“بالإتحاد قوة”، تحت هذا الشعار، اجتمعت دول العالم لمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإنسحاب من “اتفاقية باريس للمناخ”، الذي ما لبث أن أعلن قراره ليل الخميس، حتى انهالت التعليقات المندّدة من جهة؛ والوعود بالحفاظ على وعد العالم للطبيعة بالمحافظة على بيئتها من جهة أخرى.

الصين وأوروبا، من الدول الأولى التي أعلنت تنديدها بالقرار، فتعهدتا بتوحيد جهودهما لإنقاذ كوكب الأرض. أما ألمانيا، فقد عبّرت عن استيائها من خلال موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي شدّدت على ضرورة الحفاظ على “الكوكب الأم”، مشيرة إلى أن الإتفاقية مطلوبة “للحفاظ على وجودنا”. ومضت قائلة وسط تصفيق النواب: “إلى كل من يهمه مستقبل كوكبنا، أقول: لنواصل السير في هذه الطريق، حتى ننجح من أجل الكوكب الأم”.

الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، نشر شريط “فيديو” على صفحته الخاصة، على مواقع التواصل الإجتماعي، يعارض فيه قرار ترامب ويعلن دعمه لاتفاقية مكافحة تغير المناخ بشكل كبير، عارضاً تداعيات الإحترار المناخي على الكرة الأرضية وضرورة الحد منها. وقالت فرنسا، إنها ستعمل مع مدن وولايات داخل الولايات المتحدة، التي اعترض بعضها على قرار ترامب؛ وأبرزها كاليفورنيا، لمواصلة الجهود الخاصة بمكافحة التغير المناخي. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: “لا تراجع عن التحول في مجال الطاقة، ولا تراجع عن اتفاقية باريس”.

زعماء الدول الأخرى، الموقّعة على الإتفاق ومن بينهم الهند، أعلنوا جميعاً التزامهم التام تحقيق البنود المطروحة والشروط المطلوبة لتحقيق الأهداف المعلنة. فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه لن يحكم على ترامب بسبب قراره، على الرغم من عدم صوابيته، لكنه حذّر من تأثير الاتفاق على الوظائف وارتفاع نسبة الفقر في العالم.

لم تقتصر الاعتراضات على رؤساء الدول، بل انتقد عدد من الشركات ورواد الأعمال والقطاعات الصناعية قرار ترامب، فيما ركّز آخرون على ما قد يعنيه قراره بالنسبة لتجارتهم.

وقال قطاع صناعة السيارات الألماني الضخم، إن أوروبا تحتاج لإعادة تقييم معاييرها البيئية للبقاء في موقف منافس، بعد القرار الأميركي “المؤسف”.

أما منظمة الأرصاد العالمية، التابعة للأمم المتحدة، فأشار مسؤول فيها، إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من إتفاقية باريس للمناخ، قد يزيد درجات الحرارة العالمية بواقع 0.3 درجة بحلول نهاية القرن، في أسوأ سيناريو محتمل.

وهيمن قرار ترامب على اجتماع كان محدداً سلفاً، يوم الجمعة، بين رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ ومسؤولين بارزين في الاتحاد الأوروبي، في بروكسل.

وسيختتم الاجتماع ببيان مشترك يتعهد التنفيذ الكامل لاتفاقية باريس؛ ويلزم الصين والاتحاد الأوروبي خفض استخدام الوقود الإحفوري وتطوير المزيد من التكنولوجيا الصديقة للبيئة؛ والمساعدة في جمع مائة مليار دولار سنوياً، حتى عام 2020 لمساعدة الدول الأفقر على خفض انبعاثاتها الضارة.

وأصبحت الصين، المسؤولة عن أكثر انبعاثات ملوثة في العالم، شريكاً غير متوقع لأوروبا في هذا الملف وملفات أخرى، بما يوضح عزلة ترامب في العديد من القضايا.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This