تنتشر حشرة “العثّ” بشكل كبير في أميركا. وسجّلت بعض ولاياتها في السنتين الماضيتين، إصابات مرضيّة سبّبتها هذه الحشرة، أدّت إلى حالات وفاة.
سبل المعالجة المطروحة، غالباً ما تكون عبر استعمال المبيدات الزراعيّة، التي قد تؤثّر سلباً على أنواع أخرى من الحشرات المفيدة بيئياً.
في هذا الإطار، يُخطط باحثون في مركز دراسات، بعيداً من المبيدات، لإنتاج أول تربة من الحشرات المهندسة وراثياً، لتدمير العثّة الغزلية “ذاتياً”.
الباحث في جامعة كورني، أنطوني شيلتون، الذي يدرس هذا النوع من الحشرات منذ 40 عاماً، أشار إلى أن كلفة تلك العملية مرتفعة، تصل إلى حوالى أربعة أو خمسة مليارات دولار سنوياً، على مستوى العالم، إلاّ انها تستحق المبلغ، لأنها تحافظ على الملحقات البيئية الأخرى.
يقوم شيلتون منذ العام 2015، باختبارات ميدانية على الجينات المعدلة لحشرات العثّة، في محطة التجارب الزراعية في كورنيل، في جنيف، لكن حتى الآن، اقتصرت الاختبارات على الأراضي المغطاة بالشباك، للحفاظ على العثّ من الشرود. وتنتظر هذه التجارب تصريحاً من وزارة الزراعة الأميركية، لإطلاق نوع العثّ بحريّة لعلاج نباتات تغزوها، على أمل أن تبدأ منتصف موسم الصيف الحالي.
شركة التكنولوجيا الحيوية “أوكسيتيك” صاحبة المشروع، كانت نشرت بعوضاً معدلاً، في البرازيل وبنما ومنطقة البحر الكاريبي، لمكافحة حمى الضنك وغيرها من الأمراض. كما تأمل الشركة إطلاق أول بعوض تم تغييره جينيا في ولاية فلوريدا، في وقت لاحق من هذا العام.
وتمتلك العثّ جينات اصطناعية “ذاتية التحديد”، تجعل من يرقاتها تموت قبل أن تنضج. ويتم تحرير الذكور المختبرة، للتكاثر مع الإناث البرية والحدّ من أعدادها مع مرور الوقت، عن طريق قمع التكاثر.
الحدّ من عدد الإناث الإنجابية في الجيل المقبل، أولى الخطوات اللازمة. وقررت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، أنه لن يكون هناك أثر بيئي هام من الإصدار المقترح لبعوض أوكستيك، الذي تم تعديله في فلوريدا. وقد استخدمت الأعمال السابقة لمكافحة الآفات الحشرية، عن طريق وقف الاستنساخ لتعقيم الذكور، التي يتم إصدارها بأعداد كبيرة، حتى يتسنى للإناث البرية التكاثر معها، لكن دون أن تنتج أي ذرية.
تعدّ هذه التجارب ناجحة في قمع ذبابة الدودة المسمار؛ وذبابة الفاكهة المكسيكية؛ ودودة اللوز القطن وبعض الآفات الأخرى.
