تتوالى تداعيات خروج أميركا من “اتفاقية باريس للمناخ”. وفي خطوة إستباقية لتدارك الأمور قبل تفاقمها، يحاول زعماء الدول توحيد الجهود لضمان الوصول إلى النتائج المرجوّة من هذه الإتفاقية.
في هذا الإطار، تعهَّدت الدول الأوروبية الكبرى مواصلة العمل باتفاقية المناخ، عبر اتفاق أبرم بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتم التوقيع عليه في بروكسل، يوم الأربعاء 7 حزيران – يونيو الحالي.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن المفوّضية الأوروبية للتعاون الدولي والتنمية، نيفين ميميكا، قولها: “إن الإلتزام العالمي بأهداف التنمية المستدامة، يتعرّض للذبذبة من بعض الأطراف. وبالتالي، فإن صعوبة هذه الفترة، تحتّم التوافق الأوروبي حول الإتفاق المناخي لتحقيق الأهداف المرجوّة”.
الإتفاقية الجديدة، تحدّد إطارا للتوجيه العام للسياسة الإنمائية الأوروبية. ورغم أن السويد لم تكن مرتاحة للنتائج بشكل عام، لأن التزامات بعض الدول ليست كافية، إلا أن وزيرة التنمية، أولريكا موديبر، أشارت إلى أن السويد كانت ترغب في تحقيق توافق آراء أكثر تقدماً، إلاّ أن هذا الإتفاق بداية جيدة. وشددت على أن تغيّر المناخ هو أكبر تهديد يواجهه العالم. والأولوية اليوم، للعمل وإدخال اتفاق المناخ حيّز التنفيذ.
من جهته، قال فرناندو غارسيا كاساس، وزير خارجية أسبانيا: “إن التوصل لهذا الإجماع، كان صعباً حتى قبيل اللحظة الأخيرة من إبرامه، لكننا نجحنا. وأعتقد أن لدينا رؤية مشتركة للأشياء التي نريد أن نفعلها في التعاون الإنمائي. وفي الوقت الذي تواجه فيه أوروبا تحديات مثل الإرهاب والهجرة والشعبوية، فهذا هو أفضل ما يمكن أن نقدمه”.
تضمنت الإتفاقية إلتزاماً بأن تحقق الدول هدف الأمم المتحدة، المتمثل بتخصيص 0.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، للمساعدة الإنمائية الخارجية بحلول عام 2030. وقالت هيلاري جيون، مستشارة سياسة الاتحاد الأوروبي في منظمة أوكسفام: “لقد رأينا حقاً أن المصالح الذاتية للإتحاد الأوروبي والحاجة إلى سن سياسته الخارجية، تفوق تضامنه باستخدام المساعدات الانمائية لتأمين الحدود؛ والقيام باتفاقيات مع الدول التي لها سجل من انتهاكات حقوق الانسان”. بيد أن ميميكا أكدت أن الإتحاد الأوروبي يأخذ على محمل الجدّ، دوره كأكبر فاعل في التنمية في العالم. وقالت “إننا على استعداد لتحمّل مسؤوليتنا العالمية، سنقوم بدور كبير يمليه علينا موقعنا القيادي فى التنمية المستدامة، بغض النظر عن مدى جديّة مساعي الآخرين”.