رغم الإحترار المناخي الذي يشكّل معضلة العالم البيئية، توقّع العلماء تساقط الأمطار بغزارة على المناطق الإستوائيّة، عكس ما تم تداوله في السنوات الأخيرة. وقد كشفت دراسة حديثة، أن التغيّر المناخي العالمي، قد يقلّل من كمية المتساقطات، بسبب إنخفاض أعداد السّحب المرتفعة فوق المناطق المدارية.
في التفاصيل، أشارت الدراسة، التي نشرتها صحيفة “دايلي ميل”، إلى أن السحب الإستوائيّة المرتفعة تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، الأمر الذي يخفّف من عدد السحب، فتنتج عنه برودة في الجو الإستوائي. وبالتالي، تزداد نسبة المتساقطات من الأمطار فوق المناطق الإستوائيّة.
علماء من وكالة “ناسا” الأميركية، فصّلوا نتيجة تلك الدراسة علمياً وأشاروا إلى أن تساقط المطر لا يرتبط بظهور السحب، إنما يرتبط بمعادلة الطاقة، من وإلى الأرض، أي تلك الصادرة من الشمس باتجاه الأرض، مقارنة بالطاقة المتّجهة من الأرض نحو الشمس.
تحبس الغيوم على ارتفاعات عالية، الحرارة في الغلاف الجوي. لكن التوقعات بانخفاض أعدادها في المستقبل، تدلّ على أن الجو الإستوائي سيصبح بارداً، مما يؤدّي إلى تكثّف بخار الماء وتحوّله إلى مطر.
كما كشفت الدراسة، أن الأمطار الإستوائيّة المتساقطة، ستقوم بتدفئة الهواء مرة أخرى، لتحقيق التوازن. وعندما يتبخّر الماء، يتحوّل إلى بخار على سطح الأرض ويرتفع إلى الغلاف الجوي، فيحمل معه الطاقة الحرارية التي تسبّب في تبخّره. لكن عند وصول هذا البخار إلى الغلاف الجوي البارد، تحدث عملية التكثيف، فيتشكّل المطر.
إن الإنخفاض في الغطاء السحابي الإستوائي العالي، هو نتيجة لتغيّر الكوكب على نطاق واسع، بسبب تدفّقات الهواء والغازات، التي تساهم في تدفئة الكوكب الأخضر؛ وتشمل منطقة واسعة من الهواء المتصاعد المتمركز على خط الاستواء. وقد بيّنت الملاحظات التى تم رصدها على مدى الـ30 إلى الـ40 عامًا الماضية، أن هذه المنطقة تتضاءل، مما تسبب في انخفاض السحب المرتفعة.
نتيجة هذه الدراسة ليست محصورة بتساقط المطر، بل اعتبر العلماء أنها قد توفّر السبل اللازمة لتحسين التوقعات حول نسبة المتساقطات في السنوات المقبلة.
