سجّلت محطة الرصد في جامعة يوتا 464 زلزالاً، في حديقة يلوستون الوطنية خلال أسبوع واحد فقط. وهو أعلى عدد من الزلازل يسجّل في الأعوام الخمسة الأخيرة.
بلغت قوة أقوى زلزال 4,4 درجات، يوم حصوله الخميس في 15 حزيران – يونيو، أما يوم الإثنين 19 حزيران-يونيو، فقد شهدت الحديقة زلزالاً على بعد 8,6 أميال شمال شرق يلوستون الغربية، في ولاية مونتانا الأميركية. وشعر به سكان مدينتي: يلوستون الغربية، غاردينر، ولاية مونتانا، زوّار حديقة يلوستون الوطنية وسكّان أماكن أخرى في المنطقة المحيطة. وقد سُجّلت الهزات على عمق يصل إلى تسعة أميال تحت سطح الأرض؛ و 14.5 كلم تحت مستوى سطح البحر.
ما زالت الأسباب مجهولة، إلا أن عدداً كبيراً من العلماء يرجّح أن يكون النشاط البركاني، المتزايد في الآونة الأخيرة، هو السبب الرئيسي، خصوصاً أن الحديقة تقع فوق واحد من أخطر البراكين في العالم.
يقول الخبراء في هذا الإطار، إن ثوران بركان يلوستون، سيكون أقوى بمعدّل ألف مرة، من قوة ثوران بركان جبل سانت هيلينز عام 1980. لذلك، يقوم باحثون من محطات رصد الزلازل، في جامعة يوتا، بمراقبة هذا النشاط البركاني، منذ أن بدأ يوم الاثنين 12 يونيو/حزيران. وفي المقابل، يشدّد جيولوجيون آخرون، على أن لا داع للهلع، لأن إنفجار البركان لن تكون تداعياته مخيفة.
حصول الزلازل، أمر شائع في يلوستون. وتشكّل حوالى50 في المائة من مجموع الأنشطة. إلا أن آخر فوج كبير منها، حصل في العام 2012 وكان أقلّ وطأة من تلك التي حدثت في 2002، 2004، 2008 و 2010.
توفّر جامعة يوتا، رصداً طويل الأمد للنشاط البركاني والزلازل في المنطقة. ومرصد بركان يلوستون، هو أحد المراصد الخمسة التابعة للمسح الجيولوجي للولايات المتحدة.
مرشد الفريق الذي يرصد تغيرات بركان يلوستون، يشير إلى عدم إنفجار هذا البركان منذ 70000 عام. ويتوقّع حصول زلازل مماثلة متفرّقة ومكثّفة، مع إرتفاع بارز لـ”كالديرا” البركان، أي إحدى الظواهر الجيمورفولوجية المصاحبة للبراكين (معناها الدست، أو الوعاء الكبير). وهي تستخدم للتعبير عن الفوهات البركانية الضخمة، التي تبدو في شكل أحواض واسعة في قمم البراكين.
هذه “الكالديرا”، سترفع من الحمم البركانية، الأمر الذي سيسبّب إنفجارات ذات درجة عالية من الغليان. إلا أنه يؤكد أنه مع حدوث الانفجارات والزلازل، فإن الثورات البركانية الأكثر احتمالاً، لن يكون لها أي تداعيات خارج إطار الحديقة.