ترتفع حدّة الإحترار المناخي سنوياً وتتوالى التداعيات، مع مرور الأيام. وفي سابقة لا مثيل لها في السنوات الأخيرة، ساهم ارتفاع درجات الحرارة في تمدّد ألسنة النار، لتقضي على البشر والأخضر واليابس في البرتغال.
فقد اندلع، يوم السبت الماضي، حريق كارثي في غابات منطقة ليريا وسط البرتغال، ما زال إحصاء خسائره البيئية والبشرية غير محدّد برقم واحد. وإلى حين كتابة التقرير، كانت حصيلة الضحايا قد وصلت إلى 100 شخص.
بداية الحريق، كانت من منطقة بيدروغاو غراندي. إلا أنه بعد البحث والتدقيق، اكتشف المسؤولون البرتغاليون إندلاع حوالى ستين حريقاً، في مناطق الغابات، في جميع أنحاء البلاد، مع انتشار 1700 من رجال الإطفاء في محاولة لإخماد النيران. وقال رئيس الوزراء أنطونيو كوستا، في أوّل تعليق له: للأسف، هذه أكبر مأساة تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة، على مستوى حرائق الغابات. مشيراً إلى أن عدد الضحايا مرشّح للإرتفاع، مع استمرار عمليات الإنقاذ والإغاثة، في محيط غابات بدروغاو غراند من الجهات الأربع.
لم تقتصر الكارثة على اندلاع الحرائق، بل زادت درجات الحرارة، التي تخطّت الـ 40 والرياح القوية، من حدة الأزمة، فغذّت ألسنة النار وفاقمت تداعياتها.
رغم محاولة الناس الفرار من كل حدب وصوب، إلا أن الموت لاحقها من كل جهة. ومن لم يمت بألسنة النار، قضى اختناقاً بسبب استنشاق الدخان الناتج عن الحريق، أو حصاراً على الطرقات، التي تحيطها الغابات المشتعلة.
جنّدت السلطات البرتغالية عدداً كبيراً من عناصر الإطفاء، وصل إلى حدود الـ 600 عنصر وكتيبتين من الجيش، لمساعدة خدمات الطوارئ مع 160 آلية. كما أرسلت إسبانيا طائرتي إطفاء، بينما دول أخرى، عرضت مساعداتها لمكافحة الحريق. وقال الإتحاد الأوروبي إنه سيقدم طائرات الإطفاء الخاصة، في حين عرضت فرنسا إرسال ثلاث منها.
طال الحريق قرى عدة، لم يعرف، حتى الآن، حجم الأضرار النهائيّة ولا حتى السبب الرئيسي لاندلاعه. إلاّ أن رئيس الوزراء رجّح أن تكون العواصف الرعدية هي السبب.
من جهته، توجه الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوسا، إلى مكان الحريق وقدم تعازيه إلى أسر الضحايا، كما أشاد بعمل عناصر الإطفاء. وشدّد على أنه بالنظر إلى درجات الحرارة “فإن ما تم فعله هو أقصى ما كان ممكناً عمله”. وأعلن الحداد 3 أيام على الضحايا.