يعتمد حوالي ستين مليون شخص في العالم (معظمهم من الشعوب الأصلية)، والذين يعيشون داخل الغابات الكثيفة أو بالقرب منها على الأشجار ومنتجاتها بشكلٍ كلي، إذ تشكل أوراق الأشجار وثمارها مصدر غذاء لهؤلاء البشر، وعلف لحيواناتهم، وتستخدم تلك الشعوب أخشاب الأشجار للطهي والتدفئة، كما يبيعون ثمارها. وبالإضافة الى أن الأشجار تحمي التربة والمحاصيل والحيوانات من أشعة الشمس والرياح، فهي غالباً موطن حقيقي غني بالتنوع البيولوجي.

وقد تمكن خبراء مختصون بالغابات بفضل تقنيات العد الجديدة، من وضع خرائط شهرية جديدة للتغيرات الحاصلة في المساحات الخضراء على كوكبنا، خلال العشرين سنة الماضية. ومن ضمن الأشياء التي تم ملاحظتها من خلال تلك الخرائط، هو أن عدد الاشجار في العالم قد ازداد مؤخراً.

كيف حصل ذلك؟.

دراسة جديدة للفاو(FAO)

جاء في دراسة أعدها أكثر من مئتي باحث من منظمات مختلفة، وبإشراف منظمة الأمم المتحدة للأغذيه والزراعة FAO)) ونشرت في مجلة العلوم Science Magazine ، أن عدد الأشجار على سطح الأرض قد ازداد بنسبة تسعة في المئة.

وقد كشفت الدراسة أن الرقم الجديد لمساحة الغطاء الشجري على الكوكب تبلغ مليار و320 مليون هكتار.

وأن الأشجار تتواجد بكثافات متفاوتة، على ثلث مساحة الأراضي الجافة على  كوكبنا، (تقدرمساحة المناطق القاحلة  بنحو 6.1 مليار هكتار)، مايعني أن الأشجارتغطي مساحة تزيد عن ضعف مساحة القارة الأفريقية.

35% من الأراضي الجافة غابات

وقد قسمت الدراسة الأراضي الجافة كما يلي:

  • نسبة الغابات تصل إلى 18 بالمائة.
  • نسبة الأراضي الزراعية 14 بالمائة.
  • الأراضي الرطبة 2 بالمائة.
  • المستوطنات البشرية 1 بالمائة.

وأن “المراعي” تشكل مانسبته 31 بالمائة تقريباً. فيما تشكل ما يدعى “أراض أخرى” وهي  عبارة عن تربة عارية وصخور، الجزء الأكبر، بنسبةِ 34 بالمائة.

كما جاء في  الدراسة أن النسبة العظمى من تلك الغابات، تقع في المناطق الأقل جفافاً، إذ تصل نسبة الأراضي الحرجية إلى 51 بالمائة في المنطقة الجافة شبه الرطبة، و تتكون في معظمها من السافانا الاستوائية، والغابات والمراعي في أمريكا الجنوبية، وسهول أوروبا الشرقية وجنوب سيبيريا، والبراري الكندية.

في حين يقع 4 بالمائة من الغابة في المنطقة شبه القاحلة، و7 بالمائة في المناطق القاحلة، و0.5 بالمائة في المنطقة شديدة الجفاف.

وبحسب “الفاو” فقد شارك في الدراسة التي أجريت، إضافةً الى المنظمة ذاتها، مجموعة من المنظمات والجامعات ومعاهد البحوث والمنظمات الحكومية وغير الحكومية في جميع أنحاء العالم. مستخدمين البرمجيات الجديدة التي طورتها المنظمة و”كوليكت إيرث Collect Earth “، لينجزوا في النهاية،  تلك دراسة الشاملة والذي كان من المستحيل في السابق إجراؤها في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى السنة.

أكدت المنظمة أن الهدف الرئيسي من تلك الدراسة، يركز على الإدارة المستدامة للغابات، مكافحة التصحر، عكس تدهور الأراضي، ووقف فقدان التنوع البيولوجي، وأنها ستقوم بالتعاون مع مجموعة الدول الأفريقية، دول منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ، الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأفريقي، بتقديم الدعم لست بلدان أفريقية، هي بوركينا فاسو، إثيوبيا، غامبيا، النيجر، نيجيريا والسنغال، إلى جانب كل من فيجي وهايتي، وذلك بهدف تحسين حالة الأراضي المتضررة من التدهور والجفاف والتصحر وزيادة إنتاجيتها، في خطة تمتد حتى عام 2019.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This