لا يمرّ يوم إلا وتنقل فيه وسائل الإعلام، على إختلاف أنواعها، أخباراً عن حرائق اشتعلت، إمتدت وقضت على هكتارات من الغابات، مخفّفة من نسبة الغطاء الأخضر في العالم.
في المقابل، إنتشرت تطبيقات الإنذارات المبكرة، لحرائق يمكن قد تحصل في بلدان كثيرة. وبينما رصدت أقمار وكالة “ناسا” الفضائية، مئات الحرائق في مناطق شرق سيبيريا ألعام 2017، أكد الخبراء، أن عدد الحرائق التي اندلعت في منطقة ياقوتيا وإقليم زابايكاليه، في أقصى الشرق الروسي وصلت إلى 1287 حريقاً، أي أكثر بـ 200 حريق من تلك التي اندلعت في هذا المكان، في الفترة نفسها من عام 2016.
نظراً لتلك الأرقام المذكورة، أكد علماء معهد فلاديمير سوكاتشيف لعلوم الغابات الروسي، أن النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، سيشهد اندلاع حرائق ضخمة في مناطق سيبيرية.
العالمة ناديجدا تشيباكوفا، تقول: إن إرتفاع معدلات الجفاف وتراكم المواد القابلة للإحتراق، الناجمة عن موت الأشجار، سيؤدي إلى اندلاع حرائق واسعة النطاق، خصوصاً على الحدود الجنوبية لغابات الصنوبر، في تلك المنطقة من العالم. وبالتالي، فإن الحرائق ستدمّر الغابات الموجودة هناك وهي لن تتمكن من التجدد، بسبب تزايد وتيرة الجفاف والطقس الحار.
وتشير إلى أن الحرائق وذوبان الجليد، هما عاملان رئيسيان سيحددان آلية وجود الغابات وهيكليتها وإنتاجيتها، في منطقة التايغا الشمالية. ومن الممكن أن يحوّل ذوبان الجليد تلك المنطقة، إلى سهوب جرداء ومستنقعات. فضلاً عن أن معدلات الأمطار القليلة التي ستشهدها منطقة وسط أوراسيا، لن تكون كافية للحفاظ على الغابات الصنوبرية فيها.
للتغيرات المناخية الحيّز الأكبر من أسباب الحرائق، تضيف تشيباكوفا: التغيرات المناخية التي نشهدها حالياً، تنذر بظهور غابات تحوي أشجاراً عريضة الأوراق في سيبيريا، مستقبلاً، الأمر الذي سيزيد من شعبية تلك المنطقة لدى عشاق الطبيعة والغابات”.