خطوة جيدة في الإتجاه الصحيح ولكنها غير كافية بتاتا، قام بها الإتحاد الأوروبي، متعلقة بتخفيض مستوى معيار مادة “البيس فينول آ”BPA “Bis-Phenol A” في لعب الأطفال بأكثر من النصف، وصدر ذلك في توجيه أوروبي جديد منذ أيام.
وفق هذا التوجيه الجديد، تم تخفيض “حد الهجرة” Migration Limit، المرتكز على معدل تسرب مادة BPA من المادة البلاستيكية إلى الماء، من 0.1 ملغ/ل (0.1 mg/l) المعمول به منذ العام 2015، إلى 0.04 ملغ/ل (0.04 mg/l).
وتبين، على ضوء البراهين العلمية المتوفرة، أن مستوى قيمة الحد الخاص لمادة BPA في لعب الأطفال هو عال جدا.
هذا التوجيه الجديد، الذي سيطبق على الألعاب التي يستعملها الأطفال ما دون 36 شهرا، الذين يميلون إلى وضع الألعاب في فمهم، يقوم بتعديل التوجيه الأوروبي الخاص بسلامة لعب الأطفال المعمول به منذ 2009. ويطلب من الحكومات الأوروبية إدخال هذا التوجيه إلى تشريعاتها الوطنية في مهلة أقصاها 26 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2018.
مادة BPA موجودة بكميات صغيرة في لدائن البوليكربونات Polycarbonates ولدائن الإيبوكسي Epoxy resins، وتستعمل أيضا لتسهيل عملية “بلمرة” Polymerization بعض أنواع البلاستيك مثل بوليفنيل كلوريد Polyvinylchloride PVC، وهي واسعة الاستعمال أيضا في مواد بلاستيكية لتصنيع مغلفات وأواني حفظ المواد الغذائية والقناني، وضمنا قناني رضاعة الرضع والأطفال.
وضعت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية مادة BPA مؤخرا على لائحة المواد الأكثر إثارة للقلق، نظرا لخصائصها السمية الجنسية والتناسلية.
لقد أخذت مادة BPA شهرة واسعة في السنوات الأخيرة نظرا لتزايد الدراسات العلمية حول تأثيراتها المخلة بعمل الغدد الصماء، أي المخلة بالمنظومة الهرمونية. وهذا ما يهدد سلامة النمو الجنسي عند الأجنة والرضع والأطفال، وعند جميع المعرضين لها.
من المعروف أيضا، أن مجموعة المواد المخلة بعمل الغدد الصماء Endocrine Disrupting Chemicals EDCs ، تعمل مثل الهرمونات بالضبط، أي تتمتع بفعالية وظيفية كبيرة جدا بتراكيز متناهية الصغر. ولذلك يطالب البيئيون والمدافعون عن صحة الأطفال وسلامة نموهم، ومنظمات المجتمع المدني المدافعة عن صحة وسلامة نمو الأطفال، بالمنع الكلي لاستخدام مادة BPA ومثيلاتها من المواد المخلة بالنظام الهرموني، وخصوصا في كل ما يتعلق بالأطفال من تجهيزات وأواني وألعاب.