تجاوز مستوى التلوث الهوائي في مدينة شيجياتشوانغ، شمال الصين، المعدلات الاسترشادية لمنظمة الصحة العالمية، بمائة مرة، حيث وصلت معدلات الجسيمات الملوثة الدقيقة فيها، إلى 1000 ميكروغرام في المتر المكعب (مستويات منظمة الصحة العالمية لا تتجاوز عشرة ميكرو غرامات). في حين سُجل في بكين معدّل 212 ميكروجراماً في المتر المكعب.

ويُرجع خبراء البيئة، هذا التدهور الرهيب في نوعية الهواء في الصين، إلى النمو السكاني والعمراني الجنوني، والنشاط الصناعي والتجاري للبشر، في مدن الصين كافةً. نمواً مكلفاً بكل المعايير، يدمر البيئة.

بحثت الحكومة عن حلولٍ مبتكرة لمشكلة التلوث، في مدنٍ ليس فيها مكان لزراعة شجرة واحدة. فجاء الحل البديل، إعتماد فكرة مهندس العمارة الايطالي ستيفانو بويري. وهو المخضرم بالفعل، في هذا النوع من الابتكارات، حيث تقضي فكرته بزراعة غاباتٍ عموديةٍ في “نانجينغ”، في مشروع يهدف إلى إنشاء أبنية تتنفس، تمتصّ ثاني أكسيد الكربون وتطرح الأكسجين، بعملية التمثيل الضوئي المعروفة لدى النباتات.

تتألف الغابة العمودية من  1,100 شجرة؛ وأكثر من 2,500 شجيرة ونبتة، تنتمي إلى 23 نوعاً محلياً. إضافةً إلى حوالى ثلاثة آلاف نوع من الأزهار و النباتات، مزروعة في برجين يبلغ إرتفاعهما 107 و199 متراً. بمساحة تصل إلى  6,000 متر مربع. وبحلول عام 2018 يمكن أن نتصور وجود أول “مدينة غابات” في الصين، يمكنها إمتصاص نحو 10 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى 57 طناً من الملوثات سنوياً، تنتج قرابة 900 طن من الأكسجين. وستتسع المدينة الخضراء لحوالى 30 ألف نسمة. وهي ذات إكتفاء ذاتي من الطاقة،  حيث ستعتمد على مصادر متجددة للطاقة. وسيكون في كل برج متحف، مشاف، مكاتب ومدرسة للهندسة المعمارية.

المشروع ليس الأول من نوعه في العالم، فقد بُنيت سابقاً غابتان عموديتان مشابهتان، إحداهما في مدينة لوزان السويسرية (يبلغ إرتفاعها  117 متراً وتضم 100 شجرة، 6000 شُجيرة صغيرة و18 ألف آنية نبات موزعة على مساحة 3 آلاف متر مربع). والأخرى في مدينة ميلان الايطالية (يبلغ إرتفاعها 112 متراً). لكن هذه التجربة، هي الأولى في آسيا. وينتظر إنشاء غابات مماثلة في مدن صينية أخرى، مثل تشونجكينغ، غويزو، ليوزو، شيجيازوانغ وشنغهاي.

الهدف: مكافحه التلوث

ينتظر الصينيون من “الغابات العمودية” النتائج التالية:

  • المظهر الجميل والحضاري للمدينة، التي ستبنى فيها الغابات العمودية. ذلك أن النباتات والزهور ستغطي واجهات المنازل وجدران وأسطح المباني، بشكل كلي.
  • التخفيف من آثار التغير المناخي، خصوصاً حرارة الصيف، التي شهدت إرتفاعاً رهيباً أدى إلى موجات حر قاتلة، في بعض البلدان.

3-الحدّ من التلوث الجوي والصوتي، الحفاظ على  التنوع البيولوجي

وتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة.

يرى الخبراء أنه في حال تم تحويل 100-200 مبنى في كل مدينة في العالم، إلى غابة عمودية، فستتمكن البشرية من التغلب على التلوث الجوي الرهيب، معتبرين أن مشروع “الغابات العمودية” يمثل تحدياً كبيراً. ويطمحون بالتالي، غلى توسيع النموذج، داعين إلى أن تتبنى كل دول العالم الملوثة للبيئة، هذا النموذج الساحر.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This