لا تقتصر تداعيات البلاستيك على كل ما يعتبر، ظاهرياً، من مشتقاته، فجزيئاته الصغيرة المتحللة والمنتشرة في كل مكان، تشكّل الخطر الاكبر. وفي أحدث تقرير، يقدّر علماء البيئة أن ما لا يقل عن ثمانية ملايين طن من النفايات البلاستيكية، سنوياً، تجد طريقها إلى المحيطات والبحار. وأن كل إنسان يبتلع حوالى ألف حبة بلاستيكية صغيرة، كل عام.
مما لا شكّ فيه، أن إنتشار البلاستيك بكميات كبيرة، يتسبب بالقضاء على النباتات والحيوانات المائية الفريدة ويضرّ بالثروة السمكية والسلسلة الغذائية. إلا أن دراسة جديدة، أظهرت ضرر البلاستيك على الإنسان بشكل مباشر. ووجدت أن لحم السمك، الذي يأكله البشر، يحتوي على جسيمات بلاستيكية دقيقة من النايلون، البوليستيرين والبولي إيثلين.
الدراسة التي شارك فيها علماء من فرنسا وماليزيا، أشارت إلى إكتشاف حوالى 36 قطعة صغيرة من البلاستيك في 120 سمكة!
رقم لا يستهان به، دفع الباحثين إلى التحذير من خطر البلاستيك، الجاذب للسموم، الموجودة في البيئة المحيطة بالإنسان. ومن خطر إنتشاره في الجسم البشري، بعد تناول السمك.
كتب الباحثون في تقارير المجلة العلمية: إن إنتشار الجسيمات الدقيقة البلاستيكية، الواسع، في المياه، يؤدّي إلى نقل الملوثات لأجسام مجموعة متنوعة من الكائنات المائية، بما في ذلك، تلك التي تباع للإستهلاك البشري، مثل المحار وبلح البحر.
وأوضحوا أن المأكولات البحرية، قد تكون العنصر الرئيسي، المباشر، لوصول الجسيمات الملوثة إلى أجسام البشر، خصوصاً المحار.
وأضافوا: توفر الجسيمات الدقيقة وسيلة سهلة لنقل المركبات السامة الأخرى، مثل المعادن الثقيلة والملوثات العضوية الثابتة، إلى أجسام الكائنات الحية. وعند ابتلاع هذه المواد الكيميائية، يتم إطلاق الملوثات السامة في الجسم.
ووجد الخبراء أن الأسماك التي فُحصت في الدراسة، التي غالباً ما يكون مصدرها ماليزيا والبلدان المجاورة، يمكن أن تستهلك ما يصل إلى 246 قطعة بلاستيك دقيقة، سنوياً.
