ما أن ياتي شهر رمضان، حتى تطلق تحذيرات من الأخطار الصحية التي تواجه الصائمين المرضى، خصوصا أولئك المصابين بأمراض مزمنة كالسكري والقلب والضغط. والأمر نفسه، للنساء الحوامل. إذ أن الصوم قد يؤثر ليس فقط على صحة المرأة الحامل، بل أيضاً على جنينها. ولذلك، لا بد من التنبيه إلى تلك المحاذير الصحية التي قد يتعرض لها الصائم، إذا كان من هذا النوع من المرضى. حيث نجد لدى ذوي الاختصاص في طب الغدد والتغذية، نصائح عدّة في هذا المضمار. فما هي ؟!
خطر ووقاية
أهم ما يتوقف عنده الاختصاصي في التغذية، الدكتور انطوان صليبا، هو أهمية الاعتدال في الوجبات الغذائية. ويقول: لـ greenarea.info: عادة لا يسمح للمصابين بأمراض مزمنة بالصوم، لأنه قد يؤثر على صحتهم، خصوصا مرضى قصور القلب والسكري والضغط والدهنيات. ومن الافضل إعفاؤهم من الصوم، لأن عامل الوقت قد يؤثر على صحتهم، نظراً لطول ساعات الصيام، ثم عند الإفطار، يأكلون دفعة واحدة ، مما يحدث خللاً في توازن الضغط؛ ويؤثر في ما بعد، على معدل السكري في الدم، الذي يكون إلى ارتفاع.
يضيف د.صليبا : في هذه الحالة، ننصح الصائم ألاّ يأكل كمية كبيرة عند الافطار، لان هناك احتمالاً بحصول غيبوبة، نتيجة ارتفاع السكري. كما أن مفعول الأدوية يتغير. كذلك الإنسولين، خصوصاً أن هناك مشكلة في الحلويات الرمضانية، عند استبدال القطر العادي بمادة الفركتوز، التي تحتوي نسبة سكر عالية. وتترك ضرراً صحياً عند المصاب بالسكري. والمهم التركيز على النوعية والكمية، حيث ينصح بأن لا يأكل المريض المأكولات الدسمة، بل يقوم بتقسيم الوجبات مرة كل ساعتين. مع أهمية بدء الافطار بالأكل الخفيف، كالسلطة مع قليل من الزيت. وتحاشي السكر والنشويات. والتركيز على السحور، كونه ضرورياً، لأنه يختصر وقت انتظار الإفطار.
ويدعو الاختصاصي في أمراض الغدد والسكري، الدكتور ماريو عون، إلى عدم التعميم عند جميع مرضى السكري، الحالة الصحية المرضية نفسها، فهناك السكري من النوع الثاني، الذي يحتاج إلى تناول أدوية السكري، أو الانسولين، باوقات معينة. أما السكري من النوع الاول، الذي هو نقص حاد بكمية السكر في الدم، فإذا لم يأخذ العلاج في الوقت المحدد، قد يتعرض لنقص حاد في الإنسولين، في الدم، إلى درجة الهبوط الحاد والغيبوبة. لذلك، لا يستحسن الصوم في هذه الحالة الدقيقة، نظراً لما تمثله من خطورة على الانسان المصاب بها.
تجنب أشعة الشمس
ويحذر الاختصاصي في الطب الداخلي، الدكتور إيلي فرح، من مضاعفات صحية قد تطرأ خلال الصوم. ويقول: هناك أشخاص لا يستطيعون الصوم، لأنهم مجبرين على تناول الدواء ثلات مرات يومياً، أما الأشخاص الذين يستطيعون الصيام وفق علاج مناسب، فتعطى لهم نصائح بعدم التواجد في مناطق حارة أو رطبة، كونها تؤدي إلى نشاف مائي في الجسم وجفاف. واكثر المرضى الذين نعاينهم في فترة الصوم، يطلبون منّا، إذا أمكن، استبدال مواعيد الأدوية بما يناسب الصوم. كما أن بعض المرضى لديهم مشاكل صحية متقدمة، كمرضى قصور الكبد والقلب والكلى، أو يتناولون أدوية لعلاج كهرباء الدماغ. أو المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية، فهم مضطرون لأن يأخذوا أدوية مضادات. جميع هؤلاء لا ننصحهم بالصوم .
ويتابع الدكتور فرح: أما الأشخاص المصرين على الصوم، فننبهم بالتخفيف من ساعات العمل. كما يطلب منهم الراحة والاكثار من شرب المياه، خلال فترة الفطور والسحور. عدا عن التركيز على المأكولات الصحيحة المغذية.
المرأة الحامل والصوم
هل هناك تأثيرات صحية على المرأة الحامل، في حال قررت الصوم؟
يوضح الاختصاصي في الطب النسائي والعقم، الدكتور بسكال جرجورة، أن المرأة الحامل، مبدئياً، تستطيع أن تصوم، لانه لا يؤثر في الغذاء على الجنين. إنما ذلك يتوقف حسب وضع المرأة الصحي. وحسب رأيه الطبي، لا يحبذ ذلك، فحتى لو أكلت الحامل في فترة الصوم، ستظل لمدة 12 ساعة من دون طعام، فستشعر بالتعب وتحتاج إلى شرب المياه، نظراً للجفاف وارتفاع الحرارة في فصل الصيف. وأيضاً، حسب عمل المرأة، إذا كانت تعمل خارج المنزل، تعرضها للشمس في تنقلاتها، يجعلها تحتاج إلى كمية مهمة من المياه، تجنباً لحدوث تقلصات تؤثر على وضعها الحملي، خصوصاً أنها تحتاج لشرب المياه كل ثلاث ساعات، في فترة الصيف. لذلك، يقول، لا أفضل أن تصوم المرأة الحامل.
في المقابل، تشدّد الاختصاصية في طب التغذية، الدكتورة نيكول صايغ، على مدى الالتزام بالشروط الصحية لدى المراة الحامل. وتقول: عادة لا ننصح المرأة الحامل بالصوم، لكن يجب عليها التنبه إلى أنها ستعاني، في هذه الفترة، من مشاكل ضغط وإمساك وصعوبة إدرار البول. لذلك، عندما تتناول الفطور في الليل، ستزيد متاعبها الصحية، على الرغم من أأنها لا تؤثرمباشرة على الجنين. كما أنها في النهار، تحتاج إلى الكثير من شرب المياه، نظراً لارتفاع حرارة الطقس. فاذا صامت، تسببت لنفسها بالجفاف وبمشاكل في ضغط الكلى، نظرا لقلة المياه، عدا عن الارتداد المعوي والسكري والضغط.