تحت تأثير التغير المناخي، وفي ظل الجفاف الذي سيطر على بعض المناطق، تعجّب العلماء من استمرار حياة بعض الأنواع من النباتات غير المجهّزة مبدئياً، للعيش والتكاثر في بيئة جافة، غير أن اكتشافات حديثة قد غيّرت المفاهيم!
فقد وجدت دراسة جديدة أن النباتات العطشى تسمع صوت الماء من خلال اهتزازات صغيرة في التربة، كما يمكنها الإحساس بطنين الحشرات وصفير الرياح. الأمر الذي اعتبره العلماء السرّ الكامن وراء قدرة النباتات الدائمة على العثور على المياه في أكثر المناخات جفافا.
الدراسة التي نُشرت في Ecologia، بقيادة عالمة الأحياء الأسترالية مونيكا غاغليانو، استندت على وضع شتلات البازيللا في أوعية على شكل حرف Y، وتم وضع أحداها في الماء، والأخرى في التربة الجافة .
فوجد الباحثون أن الجذور تنمو دائما باتجاه الماء، حتى لو كان هناك حاجز بلاستيكي يفصلها عنه. وقالت غاغليانو: “الجذور تعرف مكان تواجد الماء، من خلال الكشف عن صوت التدفق، كما تستخدم النباتات الموجات الصوتية للكشف عن الماء الموجود في أماكن بعيدة”.
استخلص الباحثون من التجربة قولهم : ” لأن الماء ضروري للحياة، طورت الكائنات الحية مجموعة واسعة من الاستراتيجيات للتعامل مع شح المياه، بما في ذلك البحث المستمر عن مستويات الرطوبة الأعلى لتجنب الجفاف”. وأضافوا موضحين: “تستخدم النباتات تدرجات الرطوبة لتوجيه جذورها خلال التربة، نحو مصدر المياه”.
وفي حال كانت النباتات أقرب إلى مصدر الماء، فإنها قادرة على استخدام تدرجات الرطوبة للوصول إليه، في حين أن الإهتزازات ضمن التربة كانت أكثر فعالية للبحث عن الماء في مناطق أبعد.
وقال الباحثون: “لقد وجدنا أن الجذور كانت قادرة على تحديد مصدر المياه، عبر استشعار الاهتزازات الناتجة عن تدفق المياه داخل التربة”.
يدعم هذا البحث دراسة أجريت العام 2014، من قبل باحثين في جامعة ميسوري، حيث وجدت أن النباتات قادرة على تحديد الأصوات القريبة، والرد على التهديدات التي قد تتعرض لها البيئة المحيطة، من خلال إفراز المواد الكيميائية الدفاعية عند هجوم اليرقات، على سبيل المثال.