منع ملك إنكلترا، إدوارد الأول، حرق الفحم الحجري، في إعلان ألصقه على جدران مدينة لندن، في عام 1272، لآن دخان الفحم أحدث مشكلة بيئية خطيرة. وكان الرازي، الكندي، إبن لوقا، إبن سينا وابن النفيس، قد حددوا أنواع المشكلة، أسبابها وطرق التعامل معها، إضافة إلى الأمراض التي تسببها، محذرين من تطورها. وذلك، منذ القرنين التاسع والثالث عشر.

وإلى يومنا هذا، ما تزال البشرية قاطبةً،  تبحث في مشكلة التلوث البيئي وفي إيجاد حلول فعّالة للحد منها. فما هي الأفكار والمشاريع التي أنجزتها دول العالم، لمساعدة الكوكب في التصدي لمشكلة التلوث البيئي الخطير؟

 

السويد بلا كربون

سعت السويد لأن تشكل الطاقة المتجددة  50 في المائة من إستهلاكها العام من الطاقة، بحلول عام 2020. لكنها حققت ذلك، قبل هذا الموعد بثمانية أعوام. واليوم، تمثل الطاقة المتجددة 83 في المائة من إستهلاكها من الطاقة. وتتوزع هذه النسبة على الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية. ومؤخراً، أصدرت الحكومة السويدية قانوناً، بواسطة لجنة مؤلفة من أحزاب عدة، يلزم الدولة بخفض صافي إنبعاثاتها من الكربون إلى الصفر، بحلول عام 2045.

 

سيارات قديمة

يوجد في العاصمة الصينية حوالى 5.7 مليون سيارة، مسؤولة عن نصف إنبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين فيها. وهي مصدر رئيسي للضباب الدخاني. إلا أن بكين تخلصت من 180 ألف سيارة قديمة، ملوثة للبيئة، في الربع الأول من عام 2017. في إطار جهودها لمعالجة التكدّس والحدّ من الضباب الدخاني .وألزمت خطة عمل نشرت عام 2015، مسؤولي المدينة بالتخلص من إجمالي مليون سيارة متقادمة، خلال الفترة من 2013 إلى 2017. ويتعين على بكين، التخلص من 300 ألف سيارة أخرى، هذا العام، للوفاء بهذا الهدف.

منع الديزل

ذكرت صحيفة “فاينانشيل تايمز” أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، طلبت من المسؤولين وضع خطط لتحويل كل  السيارات، التي تعمل بوقود الديزل، إلى خردة. في إطار اقتراحات لتحسين جودة الهواء. وذكرت الصحيفة، أن أحد المقترحات المطروحة، هو تقديم دعم حكومي قد يصل إلى ألفي جنيه استرليني (2510 دولارات)، في إطار جهود إقناع السائقين بالإنتقال إلى سيارات تعمل بوقود نظيف. وطلبت منهم أيضاً، إصدار قوانين تمنع إستعمال سيارات الأجرة الجديدة، التي تعمل بوقود الديزل، بدءاً من العام 2018. وفرض سلسلة من الرسوم الجديدة على السائقين.

 

ألمانيا الأولى

إنتقلت ألمانيا، الرائدة في إنتاج الطاقة عالمياً، مؤخراً، إلى النظام الأذكى عالمياً، في توليد وتوفير الكهرباء. حيث يُشترط على البيوت الجديدة، في جميع المدن الألمانية، التزود بنظام توليد للطاقة الشمسية، يُدعى”Photovoltaic System”، يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، يستخدم جزء منها ويحتفظ بجزء آخر في البطاريات، ثم يُباع الفائض للدولة. وبذلك، أصبحت البيوت في ألمانيا لا تستهلك الطاقة الكهربائية وحسب وإنما تساهم في إنتاجها. وتقوم الدولة بشراء هذه الطاقة من المواطنين.

يوم بلا سيارات

تكونت ثروة الإمارات العربية المتحدة، مما يسمى “الصناعات القذرة” أي  صناعات النفط والغاز، التي تُعرَف بمدى تأثيرها السلبي على تلوث البيئة بشكل عام. وكمحاولة منها لمعالجة مشكلتي الإزدحام والتلوث، نَظَمت دبي يوماً سنوياً “خالياً من السيارات”، منذ عام 2010.

مدن بيئية

على الرغم من أن العاصمة الدنمركية، كوبنهاغن، فازت بلقب العاصمة الخضراء في أوروبا، لعام 2014، بسبب جهودها لمكافحة الإحتباس الحراري وسياستها في المحافظة على البيئة من التلوث. وعلى الرغم من أنها تسعى جاهدةً، لأن تصبح في عام 2025 مدينة من دون إنبعاث ثاني أكسيد الكربون، إلا أن مدينة سيينا، بمقاطعة توسكانا الإيطالية السياحية، هي أول مدينة أوروبية كبيرة، خالية تماماً من غاز ثاني أكسيد الكربون. وقد نجحت المدينة في تحقيق ذلك، باعتمادها على مصادر الطاقة البديلة.

وتشجع سلطات العاصمة السويدية، استوكهولم، سكان المدينة على استخدام المواصلات العامة، بهدف تخفيض عدد السيارات في شوارعها، التي يعود 75 في المائة من طاقتها إلى مصادر صديقة للبيئة. أما مدينة نانت الفرنسية، فقد أعادت تصميم طرق مواصلاتها بالكامل، لتكون مواصلات صديقة للبيئة. الخطوة التي ساهمت في التقليل من إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والتلوث البيئي، بشكل عام فيها.

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This