وصلتنا مساء أمس مناشدة من أحد الناشطين في بلدة ميفدون – قضاء النبطية، أشار فيها الى ان “البلدية اتجهت الى وسيلة وحشية في حل مشكلة الكلاب الضالة، فقد قامت بإطلاق النار على ثلاثة كلاب ، معللة ذلك بأنها تعاني حالات جرب متقدمة وبعض الأمراض”.
هذا التصرف غير مبرر تحت أي مسوغات وأسباب، خصوصا وأنه تصرف لاإنساني يساهم في تعزيز غريزة القتل، وهو حتما ليس الحل الأمثل، في وقت ينشط فيه أشخاص وجمعيات لحماية الحيوانات الضالة بمبادرات جماعية وفردية، آخرها انقاذ 100 كلب في الزهراني – قضاء النبطية أيضا.
وكانت بلدية ميفدون قد أعلنت في بيان على موقع البلدية الرسمي عن حملة لقتل الكلاب، جاء فيه: “منذ زمن يلاحظ وجود أعداد كثيرة للكلاب الشاردة في أزقة وشوارع بلدتنا مما يؤدي إلى مخاطر على سلامة أهلنا، خصوصا وأن معظم الكلاب مصابة بداء الجرب وأمراض أخرى، لذا وبناء عليه، قرر المجلس البلدي القضاء على هذه الآفة من خلال إطلاق النار عليها، (علما أنه تم التواصل مع جمعيات تعنى بهذا الامر ولكن دون جدوى)، نطلب من أهلنا الكرام الاتصال على البلديه للتبليغ عن وجود كلاب مصابة وشرسة ونحن في خدمتكم”.
مواقف شاجبة
هذا البيان أثار موجة من التعليقات الشاجبة بمعظمها والرافضة والمستنكرة لهذا الإجراء، في مقابل قلة دافعت عن قرار البلدية لعدم معرفتها أن ثمة إمكانية لمعالجة هذه الظاهرة بطرق إنسانية.
وقد علقتSoli Bek “عم تعزموا بعض النفس اللي حرم الله قتلها اذا الله ما خفتو من غضبه وعقابه، بسلاحكن واقفين بوج كلاب عم تموت من العطش والجوع!”.
Samar Bahlawan كتبت: “اللي بيقتل حيوان بيقتل انسان”.
وكتبAli Chehade-Farhat “هذه اسوأ طريقة لعلاج هذا الموضوع، الطريقة الحضارية هي خصي كل هذه الكلاب، أما بالنسبة للجرب فالأدوية غير مكلفة”.
وقالتNivine Shaar “لا الانسانية ولا الأديان كلها بتعطيكن الحق انو تتصرفوا بالارواح”.
أما Hiba Y. Outa فعلقت “انتو أكبر خطر علينا مش الكلاب بدنا نبلغ عن فقدان الضمير والجرب عم ياكل من عقولكن أكيد”.
والمقلق في الموضوع، فضلا عن المجاهرة بما اقدمت عليه البلدية ووجود بعض المدافعين عن هذه الخطوة، يتمثل في حلقة مفقودة وغياب الوعي حيال هذه الامور، ومن هنا كان لا بد من تحرك سريع لوقف عمليات القتل، والعمل من أجل ارساء مفاهيم واعية وسليمة للتعامل مع مثل هذه الحالات.
جابر: لا يمثل موقف أهالي ميفدون وعلى البلدية المعالجة بعقلانية
الناشط حسان جابر ابن بلدة ميفدون قال لـgreenarea.info بأن “الخطوة التي أقدمت علىيها البلدية ليست حلا، كان بإمكانها التواصل مع جمعيات تعنى بالكلاب والقطط الشاردة عوضا عن قتلها أو الاستعانة ببيطري لخصيها ومداواتها”، وأكد جابر أن “ما حصل لا يمثل موقف الأهالي، وهذا قرار البلدية، فالاهالي منقسمون بين موافق ومستنكر”، متمنيا “من البلدية ومجلسها وقف القتل وتصحيح الوضع بخطوات حضارية”.
وأشار جابر إلى أن “هناك حلولا عدة لمعالجة مشكلة الكلاب الشاردة في البلدة بعقلانية عوضا عن قتلها”، ورأى أنه “يمكن تلخيصلها بالآتي:
1- امساك الكلاب الضالة وتجميعها في حظيرة كبيرة.
2- تخصيص مبلغ معين من المال لمعالجة هذه الكلاب من الامراض.
3- خصي الكلاب لمنعها من التكاثر.
4- اذا لم تؤمن الاموال لمعالجة الكلاب يمكن جمع التبرعات من اهالي البلدة بإشراف المعنيين.
5- تعيين اشخاص من قبل البلدية لإطعام الكلاب والعناية بها، والطعام عبارة عن بقايا لحوم ودجاج من المحلات وهي متاحة مجانا.
