حطت “النفايات المهربة” رحالها خلال اليومين الماضيين في منطقة الدامور الساحلية، غير بعيد عن الأتوستراد الساحلي وعلى مقربة من أحد المنتزهات السياحية البحرية، ويبدو أن هذا المشكلة لم تنتهِ فصولا بعد، خصوصا وأن أزمة النفايات المستمرة منذ أكثر من سنتين، كانت سببا في ظهور “مافيات” تستغل الأزمة وتهرب النفايات إلى كافة المناطق اللبنانية، حتى أن الأحراج والمناطق البعيدة والنائية تحولت مكبات عشوائية للنفايات.
بعض المتابعين لهذا الملف أكدوا لـ greenarea.info أن “من يستفيدون من هذه الأزمة يتقاضون عن كل شاحنة نفايات ما بين 200 و 500 دولار أميركي، حسب سعة الشاحنة”.
وفي ظل الأزمة المستمرة، وعدم إيجاد حل ناجز لمشكلة نفايات الشوف وعاليه، ومع اشتداد موجة الحر، يضطر المواطنون والبلديات إلى التخلص من النفايات بأي طريقة، ولذلك نجد مكبات مستحدثة يوما بعد آخر، حتى أن رمي النفايات خلسة وتحت جنح الظلام طاول مختلف المناطق من الشمال إلى الجنوب فالجبل والبقاع.
وهذا ما يستدعي تحركا سريعا من قبل الوزارات المعنية (الداخلية، البيئة، الصحة) فضلا عن البلديات، إن لجهة ملاحقة هذه المافيات، وإن لجهة تأمين حل مؤقت للمشكلة القائمة.
من يعبر الأتوستراد الساحلي يصدمه مشهد النفايات المكدسة عند أحد المطلات القريبة من البحر، وتصدمه أكثر الروائح المنبعثة، فهل ثمة من يرضى أن يتحول هذا المكان منطقة موبوءة؟
تجدر الإشارة في هذا المجال، إلى أن المشكلة تطاول أيضا أتوستراد الجية، ولا سيما على مقربة من معمل الجية الحراري، كأنه لا يكفي المواطنين والعابرين التلوث الكيميائي الناجم عن عوادم المعمل، لتأتي النفايات وتحول هذه المنطقة أيضا مرتعا للجراثيم والحشرات.
رائحة القمامة تصل الى الاحياء السكنية
في هذا السياق، قال وائل حسونه من سكان المنطقة لـ greenarea.info: “بعد شق الطريق وجدت ضالتي، إذ كنت أفتش عن مكان لأمارس التمارين الرياضية، وكانت الطريق الجديدة خالية من السيارات تقريبا وبعيدة من أسباب التلوث، وسيما منها روائح المازوت المنبعثة من المصانع وعوادم السيارات على الاتوستراد”.
ولفت إلى أنه “لم يكن هناك شيء غير اعتيادي في البداية، لكن بعد مضىي شهر على شق الطريق، وبمجرد ان تم تعبيد جزء منه فوجئت صباحا برائحة القمامة الكريهة تعم المكان وتطغى على رائحة الأرض والنباتات، لاكتشف ان هناك من القى نقلة قمامة على جانب الطريق”.
وأضاف حسونه: “توجهت على الفور الى العمال القريبين من المكان، وكانوا منشغلين بتعبيد الطريق لاستفسر منهم، فأكدوا لي بانهم لا يعرفون شيئا عن الموضوع، وانهم سيبلغون المتعهدين بالامر، وبعد مضي ثلاثة ايام كانت رائحة القمامة قد ازدادت وبدأت تصل الى الاحياء السكنية، وعندما نزلت لأستطلع الامر فوجئت بتلال كبيرة من النفايات تغطي المكان، فعرفت ان هناك من ينوي تحويل المنطقة الى مكب، فتحدثت مع المتعهدين الذين قالوا لي انهم ابلغوا البلدية الامر”.
وأشار إلى أن “محاولات حل المشكلة قد لا تنجح نظرا لاننا لدينا تجارب مريرة سابقة مع البلدية ،خصوصا عندما ابلغناها مرارا عن الصيد غيرال شرعي في المنطقة، ولم تحرك ساكنا”.
ساتر ترابي
وبحسب حسونه، فإن “القمامة ما زالت متراكمة بروائحها النتنة في المنطق”، لافتا إلى أن العاملين في ورشة تعبيد الطريق بإغلاق الطريق الى (المكب) بوضع ساتر ترابي لمنع القائها مؤقتا لحين اتمام الاشغال هناك، مما يجعل جميع الاحتمالات مفتوحة على اسوأ النتائج بعد الانتهاء من الاعمال هناك ما لم تتحرك البلدية فورا لتدارك الامر”.
بلدية الدامور
عضو المجلس بلدية الدامور مخايل البستاني، وبعد أن أبلغناه بوجود نفايات عند مدخل الدامور، لجهة مشروع “مديار”، تفاجأ برمي النفايات بهذه الطريقة، وطلب منا تحديد المكان “لربما يكون خارج منطقة الدامور العقارية”.
وبعد ارسال الصور وتحديد المكان باشر بالاتصال بالمسؤول عن جمع النفايات والتحري عن الموضوع، ووعد بأنه سيهتم “برفعها من مكانها خلال 24 ساعة”، شاكرا اهتمامكم ومتابعتكم”.
واشار البستاني الى ان “النفايات وكما بدت في الصور موجودة في مواقع مختلفة وقد تكون عقاريا موزعة بين الدامور والدبية”، وأكد أن “بلدية الدامور لم تترك يوما نفاياتها في الشوارع رغم الازمة التي مر بها لبنان بشكل عام، وان المحافظة على نظافة وجمال المنطقة وطبيعتها هو ضمن اولويات البلدية واهتماماتها”.
بلدية الدبية
عضو المجلس البلدي في بلدية الدبية الياس البستاني اكد لـ greenarea.info ان “هذه النفايات موجودة عقاريا ضمن منطقة الدامور على امتداد 200 متر تقريبا من الطريق المواجه للبحر”, وشدد البستاني على ان “بلدة الدبية لديها متعهد يقوم بجمع النفايات ونقلها، وان البلدية تتخلص من نفاياتها بالطرق الآمنة والسليمة”.