جاء تقرير تقرير مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط الخطوط الجوية اللبنانية MEA لعام 2016: “عشرون عاما من التحديات”، متضمنا “مقارنة الأداء المالي والتشغيلي (1997-2016)”، حاملا ليس ثمار الأعوام العشرين فحسب، وإنما بواكير حاضر ومستقبل أيضا، فالشركة رسخت حضوراً دولياً، وتجددت في قلب الصعوبات والمعاناة، متخطية العقبات لصالح هذه المؤسسة الوطنية، وما تمثل من رمزية خاصة واستثنائية، كونها واجهة لبنان إلى العالم.
وإذ تنعقد الجمعية العمومية وعلى جدول أعمالها انتخاب مجلس إدارة جديد بعد أن أمضى معظم أعضاء المجلس الحالي زهاء عقدين من الزمن في خدمة الشركة، كان لافتا للانتباه، ما حققته من نتائج هامة في تاريخ الشركة خلال العام 2016، إذ تخطى مجموع الأرباح المجمَعة عتبة المليار دولار، ويتسم هذا الإنجاز بأهمية إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الشركة انتقلت من مرحلة الخسائر المتراكمة إلى تحقيق أرباح فاق مجموعها المليار دولار منذ العام 2002، ووزعت أنصبة أرباح على المساهمين بقيمة 55 مليون دولار كل سنة، خلال التسع السنوات الأخيرة، أي ما مجموعه 495 مليون دولار.
الإدارة والتخطيط
لقد اتخذ مجلس الإدارة خلال العقدين الماضيين جملة من الإجراءات، كان أهمها إغلاق الخطوط الخاسرة، صرف فائض الموظفين، زيادة إنتاجيّة الموظفين، تحديث الأسطول، إخراج وتشغيل الطائرات خلال حرب تمّوز 2006، السلامة والأمن والجودة، قرار التحليق فوق سوريا، انضمام الشركة إلى تحالف سكاي تيم، القيام بتحالفات تجارية، بناء مركز الشحن الجوّي ومركز التدريب الإقليمي.
إن هذه الإجراءات التي اتخذها مجلس الإدارة تنم عن استشراف الواقع والتحديات، أي حسن الإدارة والتخطيط، وبحسب التقرير “وضع مجلس الادارة مصلحة الشركة فوق كلّ اعتبار ووظف علاقاته السياسية لتسهيل أمور الشركة، محافظاً على وحدة كلمته في أصعب الظروف التي مرَ بها لبنان”، وهذا ما ساعد مجلس الإدارة بنقل “الشركة من الخسارة إلى الربحية ومن بناء شركة هي موضع فخر جميع اللبنانيين والعاملين فيها”.
التنافس
وأسف التقرير “للكلام المستمرّ حول ارتفاع أسعار بطاقات سفر الميدل ايست”، ورأى أنه “مبنيّ على فكرة فيها الكثير من اللغط وغير واقعية”، وقال: “الـ (ميدل إيست) تنافس في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت أكثر من 35 شركة طيران عالمية، عدا شركات طيران النقل العارض ( charter)، حصّتنا في المطار تتراوح بين 35 و39 بالمئة، وبالتالي فنحن ننافس أكبر الشركات، وأسعارنا تُقرّر وفْق مبادئ العرض والطلب التي تأخذ بعين الاعتبار مستوى الخدمات والتجهيزات على الطائرات وتوقيت الرحلات وتاريخ الحجز ومواسم الذروة وخلافه. لأوّل مرة نضع بين أيديكم معّدل أسعار بطاقات السفر على متن طيران الشرق الأوسط. آن الأوان لوضع الامور في نصابها الصحيح.
وبين التقرير في الجداول المرفقة تفاصيل مهمة معززة بالأرقام، مع تسجيل “زيادة في عدد المسافرين عن العام 2015 بنسبة 2 بالمئة، وفي الوقت عينه كانت الإيرادات أقل بنسبة 11 بالمئة. وترافق هذا الانخفاض في الإيرادات مع انخفاض في أسعار النفط، لذلك استمرت الأرباح، وهذا يعني أننا حوّلنا الانخفاض بأسعار النفط لصالح المستهلك وهذا الأمر تفرضه المنافسة”.
الحصرية
وتساءل التقرير: “هل صحيح أن النتائج الإيجابية سببها الحصرية ونتيجة عدم تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة؟”، وأشار إلى أن “الشركة تكبّدت قبل الإصلاح مجموع خسائر تفوق قيمتها 700 مليون دولار أميركي في ظل تمتعها بالحصرية الشاملة، وحتى قبل تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة”.
