يزخر المغرب بمئات الشوطئ الساحرة، التي تتميز بسحر الطبيعة المتنوعة وجمالها، الذي يجذب السياح لزيارتها، أجانب ومغاربة. لكن مع كثرة الزوار، تتراكم الأزبال والنفايات، في منظر قد يسيء لجمالية الشواطئ، تسلط “غرين أريا” الضوء على بعضها، خصوصاً تلك التي تشتكي من سوء معاملة الزوار.
رمي النفايات
بمجرد حلول فصل الصيف، يهرول العديد من المغاربة مسرعين إلى أقرب شاطئ في المدينة. فالمغرب يتمتع بواجهتين ساحليتين، على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
وسواء في شمال المغرب أو جنوبه، ثمة الكثير من الشواطئ الهادئة المتنوعة المناظر الطبيعية. وهذا ما يجعل من المغرب وجهة مفضلة لعشاق السياحة الشاطئية والمغامرات البحرية، خصوصاً خلال فصل الصيف.
إلا أن بعض العادات والممارسات السيئة، التي يقوم بها بعض الزوار، تضر ببيئة الشاطئ وتشوه منظره، خصوصاً عدم تخلصهم من النفايات وتركها مرمية على الشاطئ. ومن بين الشواطئ التي تعاني من هكذا مماراسات، شاطئ “عين الدياب” الشهير في الدار البيضاء، الذي يشهد إقبالاً متزايداً خلال فصل الصيف .
يقول الناشط البيئي عبد العال آيت المحجوب، لـ“غرين آريا“: إن تصرفات بعض الزوار تؤثر سلباً على جمالية الشواطئ، فقبل أسابيع ودعنا شهر رمضان، الذي يفضل فيه بعض الزوار تناول وجبات إفطارهم على الشاطئ. ولا تتخيلوا كم هو حجم النفايات التي يتركونها بعد رحيلهم، مرمية هنا وهناك، من دون أي مبرر أو اهتمام. علماً أنه توجد أماكن مخصصة لجمع هذه النفايات.
عبد العال وغيره من نشطاء البيئة، في الدار البيضاء، يحاولون إشعار الزوار بأهمية الحفاظ على نظافة الشاطئ. يوضح أن “عدداً كبيراً من الزوار واعون لأهمية النظافة على الشواطئ، من خلال وصلات التوجيه التي تعرض على الإعلام، بشكل مستمر. إلا أن البعض مصر على ترك نفاياته على الشاطئ، ليقوم عامل النظافة بجمعها خلفهم، مقابل أجر زهيد جداً.
يتابع: عدد كبير من عشاق البحر، يترك مخلفات الطعام والأكياس مرمية على الشاطئ، سواء في شهر رمضان، أو في فصل الصيف. ويؤكد أن “على الزائر أن يستوعب أنه المسؤول الوحيد عن جمالية شواطئنا، بتصرفات بسيطة وغير مكلفة أبداً“.
لا يقتصر الأمر على هذا الجانب، بل تعاني بعض شواطئ المغرب من نفايات صناعية، تتخلص منها المنشآت الصناعية بشكل غير قانوني، أو نفايات منزلية ترمى فوق رمال الشاطئ، أو في مياه البحر، في حين تعرف شواطئ المغرب إزدحاماً شديداً خلال الصيف، يشتدّ يومي السبت والأحد.
جودة تتحسن
وفي أخر تقرير لنتائج رصد جودة مياه الإستحمام على شواطئ المملكة (تقرير 2017)، تحسنت نسبة الجودة من 72 في المائة سنة 2002، إلى 97,9 في المائة هذه السنة. كما أن عدد الشواطئ المشمولة بالمراقبة، زاد من 79 شاطئاً إلى 161.
وأوضحت النتائج، التي كشفت عنها كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، في بلاغ لها، إطلع عليه “غرين آريا“، أن ثلاثة شواطئ مغربية تقل جودة مياهها، هي شاطئ “جبيلة” في مدينة طنجة، شاطئ “ميامي” في العرائش “وواد مرزك“ في النواصر.
أما فيما يتعلق بالملفات البيئية، حسب البلاغ ذاته “فقد حظيت إلى نهاية 2016، 106 شواطئ بإعداد ملفاتها البيئية، على أن يتم تعميم العملية على باقي شواطئ المملكة مستقبلا“. وأن “هذا البرنامج يرمي لإذكاء روح المنافسة بين الجماعات الترابية، لكي تندرج شواطئها في برنامج (شواطئ نظيفة)، لتحظى باللواء الأزرق. وهو علم أزرق يمثل أعلى درجة من النظافة مغربياً، تمنحه كل سنة مؤسسة (محمد السادس لحماية البيئة)”.