تعب وإرهاق ودوار، عدم القدرة على التركيز، ضيق في التنفس أثناء القيام بجهد جسدي، تورم في الساقين والكاحلين وزيادة سريعة في الوزن. تلك أهم الإشارات الدالة على إصابة المرء بقصور في القلب. هذا الداء الذي لا يرحم، ليس الكبار فقط وإنما الصغار أيضاً ولو كانوا في عمر مبكر. لكن المهم، أن هناك أمل جديد للمصابين بأمراض القلب، من خلال التقدم الطبي وتطور العلاج الدوائي، بما يخفف من دخول المستشفى ويعطي فرصة تطيل عمر المريض. فيما يبقى السؤال نفسه: كيف نحمي صحتنا من قصور القلب، أقله في إكتشافه مسبقاً؟

 

أسباب

 

مرض قصورالقلب منتشر في كل العالم. يعاني منه إثنان في المائة من اللبنانيين. من أبرز أسبابه: تصلّب الشرايين، النوبات القلبية عند نحو ٧٠ في المائة من المرضى، إرتفاع ضغط الدم، الذي يتعب عضلة القلب، فتحتاج إلى مجهود أكبر، الخلل في الصمامات، التهاب عضلة القلب، إضافة إلى إختلالات خلقية في القلب بسبب عامل جيني، السكّري، الإفراط في تناول الكحول، تعاطي المخدرات والعلاج الكيميائي .

يصيب هذا المرض أشخاصاً من الأعمار كافة، لكن احتمالاته تزيد مع التقدّم في العمر، حيث يعاني منه ١٠ إلى ١٣ في المائة ممن هم فوق الثمانين، بعد أن أدى التقدّم في الطبّ، إلى زيادة عمر الإنسان. وبالتالي، إلى تزداد إحتمالات الإصابة بقصور في عضلة القلب. لكن هناك علاجات ووقاية وتمارين رياضية، تحمي المريض،  فماهي؟

 

علاجات جديدة

يلفت الإختصاصي في قصور القلب وزرعه، الدكتور هادي سكوري، عبر greenarea.info إلى “أن قصور القلب يصيب الصغار والكبار معاً،  فهو غير محصور بعمر محدد،  إنما المشكلة في لبنان، أنه لا توجد إحصاءات رسمية لتحديد عدد الاصابات فيه، لكن وفق التقديرات، هناك واحد إلى إثنان في المائة من السكان، عندهم قصور في القلب، مما يعني أن هناك إحتمال وجود حوالى70 ألف إصابة. من أسبابها: العامل الوراثي، تصلب شرايين القلب، التي تزيد من صعوبة ضخ الدم إلى عضلة القلب، عدا عن إرتفاع الضغط، شرب الكحول المفرط، المخدرات، السكري، التهاب صمامات القلب نتيجة أمراض المفاصل وغيرها من أنواع الإلتهابات، التي تتلف صمامات القلب، عدا عن علاجات السرطان بالاشعة، التي تقتل الخلايا الجيدة للقلب. وفي حال شفاء المريض من السرطان، قد يصاب بقصور في عضلة القلب، لذلك، يتم التركيز اليوم على العلاج المستهدف للسرطان”.

ويرى الدكتور سكوري “أنه كلما كان الكشف مبكراً عن المرض، كلما كان العلاج فعالاً، لأن قصور القلب يتطور تدريجياً،  في حال لم يتم الحد من مضاعفاته. لذلك، نركز اليوم على التشخيص المبكر، كي يكون العلاج نافعاً، حسب الحالة المرضية لقلب المريض.

يضيف: تكمن أهم العلاجات المتطورة، في الأدوية الحديثة، التي تحدّ من الموت بتأثير مرض قصور القلب. وأيضا، تحدّ من دخول المستشفى بصورة متكررة، لأنها نخفف مضاعفات المرض. وهناك أجهزة طبية متطورة، كالقلب الإصطناعي، البطاريات ومساعدة مضخة القلب، التي تتطور صناعتها، لمعالجة المراحل المتقدمة من المرض”.

