وضعت الحكومات في ثمانين بلداً حول العالم، معايير وشروطاً، على مولدات الطاقة، بأشكالها كافة. وتعتمد الصناعة اليوم، في أكثر من 44 بلداً، إعتماداً كلياً على الطاقة النظيفة. كما بات سبعون في المائة من السوق العالمية للمركبات الخفيفة، يعمل بوقود نظيف.

وتقول الدراسات، أن العالم يمكن أن يتخلى عن  الطلب على الطاقة بنسبة 25 في المائة، بحلول عام 2030. لكن هذه التخفيضات لايمكن تحقيقها، إلا من خلال زيادة تنفيذ تكنولوجيات في مجالات الطاقة المتجددة.

ويقول بيل غيتس، صاحب شركة “مايكروسوفت” وأغنى رجل في العالم: “الكوكب يحتاج إلى طاقة موثوقه ورخيصه ونظيفه. وتحقيق ذلك لا يمكن إلاّ مع الابتكارات العلمية المتقدمة جداً”.  ووعد غيتس في قمة باريس للمناخ(COP21) ، أنه سيستثمر حوالى بليون دولار، في إطار تطوير تكنولوجيات الطاقات المتجددة.

فيما يلي سنتعرف على خمسة اختراعات في مجال الطاقة الخضراء، أحدثت ثورة حقيقية، ستساعد بفاعلية على مكافحة التغير المناخي.

1المولدات الكهربائية الخفيفة والقوية والطائرات

اخترع العالمان “يو” و”توماس” كابلات يمكنها تخزين الطاقة الكهربية، في مكثف فائق أحادي المحور، بزيادة في السعة الكهربائية بمقدار مائة مرة، بالمقارنة مع أسلاك النحاس العادية، مستخدمين أسلاكاً نانوية نشطة كهروكيميائيّاً، تبرز من سلك نحاسي طُلِيَ، بطبقة من أكسيد النحاس وبطبقة من الذهب والبلاديوم، التي تعمل كجامع للتيار من أجل المكثف الفائق.

ويستخدم الجهاز على نطاق واسع في الكابلات التي تربط بين مولدات الطاقة المُتجددة، لرفع مستوى تخزين الطاقة، في ظروف معينة، مثلاً، عندما تمر غيمة فوق مزرعة للخلايا الشمسية. وهي مفيدة أيضاً، في تخزين الطاقة الكهربائية التي تنتج عن  اشعة الشمس، أو تلك التي تستخرج من الهواء.

2البراكين والطاقة العظمى للحرارة

يقدّر العلماء، أن درجة الحرارة تزداد اطراداً مع ازدياد العمق، بنحو ثلاث درجات سلزيوس لكل 1000م. ويتوقع هؤلاء العلماء، أن درجة الحرارة في مركز الأرض، على عمق 6500 كلم، تصل إلى مليوني درجة. وهي أعلى من درجة حرارة سطح الشمس. وتتراوح حرارة الحمم البركانية بين 900 – 1200 درجة سيلزيوس.

بناءً على تلك المعطيات العلمية، أُطلق في غرب إيسلندا، مشروع للحصول على مصدر جديد للطاقة، من الحرارة العالية للصخور المنصهرة في جوف البراكين.

وقال المشرفون على  المشروع: إنه سيتم الحفر على عمق خمسة كيلومترات، داخل الأرض، لإنشاء حفرة، يُتوقع أن تكون الأكثر سخونة في العالم، حيث تبلغ الحرارة داخل الحفرة بين 204 و537 درجة مئوية. الأمر الذي سيساعد في توليد ما يصل إلى 50 ميغاواط من الكهرباء.

3رقائق الطاقة الشمسية

قام ريتشارد لونت أستاذ الكيمياء الصناعية في جامعة مشيغان، بتغيير أسلوب امتصاص الرقائق (مصنوعة من مادة أوكسيمورون) لأشعة الشمس المنتجة للطاقة. ولم يقم كما ظن البعض، بضغط المكونات وإخفائها داخل شرائح الزجاج.

ووجد فريق “لونت” أن الرقائق “الشفافة” تسمح بمرور كل الضوء خلالها، دون أن  تخزّن أي جزء منه. ولتجاوز هذا العائق، قام الباحثون في جامعة مشيغان، باستخدام تقنية مختلفة تجمع ضوء الشمس، باستعمال مكثّف للطاقة الشمسية الشفافة TLSC. وتتكون هذه الرقائق، من أملاح عضوية تمتص الأمواج الضوئية غير المرئية للإشعاعات تحت الحمراء وفوق البنفسجية، فتقوم بتحويلها إلى طول موجي آخر، يحولها إلى أشعة فوق حمراء.

4 الملح والزجاج

ثمة طريقة تقنية واعدة لتخزين الطاقة الشمسية، في محطات الطاقة الشمسية الحرارية، من خلال تخزين الطاقة الحرارية في خزانات تستخدم الأملاح المنصهرة. فشركة “سولار ريزيرف”Solar Reserve  – كاليفورنيا، تستخدم في محطاتها، الملح المذاب كوسيلة لتخزين الطاقة. ففي محطتها “كريسنت دونز”Crescent Dunes ، التي تصل طاقتها الانتاجية إلى  110 ميغاوات وتؤمن الكهرباء لأكثر من 70 ألف منزل، يمكنها العمل لمدة 10 ساعات معتمدة على بطاريات التخزين. إضافةً إلى أنها قابلة للتجديد بنسبة 100 في المائة. وهذه المحطة تشبه، من ناحية الانتاجية، محطات الكهرباء العاملة بالغاز أو الفحم أو الطاقة النووية. علاوةً على أنها قابلة للتجديد بنسبة 100 في المائة. أضف الى أنها لا تلوث البيئة بغازات الدفيئة.

 

جميع هذه الاختراعات، تدخل في سياق البحث عن حل جذري لتجنب المشاكل المعروفة عن مصادر الطاقة المتجددة. وتنتظر الاجيال اختراعات صديقة أكثر للبيئة؛ وفي الوقت نفسه مفيدة جداً للبشر.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This