تشكو كثيرٌ من الأمهات خاصة عندما يصل أبناؤهم لعمر المراهقة وربما الشباب من عدم تحملهم المسؤولية وعدم قدرتهم على اتخاذ القرار واتكاليتهم المستمرة على آبائهم وأمهاتهم.

والسبب الأساسي في ذلك عدم تركيز الأبوين على غرس مبدأ الاستقلالية في نفس الصغير منذ البداية، فينشأ ضعيفًا متكلًا عليهما. والحقيقة أن الطفل يرغب منذ البداية في القيام بأشياء معينة من أجل أنفسهم. “يمكنني أن أفعل ذلك بنفسي!” ، “أنا آكل لوحدي” “أنا ألبس”، لكن أحيانًا يدفن الأبوين تلك الرغبة. إن تعليم ابنك الاستقلالية والمسؤولية تلزم اقتناعك أنت أولًا بالفكرة واستمرارك عليها وتذكري أننا لا نملك أبناءنا*، وهو مبدأ يتعلمه ويكتسبه مرارًا وكثيرًا وتكرارًا عبر بيئة تعليمية تسمح بالاعتماد على الذات.

منذ عمر مبكر، اجعليه يختار بين خيارات مقبولة (نوع الشطائر التي تعدينها للمدرسة، شكل اللعبة التي يرغب في شرائها) لا ترهقيه بخيارات مفتوحة وإنما خيار بين خيارات مقبولة كأن تقولي لدي جبن شيدر وكيري ومربى ماذا ترغبين؟

حققي له طلباته إن كانت مقبولة

اسمحي بمساحة من الخطأ ولا تكوني فوق رأسه عند الخطأ تتدخلين على الفور فالتعلم لا يحدث إلا عبر ارتكاب الأخطاء.

اطلبي منه المساعدة في المنزل منذ العمر الصغير 3 و4 أعوام لكن بما يناسب سنه بالطبع، كأن يجمع ألعابه أو يجمع شيئًا سقط منك أو يناولك مشابك الغسيل في الشرفة وهكذا.

في عمر أكبر اجعليه يفكر لنفسه ويخبرك رأيه ولا تسفهي منه كرأيه في مدرسته أو معلمته أو أصدقائه

اطلبي منه مساعدات أكبر كأن يرتب سريره

شجعيه على مساعدتك واثني على محاولاته

كلما كبر زيدي من طلباتك بما يتناسب مع سنه ووقته ومتعته

على كل فرد تحمل مسؤولية في الأسرة كغرفة وكرفع طبقه بعد تناول الطعام وغسله وهكذا.

لا فارق بين ولد وبنت في تحمل المسؤولية وفي اتخاذ القرار وفي احترامه

علميه كيف يتصرف مع المشكلات وكيف يستطيع حلها

تصرفي دومًا بحكمة. أشيري عليه بالحل ولا تقدميه بنفسك أو تتدخلي بنفسك مع معلمه أو مع أصدقائه

في عمر الجامعة لا تجبري ابنك أو ابنتك أبدًا على نوع الدراسة ولا تحاولي حتى إقناعه بما لا يريد وفيما بعد لا تفعلي مع العمل أو مع الزواج وغير ذلك

علميه كيف يتخذ القرار بالمقارنة بين المزايا والعيوب والمعايير المتبعة في ذلك

كل ذلك لا ينفي أن تكون بينكما صداقة وأن يحكي لك عن مشكلاته وأن يأخذ رأيك لكن من المهم أن يدرك كيف يتصرف لو كنت بعيدة عنه أو غير موجودة في حياته بعد عمر طويل

 

 

ملحوظة هامة

 

معظم مشكلات الآباء والأبناء هي تدخل الآباء الشديد في حياة أبنائهم حتى لو كان عن سلامة نية وعن خوف وقلق عليهم ورغبة في مصلحتهم وقد تكون بسبب الغيرة وحب التملك أحيانًا أخرى. من المهم أن تتذكري وزوجك دومًا أننا لا نملك أبناءنا أبدًا، وأن علينا من البداية أن نتعلم أنهم شخصيات تختلف عنها لها طموحاتها وأفكارها التي قد تتفق معنا حينًا وقد تختلف أحيانًا وأن لهم زمان غير زماننا فليس علينا أن نقرر عنهم أبدًا وهو ما يساعدك على اتباع تلك الطريقة التربوية منذ الصغر.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This