ما يزال سكان أستراليا الأصليون، يتناقلون أساطير عن طوفانٍ حدث في العصر الجليدي الأخير، يصفون فيها كيف غمرت المياه خطوط الشواطئ، ما أدى الى فقدانهم جزءاً كبيراً من الأراضي التي كانوا يصطادون فيها. فمنسوب البحار على ماهو عليه اليوم، لم يستقر إلاّ منذ نحو ثمانية ألاف سنة.

وسجل العلماء في المئة سنة الماضية، زيادة في متوسط نسبة ارتفاع مستوى سطح البحر، بحدود 1.8 ملم سنوياً (حوالى 20 سنتيمتراً)، أي إن هذه النسبة ارتفعت إلى 3.1 ملم /سنة في الفترة الواقعة ما بين أعوام 1993 و2003، نتيجةً ذوبان جليد “غرينلاند” وتدفق المياه إلى المحيطات.

لماذا يرى العلماء أن البحار ستشهد ارتفاعاً متزايداً في نسبة المياه، في القرن المقبل على الأقل؟

وفقاً لدراسة أجراها مركز المناخ Climate Central بعنوان “الكربون والمناخ وارتفاع مستوى مياه البحار”، فإن غازات الاحتباس الحراري ستسخّن الكوكب أربع درجات مئوية، في غضون عقود قليلة. وإن هذا، هو السبب الرئيسي في ذوبان الجليد في منطقة القطبين. وإن هذا الذوبان، سيؤدي حتماً الى ارتفاع مستوى سطح البحر تدريجياً. ويتوقع الباحثون ارتفاع منسوب مياه البحر من عشرة إلى عشرين سنتيمتراً، بحلول عام 2050، الأمر الذي يهدد بزوال الكثير من المدن الساحلية، حيث يعيش حالياً مابين 450-750 مليون إنسان. واختفاء بعض الجزر أيضاً، إلا إذا  نجحنا في محاربة التغير المناخي.

ويقول عالم الفضاء ستيفن نيريم، المتخصص في تغير المناخ، أن من الممكن أن تصبح نيويورك غير صالحة للسكن، قبل نهاية القرن. وأن  كل المدن التي بنيت تحت مستوى سطح البحر، كما هو حال طوكيو، ميامي، نيويورك، سنغافورة، البندقية، أمستردام، روتردام وغيرها. لذا، سنستعرض أسماء بعض المدن المهددة بالغرق، نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحار حول العالم.

المدن الأميركية

تأتي في رأس “القائمة السوداء”، مدناً مثل: ميامي، نيو أورليانز ونيويورك. كذلك، ستغُمر شبه جزيرة فلوريدا كلها بالمياه. ومثلها أكبر مدينة في ولاية كولمبيا البريطانية، فانكوفر(كندا)، أضف إليها مدناً أخرى مثل  هاليفاكس، بوسطن، سياتل، واشنطن، لوس انجليس، سان دييغو، سان فرانسيسكو، كاليفورنيا ومناطق كثيرة أخرى.

أميركا الوسطي والجنوبية

في هذه القارة، بيّنت أغلب الدراسات، أن التهديد يمتد من جزر الكاريبي أو جزر غالاباغوسGalápagos Islands ، إلى الأمازون، أو إلى منطقة “باتاغونيا” Patagonia، بين تشيلي والأرجنتين. والمدن المهددة بالغرق هناك هي: كانكون، فيراكروز، بورت-أو-برانس، بوينس أيرس، أسونسيون، باراماريبو ، جورجتاون ، مونتيفيديو، ريو دي جانيرو وكذلك عاصمة البيرو، ليما.

المدن الأسيويه والأوروبيه

وتشمل قائمة المدن الأسيوية المهددة بالغرق التام، كلاً من: بكين، سيؤول، تشينغداو، شانغهاي، طوكيو، جاكرتا، كوالالمبور، كولومبو، كراتشي، كالكوتا، هونغ كونغ، بانكوك، مانيلا وسنغافورة. ووفقاً لدراسة حديثه نشرت في مجلة “البحوث البيئية” Environmental Research Letters ، فإن مدينه كوانغتشو الصينية، تترأس قائمه المدن الآسيوية التي ستعاني من أضرار الفيضانات الشديدة، التي ستحدث أواسط هذا القرن، أي حوالى سنة 2050.

المدن الأفريقية

تَعتَبر الدراسات أن أفريقيا، أقل القارات تأثراً بالفيضانات. غير أن هناك، أيضاً، توافقا واسعاً في الأوساط العلمية، بشأن ضعفها أمام الكورث البيئية المفجعة، لا سيما حالات الجفاف المزمنة، التي تتسبب بالمجاعات والأوبئة، التي حصدت مئات آلاف الارواح في القارة كلها. كما أنها ليست في مأمن من خطر الفيضانات المتوقعة.

وقائمة المدن الافريقية، تبدأ من الشمال من مدينة تونس، فالاسكندرية والقاهرة، مروراً بالساحل الغربي، حيث داكار وصولاً إلى مدن خليج غينيا. وهنا يجب الأخذ في الاعتبار، أن مدن هذه القارة سوف يتضاعف حجمها في السنوات القليلة المقبلة، ما يعني أن الكارثة ستكون أعظم.

أستراليا واقيانوسيا

مثل غيرها، ستعاني المدن الأسترالية، أيضاً، من الفيضانات. مدناً مثل سيدني، أديلايد وملبورن. ومما يجدر ذكره هنا، أن أستراليا واوقيانوسيا تعانيان بشكل رهيب، من تغير المناخ، الذي تتجلى أثاره بالفعل، على شكل عواصف وأعاصير تضرب القارة سنوياً.

إذا كان السؤال عن ذوبان ثلوج القطب وأخطارها، فإن الجواب يجب أن يكون، تحركاً عالمياً سريعاً لإيقاف جميع مسببات الاحتباس الحراري، فالخطر يهدد الكوكب برمته وبأشكال مختلفة، بشعة ومدمرة أحياناً ووحشية أحياناً أخرى.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This