عالم الحياة الحيوانية في تجدّد دائم. ورغم مئات السنين من الأبحاث والدراسات، التي تم فيها التعرّف على آلاف الأنواع الجديدة، إلا أن الإكتشافات لم تتوقّف يوماً.

تختلف طرق وأسباب تلك الإكتشافات، بين طبيعيّة أو مفتعلة، بفعل التغيّرات المناخية، التي تساهم في خلق بيئة جديدة لحياة حيوانية جديدة، من جهة، أو تسبّب بفقدان أنواع مغايرة، من جهة أخرى.

في هذا السياق، أعلن علماء أستراليون، عن إكتشاف21 مخلوقاً بحرياً جديداً، إضافة إلى أنواع لم تحدّد أسماؤها ولم يسبق رؤيتها من قبل.

بقعة الإكتشافات تحدّدت بين مدينتي لاونستون وبريزبن، حيث إنطلقت سفينة تابعة لمركز البحوث البحرية الوطنية، حملت على متنها فريقاً من 58 باحثاً وعالماً وتقنياً، من 14 مؤسسة محلية وعالمية، على رأسهم علماء متاحف فيكتوريا للعلوم الطبيعية، بقيادة الدكتور تيم أوهارا؛ وبدعم من هيئة البحوث الأسترالية “”CSIRO والبرنامج الوطني للعلوم البيئية والتنوع البيولوجي البحري NESP””.

بعد 140 عاماً من آخر الإكشافات، عبرّ العلماء عن حماستهم تجاه المخلوقات البحرية، التي وجدوها في طريق الرحلة. وقال الدكتور أوهارا: حجم بيئة أعماق البحار، في أستراليا، أكبر مما يظهر على البرّ. وحتّى الآن، فإن الشعب الأسترالي لا يعرف شيئاً عن الحياة في الأعماق. لذلك، نحن متحمسون جداً للإكتشافات التي حققناها. ونشعر بسعادة غامرة لمشاركتها مع العالم الأسترالي والدولي.

أبرز الأنواع التي تم اكتشافها، هي: عناكب البحر الضخمة ذات الساقين المتوهجّتين في الظلام، التي اعتبرت واحدة من أقدم اللافقاريات المفصليات، سمك مجهول الهويّة يسبح على عمق 4 كلم عن سطح البحر، فضلاً عن أسماك ذات العيون الزرقاء والأقدام الحمراء، المنتمية إلى مجموعة “أنجليرفيش” البحرية.

أول جهاز رصد لدى الرحلة، إكتشف قرش “كوكيكوتتر”، الذي يقضي على فريسته من الدلافين والحيتان، عن طريق الإطباق عليها. إضافة إلى اكتشاف أسماك الفصوص، على بعد 2.5 كلم من نيو ساوث ويلز. وهي تمتلك جسداً مائياً ناعماً وتعدّ من الكائنات المفترسة، فضلاً عن السلطعون الأحمر الشوكي، ذو الدروع المصمّمة لحمايته من الأخطار التي قد تعترضه في أعماق البحار.

لا يمكن تعداد الأنواع التي تم اكتشافها كلها، لكن طاقم الرحلة لحظ وجود: سمكة التريبود، القشريات الآكلة للحم، ديدان الكسول “أوسيداكس”، التي لا تمتلك لا أفواهاً ولا أحشاءً ولا شرجاً، بل تتغذّى عبر البكتيريا التي تلتقطها، إضافة إلى الإسفنجة آكلة اللحوم، التي تصطاد القشريات وغيرها من المخلوقات الصغيرة؛ وكذلك، الإسفنج الزجاجي، بهيكله العظمي المصنوع من شعر السيليكا فيلامنتس، الذي يصل طول البعض منه إلى متر.

تتالت الإكتشافات. وتم رصد خنازير البحر، الأخطبوط دومبو، كوراليمورف، جمبو الجمبري، الخيزران المرجانية (كائنات دقيقة في أعماق البحار يتشكّل هيكلها من كربونات الكالسيوم)، ديدان الفول السوداني و قنفذ الفطيرة “أورشين”.

إكتشافات العلماء في أستراليا، ستظهر للعالم كلّه. في هذا الإطار، يشير الدكتور أوهارا، إلى أن متحف ملبورن، سيعرض مجموعة مختارة من هذه المخلوقات البحرية المكتشفة حديثًا، في الأشهر المقبلة.

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This