تشكّل النفايات البلاستيكية المعضلة الأقوى، في أنواع المهملات المضرّة صحياً وبيئياً. ورغم استنباط آليات عديدة لمعالجتها أو الحدّ منها، إلا أن النتيجة، كانت مخالفة للمرجوّ منها.
في هذا الإطار، إقترح خبراء في جامعة “بليخانوف” الإقتصادية الروسية، حلاً قد يشكّل ثورة في مجال معالجة النفايات البلاستيكية، إذ تمكّنوا من إعداد مادة قابلة للتحلل، قائمة على البولي إيثيلين والمكمّلات النباتية. ورغم أن هذه العمليّة قد تكون مكلفة، إلا أن التكنولوجيا الجديدة، ستسمح للخبراء بتصنيع مواد تعبئة وتغليف صديقة للبيئة، تتضمن النفايات الطبيعية الناتجة عن مختلف الصناعات الروسية.
ويُنتج في روسيا كل عام، نحو 3.3 مليون طن من النفايات البلاستيكية، التي تدفن وتخصص لها عشرات الهكتارات من الأراضي، التي يمكن إستخدامها كأراض زراعية. في المقابل، تتراكم في معظم ألمناطق ألصناعية ألروسية، كميات كبيرة من النفايات، الناجمة عن مختلف الصناعات، بما فيها الزراعية وصناعة الخشب والنسيج والأغذية وغيرها. وتعد معظم تلك النفايات، قابلة للتحلل عملياً.
واقع، جعل علماء روسيا يفكّرون بإمكانية الإستفادة منه، فطرحوا حلولاً تكنولوجية وأجروا تجارب، ترمي إلى جعل المواد القائمة على البولي إيثيلين والمكملات النباتية، تتحلل من تلقاء نفسها. إستخدموا نفايات صناعية وزراعية، من نشارة الخشب، الكتان، القش وعبّاد الشمس، كإضافات نباتية إلى البوليميرات الكلاسيكية، ليحصلوا في نهاية المطاف، على مواد مركبة.
يقول رئيس مختبر “المواد والتكنولوجيا المركبة” في جامعة “بليخانوف”، بيوتر بانتيوخوف: “أنتجنا مادة جديدة قابلة للتحلل، مركّبة رخيصة وصديقة للبيئة، تحوي مكملات نباتية مستخرجة من النفايات الصناعية والزراعية، الأمر الذي سمح لنا بتخفيض سعر البوليميرات والحد من تلوث الأرض”.
وبحسب العالم الروسي، فإن التجارب في هذا المجال، تجرى في الوقت الراهن في مختلف بلدان العالم. وعلى سبيل المثال، يستخدم العلماء الأميركيون: التيل والقطن وأنسجة الموز، كمكملات نباتية. أما العلماء البرازيليون، فيستخدمون لهذا الغرض القصب، فيما يستخدم الهنود القنّب الهندي.
طرح الحلول، دائماً يتطلّب خطوة أولى. وبالتالي، رغم كثرة التجارب المتتالية للحد من النفايات البلاستيكية، يبقى الحل الأوّل والأساسي، التخفيف من إستعمال المواد المصنوعة من البلاستيك، للمساهمة في خدمة الإنسان والبيئة معاً.