فحص القلب

ويشدد الإختصاصي في أمراض القلب، الدكتور زيدان كرم، على أهمية الوقاية المسبقة، للحد من التداعيات الصحية لقصور القلب. ويشير إلى “أن نسبة مرضى قصور القلب في إرتفاع، نظراً  لأسباب متعددة، منها جينية، أوبسبب الإكثار من المأكولات الدسمة، التي تساهم في إنسداد شرايين القلب. وأحياناً، نكتشف المرض بعد فحص المجهود. ومع العلاجات الطبية الحديثة، باتت حياة  المريض أطول. لكن المشكلة أن الإنسان عندما يتقدم في العمر، يصاب بقصور في وظيفة القلب. لذا ننصح أي شخص في عمر الخمسين سنة، أن يجري تخطيطاً للقلب، للتأكد من أن شرايين قلبه سليمة. وإذا كان أحد افراد عائلته مصاباً بمرض القلب، عليه إجراء فحوصات طبية لقلبه. وفي حال ظهور أي علائم مرض، عليه إجراء تمييل، أو “بالوناً” لفتح الصمامات”.

ويوضح الإختصاصي في أمراض القلب، الدكتور سلام معماري “أن أغلب الإصابات بقصور في القلب، تأتي نتيجة نوبة قلبية، تتلف قسماً من القلب. والسبب الآخر، قد يكون بوجود شرايين  قلب سليمة، إنما عضلة القلب ضعيفة، أو الصمامات ضيقة ولم تتم معالجتها. ومع الوقت، تضعف عضلة القلب. كذلك، إن أدوية السرطان تضعف عضلة القلب، لكن مع التقدم العلاجي، بات هناك  دواء جديد يعطي نتيجة أفضل في تحسين قصور القلب. أما إذا وصلنا إلى مرحلة في العلاج، لا يعود مفيداً فيها الدواء ولا البطارية،  يصبح أمراً لا بد منه إجراء عملية جراحية لزرع قلب. ونشدد هنا على أهمية الوقاية لتفادي نشاف شرايين القلب، أقله الإبتعاد عن التدخين وممارسة الرياضة لتخفيض الشحوم في الدم والكوليسترول، التي تزيد من قصور القلب”.

ويلفت الدكتور معماري إلى “أن قصور القلب قد يظهر عند النساء، عند  الولادة. وهي حالة نادرة، فالولادة أحياناً، حيث تضعف عضلة القلب”.

الطفل ومرض القلب

تتحدث الإختصاصية في أمراض القلب عند الأطفال، الدكتورة ليندا ضو، فتشير إلى “أن قصور القلب عند الاطفال لا تتزايد نسبته، بعد أن بات اكتشافه وعلاجه أسهل، نظراً للتطور العلاجي، إما بالتمييل أو بالجراحة. وزادت نسبة الشفاء أكثر، عند الأطفال المصابين بأمراض القلب، لذا، ننصح الأهالي ليتفادوا إصابة أطفالهم بأمراض القلب، التقيد بالإرشادات الطبية التالية: ضرورة الكشف  المبكر على صحة الجنين قبل الولادة، كي نحدد له موعداً للعملية الجراحية فور الولادة، في حال ظهرت لديه أي مشكلة صحية في القلب، من دون تأجيله لوقت طويل، لأنه يؤثر سلباً على الجهاز العصبي في دماغه. عدا عن أن على المرأة الحامل، إجراء تصوير صوتي تفصيلي عند إختصاصي في الطب النسائي، للكشف عن أمراض القلب لدى الجنين، لعلاجه بعد ولادته. وعلى طبيب الأطفال بدوره، الكشف دورياً على صحة المولود، قبل عمر السنتين ومراقبة  وزنه، في حال إزداد ضعفاً أو إزرق لونه، مما يعني إصابته بقصور في القلب. ولا بد، في هذه الحالة من معالجته فوراً. لذا، نشدد على الكشف المبكر للحد من تفاقم أمراض القلب عند الأطفال، خصوصاً أن آخر الإحصاءات تشير إلى وجود 7 إصابات إلى 8 في الألف،  بمرض القلب عند الاطفال. ومع التطور الطبي، من غير المسموح أن يموت طفل نتيجة مرض القلب”.

كذلك، يشدّد الإختصاصي في أمراض القلب عند الأطفال، الدكتور شرف أبو شرف، على أهمية الوقاية. ويقول: إن نسبة قصور القلب عند الاطفال قليلة. وأكثر أسبابها التهابات في القلب، أكثر منها جينية. وفي الإجمال الأسباب غير معروفة حتى اليوم، إنما الوقاية من الإصابة بالقصور، تكمن بأخذ اللقاحات وأدوية الإلتهابات، خصوصاً في حال التهاب الحلق”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This