لحضانة الأطفال ( (garderie أهميّة كبيرة في تأهيل الطفل علمياً واجتماعياً ونفسيّاً، وإعداده إعداداً مدروساً سليماً، فيتمكّن بعد الانتهاء من فترة ألحضانة من الالتحاق بالمرحلة التعليميّة الابتدائية الأولى بسهولة، فوظيفة الحضانة الأولى تهيئة الطفل لمرحلة المدرسة، فبهذه المرحلة تترك لهُ الحرية التامة لممارسة الأنشطة، واستكشاف قُدُراته الفريدة وميوله الأوّلى وإمكانيّاته، فيكتسب المهارة والخبرة التي لا يكتسبها في المنزل بأيّ حال، ومن أهمّ وظائف المعلّمة في الحضانة تشجيع الطفل وتحفيزه على حبّ العمل في فريق لدى الطفل؛ فالطفل المُحِب لروح العمل والتعاون والمشاركة الإيجابية قادر على الاعتماد على نفسه، وفي هذه المرحلة يكتسب الطفل المهارات بأنواعها اللغويّة والاجتماعية، وعن طريقها سيكوّن الاتّجاهات الخاصة الأولية بما يخص العمليّة التعليمية.
في مرحلة الحضانة يمر الطفل مرحلة تعليمية لا تقل أهمية عن مراحل التعليم الأخرى، بل هي مميزة جداً، وهذه المرحلة خاصة ولها فلسفتها التربوية وأهدافها النمائية والسلوكية، وأهدافها ترتكز على احترام ذاتيَّة الطفل وتفرده وتشجيعه على التغيِّر بلا خوف واستثارة تفكيره الإبداعي المستقل، ورعاية الطفل بدنياً وتعليمه العادات الصحية السليمة، وعلى المعلمة مساعدة الأطفال في تدبر أمورهم المعيشَّة واللعب وحتى تذوق الموسيقى والجمال التعرف على الطبيعة، وتعليمهم أنّ بعض رغباتها يمكن التخلّي عنها لأجل الجماعة.
ومن فوائد الحضانة أنّها توفّر الخبرات والتجارب المُختلفة، والتي تخدم الطفل وتُكسِبُه الخبرات اللازمة ليبدأ حياته بشكل مستقل جزئياً؛ فهي مكان للمتعة والحرية والحركة، مكان للإفادة والحصول على المعلومات بشكل مميّز وجميل، مكان ليتعلّم الطفل اللعب فيه، كأن يتعلّم القيم والآداب وتنمية السلوك الجيد، وتثبيط السلوك السيئ عند الطفل، هي مكان لتنمية ثقة الطفل بنفسه وانتمائه أيضاً، ومكان ليكتسب فيه الطفل تدريبه الأول لتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس.
الحضانة هي المكان الأوّل لتنمية إبداع الطفل، وفيها يتعوّد الطفل على حبّ الجماعة والعمل الجماعيّ المتعاون، وفي الروضة أيضاً يمكن أن تحل بعض المشاكل الاجتماعيّة كالخجل، والانطوائيّة، والعدوانية، وفيها يطلق الطفل العنان لطاقته الكبيرة فيُفرغها بطريقةٍ علميّة مدروسة، وبتوطيد علاقة الطفل والمعلمة نستطيع الوصول للأهداف المرجوة من الحضانة . ولا يقتصر دورها على تنمية مهارات الطفل وتحضيره لمجتمع أكبر؛ بل لهذه المرحلة دور تربوي مهم كالمدرسة؛ فهي تهتم ببناء مواطنٍ صالحٍ يبني وطنه شاباً قوياً بالمستقبل، فتهتم ببناء شخصية الطفل من كافة النواحي الجسدية والعقلية والحركية واللغوية والانفعاليّة والاجتماعية، ومساعدة الطفل بالتعبير عن ذاته كلامياً، ورسم واقعه المتخيل وتطويره، تساعده على الاندماج وبيئته، وتعلمه أنّ له حقوقاً وواجبات كحق الملكية العام والخاص، تساعده على حل المشكلات، وتأهّله لمرحلة التعليم المدرسي، وتكسبه المفاهيم والمهارات التي ستساعده في فهم التربية الدينيّة، والرياضيات، والموسيقى، والتربية الصحية، واللغة العربية، والفنون الاجتماعية، ويقاس تطور الحضارات باهتمامها بنظامها التربوي وملاءمته مع مستجدات العصر؛ لذا من المهم السعي حثيثاً لتحديث مناهج رياض الأطفال بما يتواكب مع احتياجات الطفل والمتطلبات المستحدثة في التربية، والانفجار المعرفي الهائل.
mawdou3.com