رغم تداعيات التغيّر المناخي حول العالم، ومع انقراض أنواع من النباتات والحيوانات، إلا أنه في المقابل، يتم اكتشاف أخرى. يشكّل هذا الأمر دليلاً قاطعاً على غنى وكرم الأرض لمحيطها وساكنيها.
ففي كل سنة، يسجّل الباحثون اكتشافات جديدة لكائنات حيّة، ربما تكون قد ظهرت بسبب تأمين التغيّر المناخي الظروف الملائمة لتواجدها وتكاثرها، أو أنها كانت موجودة دون أن يدرك المعنيون ذلك!!
فقد كشف المعهد الدولي لاستكشاف الأنواع في معهد العلوم البيئية في نيويورك 10 أنواع جديدة من الحشرات في كل من الهند، إندونيسيا، لاوس، ماليزيا، المكسيك، الولايات المتحدة، البرازيل، كولومبيا، أستراليا وغينيا.
الدكتور كوينتين ويلر الذي يحمّل البشر مسؤولية تغيير النظم الإيكولوجية وتدمير التنوّع البيولوجي يأسف على انه “على الرغم من اكتشاف حوالي 18,000 نوع كل عام، إلا أننا نفقد الأرض. فالأنواع تختفي بسرعة قياسية، وإن لم يتم جمعها وتثبيت وجودها، لن يكون لنا أي دليل على ظهورها.”
لجنة خبراء التصنيف في المعهد تختار الأنواع العشرة كل عام وتصدر القائمة في شهر أيار – مايو ،
وقد جاء فيها هذا العام:
- العنكبوت “هاري بوتر”، تم اكتشافه من قبل فريق من العلماء في الهند، وسط غاتس الغربية في ولاية كارناتاكا، الهند، يشبه الى حدّ كبير قبعة الفرز في فيلم هاري بوتر،وسمي ERIOVIXIA GRYFFINDORI، على إسم المالك الأصلي للقبعة، غودريك غريفيندور. يبلغ طول العنكبوت سبعة مليمترات، ينشط ليلاً ويلجأ إلى الأوراق الميتة ليختبئ بها، ويسمح له شكله ولونه بأن يبدو كالأوراق الميتة بحيث لا تراه الحيوانات المفترسة.
- حشرة Eulophophyllium Kirki ، اكتشفت في ماليزيا، في منطقة محمية، بينما كان الباحثون يبحثون عن الرتيلاء والثعابين في بورنيو، وسمّيت على اسم مصوّر العيّنة، بيتر كيرك. تلك الحشرة عبارة عن عنكبوت يستخدم لونه للاختباء وسط الأوراق المحيطة به، يبلغ طوله نحو 40 مم . الذكر منه يتميّز باللون الأخضر، فيما ترتدي الإناث الحلة الزهرية.في الشكل، يشبه إلى حدّ كبير ورق الاشجار، وخصوصاً في شكل الساقين الخلفيتين .
- الفئران آكلة اللحوم : GRACILIMUS RADIX ، اكتشفت في جزيرة سولاويزي بإندونيسيا، تتغذّى على النبات والحيوان، الأمر الذي ميّزها بين أنواع جنسها. في الشكل، هي نحيلة وصغيرة، فراؤها بني اللون ورمادي وأذناها تتمتعان بشكل دائري، فضلاً عن ذيلها الطويل.
4- الدودة الألفية Millipede لها 414 قدماً، إضافة الى أربعة أرجل غريبة الشكل مرتبطة بنقل الحيوانات المنوية للإناث، ومغطاة بشعر حريرية. اكتشفت في كهوف رخام غير مستكشفة بالحديقة الوطنية سيكويا في كاليفورنيا وحيّرت العلماء، فهنالك مسام في فمها تفرز مادة كيميائية غير معروفة كآلية للدفاع عن نفسها.
- نملة التنين اي الـ Pheidole drogon، اكتشفت مؤخراً في الغابات الاستوائية المطيرة في غينيا الجديدة، تم تحديدها بمساعدة تكنولوجيا التصوير 3d التي أظهرت نمو العضلات حول عامودها الفقري، الأمر الذي يبرّر باستخدامها للدفاع عن نفسها ضد أية هجمات قد تتعرّض لها.
- – سمكة الستيغراي، وجدت في نهر في البرازيل، أضيفت الى الـ 350 نوعاً من الأسماك المكتشفة في نهر توكانتين ، حجمها كبير بشكل عام، فيصل قطرها الى حدود الـ 1110 مم ، في حين قد تزن بحدود الـ 20 كيلوغراماً. تتميز بلونها الأسود المزيّن بالبني في منطقة الظهر، مع بقع من الأصفر الساطع والبرتقالي.
- دودة الإم 44 ، كما هي معروفة بلغتنا، سمّيت بـ Scolopendra cataracta تيمّناً بمكان اكتشافها في شلالات تايلند مختبئة تحت الصخور. هي تشبه الحشرة المتعارف عليها بالإسم نفسه، إلا أنها تتميز عنها بكونها برمائيّة، تسبح بشكل سريع كثعبان البحر، يصل طولها الى 20 سنتمتراً، كما تتميّز بـ 20 زوج من الأرجل الطويلة باللون الأسود والأخضر و تعتبر نسبياً سامة.
8-Solanum ossicruentum او “bush tomato” ، نوع من انواع النباتات الخشبية، يتراوح ارتفاعها بين المتر والمترين، تحمل فاكهة التوت الحلو. تتميّز بالسائل الذي يخرج منها عند قطعها والذي يتحوّل من اللون الأخضر الفاتح الى الداكن ومن بعدها الى الاحمر الكستنائي.
9 -الاوركيديه الشيطانية او Telipogon diabolicus ، اكتشفت في جنوب كولومبيا، هي نبتة تنمو في غابة جبلية رطبة، وبينما تم اكتشافها في منطقة واحدة فقط، إلا أنها مهددة حالياً بسبب حملة إعادة الأعمار التي تحصل في تلك المنطقة. بنيتها التناسلية مستمدة من اندماج أجزاء الزهرة من الذكور والإناث في واحدة، وقد سمّيت بزهرة الشيطان، لأن العلماء شبّهوها برأس الشيطان.
10- – الدودة الوردية “كورو” او Xenoturbella churro، سمّيت بإسم المعجنات الإسبانية بسبب التشابه الكبير بين الشكلين. وجدت في اعماق البحار في كاليفورنيا، تشبه الديدان المسطحة وطولها قد يصل الى حوالي 10 سنتمتر، تتغذى على الرخويات، مثل المحار. أما لونها فمحيّر بين البرتقالي والوردي، والغريب في شكلها هو وجود فم لها دون أن يكون لها أية فتحة شرج.