بدأت إطلالة موسم الحرّ، وبات الهمّ كيف نحمي صحتنا من خطر الأمراض الصيفية، خصوصاً تلك التي تؤدي إلى تداعيات معوية وإسهالات حادة وتقيّوء، عدا عن حروق الجلد الناتجة عن التعرّض لأشعة الشمس القوية، التي أكثر ما تطال الأطفال وذوي المناعة الضعيفة، مع إحتمال الإصابة بسرطان جلدي، في حال كثر التعرض للشمس من دون وقاية.
هذه المخاطر، تستدعي التوعية للحد من تداعيات وسلبيات حرارة الصيف وما يرافقها من أمراض قد تهدّد حياة الانسان. فما هي؟
الإصابات الجلدية
يشدّد الإختصاصي في طب الجلد وتجميل البشرة، الدكتور جورج خوند لـ Greenarea.me على ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحماية من أشعة الشمس الحارقة، التي تلحق الأذى بالجلد إلى حد الإصابة بالسرطان، خصوصاً عند الاطفال. ويقول: “عادة، الشمس صديقة لجلد الإنسان، في حال عرفنا كيف نتعامل معها، لكنها تصبح عدوّة، إذا لم نعرف كيف نتجنّبها بشكل جيد، أي عندما لا نأخذ الإحتياطات اللازمة لحماية الجلد والبشرة في آن معاً، كوضع مرطب (كريم) للحماية، يناسب نوع البشرة. وهذا الأمر يجب أن يطبّق، أيضاً، على الطفل الذي لديه بشرة ناعمة. ومن الضروري وضع “كريمات” الحماية المناسبة، لأن لكل نوع بشرة، سواء دهنية أم غيرها، مرطباً خاصاً بها. المهم هو التعرض لأشعة الشمس بشكل صحي وسليم لضمان سلامة البشرة والجلد.
وينبه الدكتور خوند من تعشّش الفطريات في الجلد، التي تفضل حرارة ورطوبة فصل الصيف، فتتكاثرعلى جلد القدمين عند السير حفاة قرب أحواض السباحة، أو في أي مكان تمتزج فيه الرطوبة بالحرارة المرتفعة، مما يزيد من تنامي الفطريات بين أصابع القدمين، فيصبح ضرورياً انتعال “الصندال” أو مثيله، لتجنب التقاط الفطريات.
ويحذّر خوند من تعرّض الأطفال لأشعة الشمس الحارقة في الصيف، لأنها تلحق بهم الأذى. ويقول: أشعر بحسرة وحزن عندما يأتي إليّ الأهل بأبنائهم لعلاج حروق البشرة الشديد، الذي يحولها إلى اللون الأسود، نتيجة تركهم لهم طوال النهار يلهون على شاطىء البحر، بما في ذلك فترة الظهيرة، حيث تكون الشمس حارقة ومؤذية. وهذا خطأ، لأن من المعروف أن لكل إنسان قدرة معينة على تحمّل التعرض لأشعة الشمس. ولديه حدّاً معيّناً من الحماية من الأشعة النفسجية. وهذا الأمر يستنزفه تدريجياً، بسبب التعرض المتواصل لأشعة الشمس، منذ عمر الطفولة إلى عمر البلوغ. لذلك، يجب على الأهل معرفة هذا الأمر الحساس جداً، لأن تعرض الطفل للشمس الحارقة بصورة متواصلة، يفاقم الخلل في رصيد الحماية من مخاطر أشعتها الضارة، إلى حد بلوغ مرحلة خسارة الكولاجين الضروري لحماية الجلد. والأمر نفسه عند الكبار.
