أطلقت «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» (الفاو)، بالتعاون مع «الوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي» (سيدا) في القاهرة، مشروعاً إقليمياً بعنوان «تنفيذ جدول أعمال 2030 لضمان كفاءة وإنتاجية وإستدامة المياه، في بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا»، خلال فاعلية إقليمية تعقد حالياً في القاهرة.
وتعتبر منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، من أقل مناطق العالم، لجهة حصة الفرد من الموارد المائية العذبة. وتعاني مشكلات خطيرة، تتعلق بالإستخدام غير المستدام للمياه. ويتوقع أن تعاني المنطقة، في العقود المقبلة، من تفاقم مشكلة ندرة المياه، إضافة إلى حدوث مواسم جفاف شديدة وطويلة ومتكررة. ونظراً إلى أن الزراعة تستهلك 85 في المائة من المياه العذبة، يجب العمل على تعزيز كفاءة المياه وإنتاجيتها في هذا القطاع.
في هذا الشأن، أطلقت كل من «فاو» و «سيدا» مشروعاً جديداً، لمساعدة الدول الأعضاء على تنفيذ جدول أعمال 2030، لضمان كفاءة المياه وإنتاجيتها وإستدامتها؛ والمساهمة في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة. وسيساعد المشروع الدول الأعضاء على تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، المتمثل في القضاء على الجوع، إنعدام الأمن الغذائي، سوء التغذية وزيادة قدرة الإنتاجية الزراعية.
وسيتم ذلك، من خلال وضع نظام قوي للمحاسبة المائية، تنفيذ سلسلة من التدخلات لزيادة كفاءة المياه وإنتاجيتها في نظم زراعية مختارة، ضمان تحقيق تنمية مستدامة وعادلة إجتماعياً، تقوم على حقوق الإنسان. وتضم قائمة الدول المستفيدة من المشروع، الجزائر، مصر، إيران، الأردن، لبنان، المغرب، فلسطين وتونس.
وقال المدير التنفيذي للمبادرة الإقليمية المعنية بندرة المياه، باسكوال ستيدوتو، نيابةً عن الممثل الإقليمي لـ «الفاو» لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبدالسلام ولد أحمد: «ضمان إنتاجية المياه واستدامتها أمر لا غنى عنه، لخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من ندرة المياه والجوع وسوء التغذية والنظم الزراعية غير الكفوءة. ونؤمن بأن هذا المشروع سيساعد في تحقيق مستقبل مستدام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وإلى جانب الدول المشاركة، تستضيف هذه الفاعلية دولاً أعضاء في «جامعة الدول العربية»، «المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة»، «يونيسكو» و «جامعة قرطبة». ويأتي هذا المشروع، في إطار مبادرة منظمة «فاو» الإقليمية في شأن ندرة المياه، التي تهدف إلى دعم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوضع خطط إستراتيجية لإدارة موارد المياه وتوزيعها. كما تشجع المبادرة دول المنطقة على مراجعة سياساتها المتعلقة بالمياه والأمن الغذائي والطاقة، بهدف وضع خطط إستثمار فاعلة وإعتماد ممارسات زراعية كفؤة.
إلى ذلك، دعت وزيرة الإستثمار والتعاون الدولي المصرية، سحر نصر، مدير منظمة «فاو» حسين جادين، إلى التركيز على دعم المشاريع ذات التأثير الأوسع، لضمان الإهتمام بالمناطق الأكثر حاجة، الإستثمار في القطاع الزراعي، الإستفادة من المزايا النسبية والفرص الإستثمارية المتاحة في كل منطقة ومحافظة، مراعاة المناطق الأكثر حاجة للتنمية وعقد لقاءات مع مختلف المستثمرين في المجال الزراعي، بهدف العمل على مواصلة الجهود المتعلقة بتقديم كل التيسيرات لهم، مع زيادة الإهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، في المجال الزراعي، لدورها في توفير مزيد من فرص العمل للشباب وفتح آفاق جديدة لهم، بما يساهم في زيادة معدلات النمو الإقتصادي.
وأكد جادين حرص المنظمة على دعم الإستثمار الزراعي في مصر وصغار المزارعين، بما يساهم في تحسين ظروف معيشتهم، من خلال زيادة القدرة التنافسية لإنتاجهم. وناقشت نصر خلال اللقاء، الإستعدادات لتنظيم «منتدى الإستثمار الزراعي» الجديد، بالتعاون مع وزارتي الإستثمار والتعاون الدولي والزراعة، نهاية العام الحالي؛ وسبل دعم زيادة الإستثمارات الزراعية في مصر؛ وتطوير التعاون بين المنظمة ومصر.
