تتوالى الدراسات المتعمّقة في مراقبة تصرفات الحيوانات، خصوصاً تلك الأليفة، التي تعيش مع البشر وأهمّها الكلاب. وقد أظهرت الأبحاث الجديدة، أن الكلاب تمر بمرحلة مراهقة، مماثلة لما يمر به البشر، عندما تصل إلى عمر الثمانية أشهر.
هدف البحث الرئيس، كان إكتشاف الجراء المناسبة للتدريب، ككلاب مرشدة. إلا أن حقيقة ما سبق ذكره، ظهرت بعد أن أبلغ أصحاب المئات من تلك الحيوانات، التي تم تتبّعها أثناء نشأتها، عن سلوك المراهقين في عمر الثمانية أشهر.
بيّنت الباحثة في جامعة نوتنغهام، في مدرسة الطب البيطري، نعومي هارفي، أنّ “عدداً من أصحاب الكلاب، سيقولون لكم أن كلابهم تمر بمرحلة مراهقة، عادة في حدود سن الثمانية أشهر. وسيخبرونكم أن معظم الأوامر المتُعلّمة سابقا، قد نُسيت. وكلابهم أصبحت متهوّرة جداً ومشتتة بسهولة؛ وسلوكها في تغير منتظم قليلاً.
وأكد العلماء، أن طريقة تعامل أصحاب الكلب معه، في صغره، هي أساس في تحديد كيفية تعامله مع البشر، أكثر من نوع سلالته، أو غيرها من تأثيرات الحمض النووي.
وبيّنت هارفي، أنه “لا يُعرف إلاّ القليل عن تأثير بيئة الكلب، بين عمر ثلاثة و 13 شهراً، على سلوكه ككلب بالغ. ولكن نتائجنا، تشير إلى أن العوامل الإجتماعية قد تكون الأكثر أهمية، في ما يتعلق بتشكيل سلوك الكلب”.
ووجد الفريق، أن للكلاب “فترة تنشئة إجتماعية”، بين عمر ثلاثة أسابيع و 12 أسبوعاً. وقد ساعدت، هذه الفترة، الكلاب، على معرفة ما ينبغي إعتباره تهديداً وما هو طبيعي.، وقالت الباحثة هارفي، إن “أي شيء لم يشاهده الكلب، في تلك الفترة، سواء كان راكب دراجات أو خيول، أو أشخاصاً من مختلف الأعراق، مختلفين عن صاحبه، أو علامات المرور، يمكن إعتبارها غير طبيعية، في وقت لاحق. وبالتالي، سيظهر الكلب عدوانياً تجاهها”.
ويتضح من دراسة سابقة، أن هناك علامة وراثية في الكلاب، تميزهم عن الذئاب، عندما يتعلق الأمر بالتفاعل البشري، عبر الترويض الذي يساعد الكلاب على أن تكون إجتماعية.
وقال عالِم الحيوان في جامعة ولاية أوريغون، مونيك أوديل، إن “الأساس الجيني للتباعد السلوكي بين الكلاب والذئاب، لم يكن مفهوماً بشكل جيد، خصوصاً فيما يتعلق بنجاح الكلاب في البيئات البشرية، كان يعتقد أنه من خلال عملية ترويض الكلاب، يتطور، هناك، شكل متقدم من الإدراك الاجتماعي، الذي تفتقره الذئاب. وهذه الأدلة الجديدة، تشير إلى أن الكلاب لديها حالة وراثية، يمكن أن تكون دافعاً للحصول على الإتصال الاجتماعي، مقارنة مع الذئاب”.