أن نحدد مستوى وعي مجتمع ما من الضروري الاضاءة على علاقته مع الطبيعة وكائناتها ونظمها الإيكولوجية ومواردها، فالترابط الحيوي بين الانسان ومحيطه هو السبيل الأمثل لبناء مجتمع نام مستدام.
في لبنان، وعلى الرغم من كل الكوارث البيئية التي نعيشها، إلا أننا نشهد في مواجهتها من يتصدى لها، رافضا التعديات والتدمير والتلويث الذي طاول هواء وماء وأرض هذا الوطن، وليس بعيدا عن هذا الواقع، ثمة دور كبير للإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي في تكريس ثقافة ووعي بيئي لدى الكثيرين، وإن كان ثمة يعتبر الإعلام البيئي حتى الآن ترفاً غير ذي أهمية، فالوقائع وتجربتنا كموقع greenarea.info أكدتا حجم النتائج الايجابية التي حققناها بالتعاطي في مختلف القضايا من خلال تجاوب المواطنين إلى حد التصريح عن مشاهداتهم، وطلب المساعدة وفضح ممارسات المعتدين المخالفة للقوانين، وهذا دليل إضافي على أن الإعلام يمكن أن يساهم في مراكمة ثقافة عامة ووعي حيال قضايا بيئية، وهذا بالفعل ما بدأنا نتلمسه.
سعد: حماية الحيوانات البرية
بعد عرضنا في شباط (فبراير) 2017 لقضية الثعلب الذي قضى نهشا بواسطة كلبين، وبعد محاولتنا لانقاذ ثعلب في صديقين جنوب لبنان في شباط (فبراير) الماضي ايضا، اتصل بنا الناشط والخبير في حماية الطيور والحيوانات الأليفة روجيه سعد، طالبا منا المساعدة في اطلاق سراح ثعلب محتجز ومعروض للبيع في احد محلات الطيور في بلدة الصرفند الجنوبية.
فبحسب سعد الذي زودنا بالصور “تواصلت مع بعض الاشخاص الذين زودوني ببعض المعلومات عن مكان وجوده”، وشدد على “أهمية حماية الحيوانات البرية كما”، مؤكدا أن “القانون يعاقب من يعتدي عليها ويمنع المتاجرة بها”، ورأى انها “تمثل حلقة مهمة في التوازن البيئي وفي تنوع النظم البيئية”.
بلدية الصرفند
واتصل greenarea.info برئيس بلدية الصرفند علي حيدر خليفة الذي بادر للمساعدة فكلف شرطة البلدية بالتوجه الى محلات الطيور في البلدة والبحث عن الثعلب الى ان تم العثور عليه، واتصل بنا مكلفا شرطي البلدية بالمتابعة ومساعدتنا خطوة بخطوة، وبعد ان وصلنا الى محل الطيور تسلمناه من محل “love bird” بالصرفند، وأكد لنا أحد الموجودين في المحل الذي اشترى الثعلب انه لم يكن يعلم بأنه لا يحق له الاتجار بالثعالب.
وقال: “اشتريته من احد الاشخاص وهو سوري الجنسية، ووضعته في القفص الى ان اتصلت بي البلدية وانا على استعداد لتسليمه واطلاق سراحه”، كما وعرض علينا ما سجلته الكاميرات اثناء عملية شراءه ليؤكد لنا بأن “شخصا عابرا قد باعه له وبأنه لم يلتقطه “بهدف الاتجار به”.
ومن ثم انطلقنا مع شرطة البلدية الى منطقة حرجية قريبة من الصرفند وقمنا بإطلاقه ووثقنا ذلك بالفيديو والصور.
خليفة: الشكر لـ Green Area
بعد إطلاقه، اتصلنا برئيس بلدية الصرفند علي حيدر خليفة لشكره على اهتمامه، إلا أن أكد ان “الشكر لكم في (جمعية Green Area الدولية على ما بذلتموه في مواكبة قضية الثعلب وصولا إلى إطلاقه”، وأثنى على “الناشطين والجمعيات البيئية في هذا المجال”، وقال خليفة: “مساعدتنا واجب ومساهمتنا بتكليف شرطي للمتابعة هو اقل الواجب”.
مرة جديدة، نتأكد أن التعاون بين المجالس البلدية باعتبارها سلطات محلية والجمعيات البيئية والناشطين والمواطنين، من شأنه الحد من التجاوزات التي تستهدف وتطاول الحياة البرية، بدليل أن الثعلب، وبعد جهود ساعات بات حرا طليقا في بيئته الطبيعية، ولم يعد سلعة معروضة للبيع!
https://youtu.be/VxK1rZO8EOo