إذا أردت أن تحصل على لون أسمر لبشرتك (برونزاج)، ما عليك سوى جلسة “سولاريوم”. هكذا يتم إقناعك بالإغراءات الإعلانية، إلى درجة أصبحت لدى البعض هوساً، من دون أن يعرف مدى تداعياتها الصحية على الجلد، إذ حذر أطباء الجلد بأن اللجوء إلى هذه الوسيلة لا يؤدي فقط إلى نشفان الجلد، بل هناك إحتمال للإصابة بسرطان الجلد. مما يطرح السؤال: هل من رقابة فعلية على الأعمال التجميلية، إذا صح التعبير، عن مدى الأضرار الصحية التي تنتج عنها، كالسولاريوم مثلاً؟ تلك النقاط الحساسة سعى greenarea.info لإلقاء الضوء عليها ومعرفة موقف الطب منها.
تعرّف عليها
السولاريوم تقنية إصطناعية للحصول على بشرة سمراء، من خلال أشعة شمس فوق بنفسجيّة، في أقصر وقت ممكن، مما يوجب التقيد بالوقت حتى لا يؤدّي التعرض الطويل لهذه التقنية، إلى جفاف الجلد والتسبّب بالشيخوخة المبكرة.
وقد تؤدي الأشعة فوق البنفسجية، إلى تشكّل تشققات عميقة في الجلد، تتطوّر تدريجياً لتصبح جافة وقاسية. ومن المحتمل أن تؤدي إلى سرطان الجلد. كما أنها تعرّض الجينيات الوراثية للإنحلال التدريجي، مُحدثة آفات في الجلد. وعندما تعجز الخلايا السليمة عن إعادة تشكيلها من جديد، من المحتمل أن تسبّب تلك الآفات سرطان الجلد. والمبالغة في السولاريوم، تؤدي كذلك، إلى حدوث آفات داخل العين، نتيجة التهابات القرنية والملتحمة. وعلى المدى البعيد، يطال الإلتهاب عدسة العين ويتسبّب بالماء الزرقاء.
من شيخوخة إلى سرطان
“الذي يتمتع بشمس مثل شمس لبنان، ليس بحاجة إلى السولاريوم”. هذا ما ذكره الإختصاصي في الأمراض الجلدية، الدكتور جورج خوند، الذي يرى: “أن السولاريوم آفة إجتماعية، تعتمد على الأشعة البنفسجية بشكل مركز. وهي أشعة مؤذية بشكل عام وللجلد بشكل خاص، إذ تصيبه بشيخوخة مبكرة وتؤدي إلى ظهور ترهل فيه واضطربات في جهاز مناعته، مما يوصل إلى الأسوء أي سرطان الجلد (الميلانوما). وكأطباء جلد، نبذل جهداً في توعية الناس على هذه المخاطر. وننصحهم بألا يلجأوا إليها. ومن المهم عدم مقارنة مضاعفات الدواء، بحالات “السولاريوم”، لأن الدواء يمكن أن يكون مضراً في مكان، لكنه مفيد في مكان آخر، بعكس السولاريوم، الذي هو بالأساس هي غير مفيد وكله ضرر للجلد. وحرام في بلد مثل لبنان يتمتع بشمس ساطعة، أن يلجأ الإنسان إلى السولاريوم. فبالإمكان الجلوس تحت أشعة الشمس بصورة معتدلة، في وقت مسموح به، مع وضع كريمات الحماية، فنستفيد من الشمس التي وهبنا الله إياها. وكل شيئ إصطناعي يجنب تجنبه”.
ضرورة الإعتدال
ويرى طبيب جراحة التجميل، الدكتور إيلي غاريوس “أن كل شي خارج عن الإعتدال يؤدي إلى الأذى، مثل تناول الدواء بكمية تزيد عن الجرعة، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وهكذا السولاريوم، إذا أصبح إدماناً سيؤذي الجلد، مثل كل شخص يتعرض للشمس لوقت طويل، فيلحق الأذى ببشرته. وللسولاريوم منافع في حال اعتمد بطريقة معتدلة. ولا أنصح المرأة باللجوء كل يوم للسولاريوم. وطبيب جراحة التجميل هو الذي يحدد لها القدر المطلوب من السولاريوم. ومع نوع من الوقاية، تكفي جلستان في الاسبوع، بعدها جلسة تعطي البشرة نوعاً من الأشعة البنفسجية وفيتامين (د) للحصول نوع من اللون المتناسق، شرط عدم المبالغة”.
المتعدون على المهنة
ويدعو الإختصاصي في جراحة التجميل، الدكتور إبراهيم أشقر، إلى ضرورة التنبه من “السولاريوم”. ويؤكد أنه لا يحبذ هذه التقنية. ويضيف: “عادة لا أنصح بالسولاريوم، فهي تحرق وأضرارها مثل ضرر الشمس. وفي حال أجريت عملية تسمير بها، يجب أن تكون باعتدال ولوقت قليل ومدروس. وبكل أسف، هناك مبالغة فيها وحرق للجلد، خصوصاً إذا كان حساساً، فتكون النتيجة الإصابة بسرطان الجلد”.
ويحذر الإختصاصي في الأمراض الجلدية، الدكتور شارل وديع، من المتعدين على مهنة أطباء الجلد والتجميل. ويدعو إلى حملة توعية في هذا المجال، قائلاً: ” عملية السولايوم تدخل في موضوع عام نعمل فيه، خصوصاً عند الاشخاص المتعدين على المهنة. والسولاريوم لا ننصح بها، لأنها مع الوقت، تؤدي إلى الجزئيات الحرة، التي تؤدي إلى سرطان الجلد ونشفان جلدي وشيخوخة جلدية. وهي بكل أسف صارت هوساً”.
ويقول الإختصاصي في الطب الداخلي، الدكتور عبدو فرام: مهما نصحنا النساء بعدم إستعمال السولاريوم، ستستمر في اللجوء اليها، هوساً بالتجميل. ويضيف: “عندما يتعرض الإنسان للأشعة البنفسجية، فهي لا تؤذي إلا إذا كانت مبالغاً فيها. ومهما نصحنا كاطباء، فلا فائدة، لأن النساء يهوين السولاريوم بشكل مبالغ فيه. مع العلم أن ذلك مضرّ يعرض الجلد للنشفان”.