كثر الحديث عن الجلطة الدهنية الرئوية، خصوصاً خلال عمليات التجميل وتحديداً عند شفط الدهون، بأنها قد تؤدي إلى الوفاة المفاجئة، في العمليات الجراحية الكبرى، في حال لم يتخذ أي إجراء طبي متطور، للحد منها، بوجود فريق طبي متخصص يشمل البنج، الإنعاش، القلب والرئة، لتفادي حدوث الوفاة، التي تصل نسبتها بين المرضى إلى خمسة في المائة، حسب ماذكره أطباء مختصون لـ greenarea.info ، ليبقى السؤال: كيف يمكن تفاديها؟ وما هي الإجراءات الطبية الواجب إتخاذها، للحد من خطورتها، التي تهدّد صحة المريض أثناء العمليات الجراحية؟

حالة نادرة

في آخر تطورات جراحة التجميل، سمعنا عن حوادث وفاة نتيجة الجلطة الدهنية الرئوية، فما سبب ذلك؟ هل يعود الأمر إلى خطأ طبي محتمل، أم إلى غياب جهاز طبي متطور؟

أمام هذا الواقع الطبي الدقيق، يقول رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء التجميل، الدكتور إيلي عبد الحق، لـ greenarea.info: “إن الإصابة بالجلطة الدهنية الرئوية، نادرة الحصول. وهي بمعدل واحد في المليون في عمليات شفط الدهون. ويمكن أن تحصل للشخص المصاب بكسر في رجله، إذا لا يعالجها فوراً. وما تجب معرفته، أن نسبة خمسة في المائة من حالات الوفاة، تحدث نتيجة الجلطة الدهنية الرئوية، عند شفط الدهون. لذلك، لمنع حدوث مضاعفات في الجراحة التجميلية، كشفط الدهون وما ينتج عنها من مضاعفات، مثل الجلطة الدهنية الرئوية، يجب أن تجرى العملية في مستشفى مجهز بكل المعدات الطبية المتطورة. وبوجود أطباء من ذوي الإختصاص والكفاءة”.

ويوضح الإختصاصي في الأمراض الجلدية، الدكتور كارلوس يونس، لـ greenarea.info: “إن الجلطة الدهنية الرئوية تحدث عادة في العمليات الجراحية الكبيرة، التي تأخذ وقتاً طويلاً، خصوصاً إذا كان المريض تحت تاثير البنج  لساعات عديدة، أو عندما يصاب أحد ما بكسر في رجله ولا تجرى له عملية فوراً، فهناك إحتمال بأن تتسرب كتلة  من الدهن في الاوردة، تؤدي إلى إنسداد في الرئة. ومن الممكن  تفادي الجلطة، عبر إعطاء المريض دواء سيلان الدم، تحت إشراف فريق طبي متخصص، في مستشفى مجهز بالمعدات الطبية وليس في مركز طبي لا تتوفر فيه التجهيزات اللازمة. كما ينصح قبل إجراء أي عملية جراحية كبيرة، أن يعرض المريض على طبيب القلب للتاكد من صحة قلبه”.

صحة الاوردة

ويشدّد الإختصاصي في أمراض القلب، الدكتور زيدان كرم، على ضرورة إتخاذ الإجراءات الطبية الوقائية، للحد من حدوث الجلطة الدهنية الرئوية. ويقول لـ greenarea.info: “إن الجلطة الدهنية الرئوية تحدث عند حصول كسر في العظم، حيث تخرج الدهون من العظم المكسور إلى  شرايين الأوردة في  الرئة، أو عند شفط الدهون. لذلك، نشدد قبل أن يخضع المريض إلى أي عملية جراحية، أياً كان نوعها، يجب إخضاعه للفحوصات الطبية اللازمة، كفحص فقر الدم، فحص الفاريس أو الدوالي، تفادياً لإحتمال حصول جلطة خلال العملية الجراحية الكبيرة. ويفرض على المريض إرتداء جوارب خاصة للدوالي، لتفادي حصول جلطة. والذين لديهم إستعداد لحصول جلطات، يجب إعطاؤهم حقنة لتسييل الدم، خصوصاً عند السفر وقبل الصعود في الطائرة. مع أهمية المشي في الطائرة خلال الرحلة. وعلى الرغم من أن الجلطة الدهنية الرئوية نادرة الحدوث، لكنها إذا وصلت إلى الدماغ، قد تصيب صاحبها بالفالج. وهو ما يخشى الجراحون حصوله خلال العمليات الجراحية، بشكل مفاجىء”.

ويلفت الإختصاصي في أمراض القلب، الدكتور سلام معماري، إلى: “أن عوارض الجلطة الدهنية الرئوية، تشبه عوارض الجلطة الدموية  الرئوية. وبدلاً من أن تحصل جلطة دموية على الرئة، تحدث جلطة دهنية، تسدّ شرايين الرئة. بعدها قد تصل إلى الدماغ”.

سرعة العلاج

من جهة أخرى، يعتبر الإختصاصي في طب الرئة، الدكتور جودي بحوث، أن أي عملية جراحية يجب أن تترافق مع الإحتياطات اللازمة، للحد من حصول الجلطة الدهنية الرئوية. ويوضح لـ greenarea.info : “أن الجلطة الدهنية الرئوية تختلف كلياً عن الجلطة الرئوية، فهي تتعلق بكل شيء يرتبط بالدهون، خصوصاً عند كسر العظم. فخلال ست إلى 72 ساعة قد تحدث جلطة دهنية رئوية، حيث يدخل الدهن إلى الرئة، كما هو الحال عند شفط الدهون، غير المحبذ طبياً، لما يشكله من خطر”.

وتوضح الإختصاصية في أمراض الرئة، الدكتورة ميرنا واكد “أن  الجلطة الدهنية الرئوية نوع من الجلطات التي تصيب الرئة، تنتج عنها ردة فعل وإلتهابات تؤدي إلى إنخفاض كمية الأوكسيجين في الرئة”.

ويرى الإختصاصي في أمراض الدم، الدكتور نزار بيطار: “أن  الجلطة  الدهنية الرئوية تحصل عندما تمر كتلة  دهنية وتسد الأوردة في  الرئة”. ويؤكد “عدم وجود أدوية  لتفادي الجلطة، لكن حدوثها قليل وغير مخيف. ولا يعطى لها أدوية سيلان لتفاديها. لذا، ننصح النساء، على سبيل المثال، بتفادي شفط الدهون، أو أي عملية تجميل فيها خطر الإصابة بالجلطة الدهنية الرئوية، أو شبيه ذلك، لأن جسم الإنسان ليس خزانة نصلحها، بل بالعكس، يجب الإقتناع بما وهبه الله لنا، من دون اللجوء إلى المبالغة في عمليات التجميل، التي تعود بأغلبيتها لأسباب نفسية وتشكل خطراً صحياً محتملاً”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This