وأضاف: يشكّل مجموع عدد رحلات الـ”ميدل إيست” نحو 39 بالمئة من رحلات مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، كذلك الأمر بالنسبة إلى عدد المقاعد المعروضة للشركة والتي تبلغ نحو 3،5 مليون مقعد، من أصل نحو 10 مليون مقعد، أي أن حصة الشركة من عدد المقاعد المعروضة هي 35 بالمئة”، وتساءل: “أين هو إغلاق الأجواء، وكيف لا توجد منافسة؟”. وقال: “نحن نؤيّد الأجواء المفتوحة والشركة مستعدة للمنافسة، ونطالب أن يكون لنا إمكان الدخول إلى أسواق الغير كي نتمكّن من المنافسة. فأهلاً وسهلاً بالجميع، ولكن ليسمحوا لنا أيضاً بزيادة رحلاتنا إلى أسواقهم، أي بضرورة المعاملة بالمثل عند الحاجة”.
وجاء في التقرير: “يقول البعض إن فتح الأجواء من شأنه أن يزيد عدد السوّاح إلى لبنان، إن الواقع يبين حتى الان أن الشركات الأجنبية تأتي إلى سوق بيروت لتأخذ المسافرين إلى بلدانها. على سبيل المثال: في العام 2016 كان سوق طائرات النقل العارض ناشطاً، نقل نحو 300،000 مسافر، كانت حصّة الـ”ميدل إيست” منها 15،000 مسافر فقط أي ما نسبته 5 بالمئة، هل هؤلاء المسافرون سوّاح أتوا إلى لبنان، أو سوّاح لبنانيون سافروا إلى الخارج؟ طبعاً لم نشاهد سائحاً أجنبياً أو لبنانياً قصد لبنان على متن طائرات شارتر بل العكس هو الصحيح”.
مسيرة إصلاحية لم يشهد لها لبنان مثيلاً
وشكر التقرير “كل الرؤساء الذين عايشهم، الرئيس الياس الهراوي والرئيس العماد ميشال سليمان والرئيس العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب ورؤساء الحكومة المتعاقبين وكل من تعاون معه خلال العقدين السابقين”، وأضاف: “ليس بالإمكان إنكار فضل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الخطّة الإصلاحية التي نُفّذت تحت عباءته، والدعم المستمر لدولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي الذي لم تطلب الشركة منه أمراً إلا واستجاب له، وهو ما برح حاضناً لها. ودولة الرئيس السيد سعد الحريري الذي أكدَ مراراً: “سأبقى راعيا للـ “ميدل إيست” كما كان الرئيس الشهيد راعيا لها”.
وشكر “الرئيس تمّام سلام الذي رعى احتفال العيد السبعين لتأسيس الشركة والذي كان بمثابة عرس وطني جامع ودولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي سهلّ أول عملية لشراء طائرات جديدة، ولا ننسى دور الرئيس فؤاد السنيورة بإخراج الطائرات بسلام خلال حرب تمّوز 2006. الاحتضان موجود من الجميع وأول البادئين الأستاذ وليد جنبلاط الذي دعم صراحةً الخطة الإصلاحية منذ إعلانها”.
وتوجه التقرير بـ “شكر خاص لحاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة لوقوفه دائما إلى جانب الشركة معنويا وماديا”، والأمر نفسه بالنسبة لمعظم الوزراء المتعاقبين على وزارة الأشغال العامة والنقل، ونخص منهم بالذكر الوزير الأستاذ غازي العريضي والوزير الأستاذ يوسف فنيانوس اللذين آمنا بأهمية دور أم المؤسسات الوطنية “الميدل إيست، والتقدير لكل إداري وطيار ومضيف وموظف وعامل وتقني ساهموا جميعاً في مسيرة إصلاحية لم يشهد لها لبنان مثيلاً”.
وختم التقرير “لا ننسى مسافرينا الأعزاء من لبنانيين وعرب وأجانب اللذين أعطوا الشركة ولاءهم وثقتهم ووقفوا إلى جانبها في الأيام البيضاء كما في أيام الأزمات، وهم السبب لوجودنا”.
لمزيد من التفاصيل، يمكن الاطلاع على التقرير كاملا:
تقرير مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط الخطوط الجوية اللبنانية لعام 2016