عرضت “حملة الأزرق الكبير” Big Blue صورا وثقت من خلالها ظاهرة إخضرار مياه البحر عند شاطئ الرملة البيضاء نتيجة ظهور عوالق بحرية، وأعقبت هذه الظاهرة تعليقات ونقاشات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتباينت التحليلات والاستنتاجات.

لم نتبن موقفا سريعا حيال ما شده شاطىء الرملة البيضاء، وآثرنا التريث ومحاولة استقراء هذه الظاهرة من منظور علمي لا يحتمل “اجتهادات” سريعة ومتسرعة، وهذا دأبنا في greenarea.info أن نكون دائما منحازين إلى العلم وآراء العلماء حتى لو تباينت وجهات النظر.

كثرت التعليقات والاستنتاجات، بين من اعتبرها طبيعية، ومن رأى أنها ناجمة عن تلوث المنطقة بمياه الصرف الصحي من عين المريسة وبيروت مرورا بالأوزاعي وصولا إلى خلدة، دون إغفال تلوث البحر بالنفايات العضوية الناجمة عن عمليات ردم البحر في الكوستابرافا (الشويفات) وفي برج حمود والجديدة، وقد وثقنا قبل أشهر عدة كيف أن هذه النفايات علقت في شباك الصيادين، فضلا عن أن كل هذه العوامل مترافقة مع موجة حر شديد قد تكون ساهمت في اشتداد هذه الظاهرة.

ولذلك، بات ملحا أن تتحرك الجهات المعنية، لتقييم هذه الظاهرة، ويتطلب الأمر في هذا المجال أخذ عينات وفحصها، لمعرفة خصائصها وأسبابها، والتحرك فقط بحسب ما تقتضيه الحاجة في مثل هذه الظروف.

 

اليونان كتاب إلى لبنان!

 

وفي سياق تلوث البحر، أفادت بعض مصادر مطلعة أن دولة اليونان رفعت كتابا رسميا الى لبنان عن طريق وزارة الخارجية تطالبه فيه بتحديد المواد التي يتم ألقاؤها في البحر ما يؤدي إلى تلويث البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت المصادر إلى أن هذه خطوة أولى يليها تقديم شكوى على الدولة اللبنانية قد تعرضها لدفع غرامات مالية طائلة.

ويبدو أن مشكلة التلوث تخطت بحر لبنان، لتطاول دولا مجاورة، وكأننا نعيش مشهدا مشابه تماما لما خلفه جبل نفايات صيدا قبل سنوات عدة، عندما وصلت نفاياته إلى المياه التركية، وهذا يعني أن على الدولة العمل بموجب اتفاقية برشلونة للحفاظ على المتوسط، خصوصا وأنها طرف في هذه الاتفاقية، فأي تقاعس ستترتب عليه نتائج تؤثر على سمعة لبنان في محيطه المتوسطي.

 

Sea Lebanon يجب توخي الحذر

 

وتحولت صفحة البحر اللبناني – Sea Lebanon منصة نقاش تناولت هذه الظاهرة، إلا أن رد أخصائي البيولوجيا البحرية وعلوم البحار البروفسور ميشال باريش، حسم هذا النقاش، حين قال أنه “يجب توخي الحذر”، لافتاً إلى أن “هذه الظاهرة غير طبيعية، وهي عبارة عن تكاثر مفاجىء لبعض العوالق النباتية بفعل وجود تلوث عضوي (مجارير في هذه الحالة) وعوامل أخرى”، ورأى أن “بعض أنواع هذه الطحالب يمكن أن يشكل خطر على السباحين وعلى الأحياء المائية”.

 

باريش: بعض هذه الأنواع تعتبر سامة جدا

 

وأشار باريش لـ greenarea.info إلى أن “هذه الظاهرة تسمى نمو الطحالب أو المد الأحمر بـ Algal bloom or red tide التي يسببها ظهور العوالق البحرية”، لافتاً إلى أن نحو 6 بالمئة من العوالق النباتية الـ (فيتوبلانكتون) phytoplankton معروف بأنها تسبب الـ red tide، وهي تتكاثر بسرعة بوجود المواد العضوية نتيجة مياه المجاري والصرف الصحي والأسمدة”.

وأضاف باريش: “وتنمو العوالق بالتزامن أيضا مع ارتفاع درجات الحرارة والـ Red tide  يمكن ان يكون لونه أحمر، أصفر، بني وأخضر، وهو مطلقا ليس الـ spring tide الذي يحصل في  فصل الربيع مباشرة بعد انتهاء الشتاء، وهو عبارة عن تكاثر طبيعي يحصل في المناطق الباردة واحيانا يحصل في مناطقنا في حالات محددة، وأغلبها بسبب تدخل الانسان”.

ولفت إلى أن “ما حصل عند شاطئ الرملة البيضاء الذي غطته الطحاب وصبغته باللون الاخضر نتيجة وجود الكلوروفيل، ولكي نحدد إلى أي نوع من (الفيتوبلانتك) تنتمي، يجب أن تؤخذ عينات ويتم فحصها”.

وأشار باريش إلى أن معرفة نوعها يحدد ما اذا كانت خطرة أم آمنة على الانسان والاحياء البحرية”، لافتا إلى أن “بعض هذه الأنواع تعتبر سامة جدا على المياه والاسماك والحيوانات التي تتغذى على العوالق البحرية، كالصدفيات من هذه الأنواع Diatoms Cyanobacteria, Chrysophytes, Dinoflagellates”.

 

IMG_6192
IMG_6193
IMG_6194
IMG_6195
IMG_6196

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This