تشكّل الأراضي الرطبة بيئات مهمة للتنوّع البيولوجي، فتعمل على تخزين المياه وتحسين جودتها، إلا أنها للأسف، تختفي بمعدلات خطيرة، إذ تشير أحدث التقديرات إلى أن نحو ثلثي هذه الأراضي فقدت منذ عام 1900.
نظراً لهذا الواقع، تلفت الباحثين تأثيرات مجموعة صغيرة من القنادس، تم نشرها في الأراضي الرطبة. وعلى مدى12عاماً، إرتفعت خصوبة النباتات المحلية، بنسبة 46 في المائة. وسجّل إجمالي عدد النباتات المختلفة، أكثر من الضعف. وانخفضت الأنواع التي تنمو عادة، في المناطق ذات المستويات العالية من النيتروجين، الأمر الذي يشير إلى عودة ألتربة إلى ظروفها الطبيعية.
ما سبق هو نتيجة دراسة جرت في إسكتلندا، موّلها مركز التراث الإسكتلندي الطبيعي “SNH”، أثبتت نتائجها أن فوائد القنادس، بمهاراتهم الهندسية، كبيرة ومدهشة، تعيد التنوّع البيولوجي بشكل كبير.
هي الدراسة الأولى من نوعها، في قياس الفائدة البيئية للقنادس، بين أعوام 2003 و2015. تم نشر نتائجها في المجلة الدولية للعلوم والبيئة. وكانت على الشكل التالي: شيّدت القنادس 195 متراً من السدود، و 500 متر من القنوات وفداناً من البرك، أحاطت بها فسيفساء من الغطاء النباتي، إرتفعت نسبته حوالى 71 في المائة.
وبعد مرور 400 سنة على إصطيادها وإتجاهها نحو الإنقراض في بريطانيا، أعيدت القنادس إلى إسكتلندا، في العام الماضي.
المؤلّف المشارك في الدراسة، الدكتور آلان لاو، يقول في هذا الإطار: “نحن نعرف الكثير عن فوائد القنادس في البيئة الطبيعية، لكن لم ندركها كاملة، حتى الآن. ونحن في أمسّ الحاجة لإستعادة الأراضي الرطبة، عبر رفع مستويات المياه وحفر الخنادق، للحفاظ على التنوع”.
في المحصّلة، ستستخدم نتائج الدراسة لدعم المناقشات حول كيفية دمج الحيوان في الريف الإسكتلندي. ويذكر التقرير، أن الدراسة توضح أن مهندس النظم الإيكولوجية المعروف، بالقندس، يمكن مع مرور الوقت، أن يحوّل الأراضي الزراعية إلى أراضٍ رطبة غنية نسبياً. ويشير إلى تجربة أخرى، على نهر أوتر في ديفون، جنوب غرب إنجلترا، حيث انتشرت القنادس وأظهرت آخر نتائج البحث، كيف يمكن للسدود التي تهندسها هذه الحيوانات، أن تحقّق استقراراً في تدفقات المياه، مما يقلل من مخاطر الفيضانات في إتجاه المصب وتلوث المياه.