6-اي شخص يريد احضار كلب الى البلدة عليه تقديم معلومات عن الكلب وامضاء تعهد يؤكد فيه العناية بالكلب وعدم رميه بالشارع، لان اكثرية الكلاب تم احضارها من قبل اهالي البلدة، ومخالفته للتعهد يعرضه لغرامة مالية من قبل البلدية”.
وأشار إلى أن “اطلاق الرصاص بين البيوت في البلدة أمر غير جائز ويعرض السكان للخطر” وختم بأنه قدم هذه الاقراحات برسالة الى البلدية وينتظر الرد.
حمزة: لها دورها ووظيفتها
في هذا المجال، أبدى الناشط حسين حمزة من خلال greenarea.info “مساعدة بلدية ميفدون في ما لو تأمن دعم مادي من خلال البلدية أو عبر جمع تبرعات، وتأمين لجمع هذه الكلاب وتلقيحها ومداواتها، ومن ثم إخصائها كحل يساهم في عدم تكاثرها لاحقا”، ودعا حمزة الى “الرحمة في التعامل مع الحيوانات”، مستشهدا “بالقرآن الكريم والآية (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)”، وأكد أن “رحمة الله من رحمة هذه الكائنات الرائعة التي لم يخلقها عن عبث فلها دورها ووظيفتها، والتمادي في قتلها يدعونا الى مناشدة علماء الدين والمدارس والأهالي لتوجيه المواطنين والاطفال خصوصا نحو الرحمة، عوضا عن تكريث ثقافة الدم والقتل التي ستقضي على الانسان والحيوان”.
وزارة الزراعة
مصدر مسؤول في وزارة الزراعة، قال لـ greenarea.info “على البلدية أن تقوم بتبليغ مصلحة الثروة الحيوانية وأن يتم التحرك بمسؤولية لمعالجة هذه المشكلة المنتشرة والتي ساهم في انتشارها مواطنون قرروا التخلي عن كلابهم، وتركها في العراء، على وجه الخصوص كلاب الصيد التي يستعملونها صيفا ويتخلون عنها بعد ذلك”.
البلدية: سنقوم بخطوات عملية مدروسة
في هذا السياق، بادرنا إلى الاتصال برئيس البلدية جواد جابر، فوجدنا لديه كل ترحيب بمبادرتنا، وقال لـgreenarea.info : “كنت مسافرا وقد اتخذ هذا القرار أعضاء البلدية، عدت أمس وتفاجأت بما جرى”.
وعما إذا تواصلت البلدية مع وزارة الزراعة، قال: “لا لم نتواصل معها”، وأوضحنا له سبل معالجة الموضوع بطرق انسانية وعلمية، فقال: “شكرا لكم، والشكر الأكبر لأنكم اتصلتم بي وأطلعتموني على بعض التفاصيل التي لا اعلمها”.
وإن تمنينا عليه “الرحمة معالجة هذه المشكلة”، قال جابر: “إن البلدية اليوم في حالة طوارئ بعد ما حصل، وسأقوم بمعالجة الموضوع بالطرق التي اقترحتموها وإطلاعكم على كل جديد في هذا الخصوص”، واكد أن “القتل ليس من صفة أهالي أو بلدية ميفدون وأن ما حصل هو نتيجة عدم التروي والمعرفة في ايجاد حلول، خصوصا وان الاهالي بدأوا يتخوفون من انتقال عدوى الجرب الى اولادهم وبيوتهم”.
معوض: يد العون ممدودة لبلدية ميفدون
في هذا المجال، أكدت رئيسة جمعية APAF ثريا معوض لـgreenarea.info أن “الجمعية لم يصلها اي طلب مساعدة سابقا من بلدية ميفدون”، وقالت: “نستنكر ونشجب ما أقدمت عليه البلدية”.
وأضافت معوض: “ان الجمعية وبمبادرة منها لوقف القتل وانقاذ الحيوانات الضالة، تواصلت صباحا مع رئيس بلدية ميفدون جواد جابر الذي قال لها بأن كل ما حصل كان في فترة سفره”.
وسيجتمع جابر بمعوض الاسبوع القادم، وطلب منها المتابعة مع المسؤول في البلدية والتنسيق معه ويدعى، وتابعت معوض: “اتصلت بالمسؤول وسألته ما هي الخطوات المطلوبة لكي نوقف هذه الكارثة ونتعاون؟”، ولفتت إلى أنه “سيتم تحديد موعد اجتماع للاتفاق على كل الخطوات العملية، وأكدت له ان لدينا القدرة على مساعدتكم كما سبق وساعدنا عدة بلديات في لبنان، هي: حارة حريك، أدما، انطلياس، طرابلس والآن بلدية الضبية طلبت المساعدة في حل مشكلة الحيوانات الضالة”.