.
وتمت عملية إطلاق السلاحف بعد نجاح إعادة تأهيلها، بحسب مواقع إماراتية، حيث تم إنقاذ هذه السلاحف خلال العام الماضي بمساعدة الجمهور ومرتادي البحر والصيادين، فضلا عن مراقبي البيئة البحرية والجهات المعنية، بعد أن تم إعادة تأهليها في “مشروع إعادة تأهيل السلاحف في دبي”، الذي وفر لها رعاية بيطرية متقدمة، وقام بعلاجها من الأمراض والإصابات التي كانت تعاني منها.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة: “تعتبر عملية إطلاق هذه المجموعة من السلاحف إحدى ثمار التعاون الناجح بين هيئة البيئة – أبوظبي ومشروع إعادة تأهيل السلاحف في دبي، كما تؤكد التزام الهيئة بالحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وحرصها على مشاركة المجتمع المحلي وخصوصاً جيل الشباب”.
الرعاية اللازمة من الخبراء المختصين
وأشارت الظاهري إلى أنه “ومن خلال إشراكهم بهذه الأنشطة تسعى الهيئة لتعريفهم إلى هذه الأنواع عن كثب والتعرف إلى ملامح تراثنا الطبيعي، لإتاحة الفرصة لهم للمشاركة معنا في المحافظة عليها”.
وأضافت: “حسب القائمة التي وضعها الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، تعتبر سلاحف منقار الصقر ضمن قائمة الأنواع الأكثر عرضة للانقراض في كافة أنحاء العالم. ومن المهم أن يدرك الجمهور هذه الحقيقة، حتى يتعامل معها بشكل مناسب، ويعمل على تسليمها إلى السلطات المعنية لحصولها على الرعاية اللازمة من الخبراء المختصين”.
وقال وارن بافرستوك، مدير الأكواريوم في برج العرب: “نحن فخورون جداً بإطلاق هذه السلاحف البحرية التي أعيد تأهيلها في بيئتها، ونحن ممتنون بشكل خاص للمجتمع المحلي والمنظمات، التي وجدت العديد من السلاحف المصابة وسلمتها لنا لإعادة التأهيل”.