يضيف: كلما تعرضنا بشكل مكثّف لأشعة الشمس، نخاطر بالإصابة بتحولات جلدية. وبالتالي، يرتفع احتمال التعرض لسرطان الجلد، عدا عن ظهور التجاعيد على البشرة. لذلك، ننصح بعدم التعرض للشمس من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، إلى الساعة الثالثة بعد الظهر، حيث تكون أشعة الشمس عامودية ومؤذية، خصوصا للأطفال. حتى لو وضعنا مرطب الحماية، فإنه لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة. وعلى الأهل عدم التركيز على أن يحصل أولادهم على لون للبشرة (البرونزاج) عند التعرض للشمس، بل المهم أن يلعبوا في الوقت المناسب، أثناء السباحة، مع وضع قبعة على رؤوسهم؛ وأن يرتدوا قمصاناً صيفية تخفف من تأثير الأشعة على جلودهم الرقيقة الناعمة، لأن الوقاية خير علاج، سواء في تجنب التعرض للشمس الحارقة، أو عند السباحة، إذ علينا فور الإنتهاء منها، الإستحمام، للتخلص من مادة الكلور الموجودة في أحواض السباحة، لأن تراكم الكلور في الجسم يؤدي إلى “أكزيما” في الجلد. أضف إلى ذلك، أهمية حماية الشعر من التكسر بفعل أشعة الشمس الحارقة، من خلال وضع السوائل الصحية الخاصة.
غسل اليدين
بدورها، الاختصاصية في الطب الداخلي الدكتورة ألين طعمة، تشدّد على أهمية الوقاية للحماية من أمراض الصيف. وتقول لـ greenarea.info: “أكثر ما نشهده في فصل الصيف: الإسهال الحاد وظهور فيروسات معدية، مما يستدعي الحذر من تناول الأكل بشكل عشوائي. كما تنتشر الطفيليات الناتجة عن الرطوبة والتعرق والسباحة بلا وقاية. لذلك، يجب التنبه في اختيار الأطعمة، مع ضرورة غسل اليدين. والإبتعاد عن المثلجات والحلويات التي تحوي الكثير من الكريمات، ليس فقط في فصل الصيف بل في كل الفصول، فجميعها تزيد من عوارض الإسهال. والأكثر تعرضاَ هم الأطفال وكبار السنّ والأشخاص الذين يتناولون أدوية تخفف المناعة لديهم، كالكورتيزون؛ والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وتشير إلى أن الاشخاص القادمين من أوروبا وغيرها من بلدان، يصابون بالإسهال أيضا، نظرا للتغيرالمناخي. لذا تنصح كل الذين يصابون بالإسهال، بتناول مأكولات خفيفة فيها الملح القليل، مع الإكثار من شرب المياه في الـ 24 ساعة الاولى. وإذا استمر الإسهال لأكثر من يوم، يستوجب إستشارة الطبيب.
نظافة الأطعمة
عن الأخطار نفسها يتحدث الإختصاصي في الطب الداخلي الدكتور معين جمال لـ greenarea.info ، لافتاّ إلى أن فصل الصيف يشهد انتشار ألحساسية في الجلد، إلى درجة الحروقات، نظراً للتعرّض الكثيف للشمس، عدا عن ازدياد الفطريات بسبب التعرق الكثيف. وتحدث إلتهابات بولية نظراً لقلة شرب المياه وارتفاع الحرارة. ويدعو إلى الوقاية من التعرض للشمس عند السباحة في البحر، خصوصاً وقت الظهيرة، حيث تكون الشمس مؤذية في هذه الفترة. ويشدّد على شرب الكثير من المياه وتنشيف الجسم والأطراف، لأن أي إهمال يؤدي إلى تكاثر الفطريات نتيجة التعرق والرطوبة. كما يتعرض الجهاز الهضمي لمشكلات كالإسهال، مما يوجب تناول الأكل النظيف والصحي، مع التأكد من مصادر الطعام والمياه، لأن عدم الوقاية يزيد من حدّة الإسهال والإستفراغ.
من جهته، يلفت الإختصاصي في طب الأطفال، الدكتور روبير صاصي عبر greenarea.info إلى أن على الأطفال ألا يأكلوا الأطعمة غير المطهوة جيداً خارج المنزل، أو غير المغسولة جيداً. وأن من الضروري التشديد على نظافة اليدين والإكثار من شرب المياه في فصل الصيف، تجنباً للجفاف، مع الإبتعاد قدرالمستطاع، عن التعرض للشمس الحارقة خلال السباحة، لأنها تؤذي الجلد، مع ضرورة وضع مرطب للحماية؛ وتنشيف الأذنين عند الإنتهاء من السباحة، كي لا تصاب بالفطريات. والإبتعاد عن التعرض لأشعة الشمس من الساعة 11 ظهرا إلى الثانية عصراً، مع الإكثار من شرب المياه تجنباً لحصول جفاف في الجسم.