تنهال الإتهامات على التغير المناخي، بصفته المؤثّر الأوّل في التحوّلات الحاصة على الأرض، وإنعاساتها على حياة الأفراد، الحيوانات، النباتات وكل المخلوقات الحيّة.

طروحات كثيرة قدّمت، إن على طاولة البحث أو كحلول ممكنة للحد من تداعيات الإحترار المناخي والحفاظ على الكوكب الأزرق، إلا أن النتائج السلبية ما زالت تلوح في الأفق  والتحذيرات تتوالى.

فقد كشفت دراسة جديدة أن  حوالى 75 فى المائة من الأشخاص، قد يواجهون موجات حرارية قاتلة بحلول عام 2100 ما لم تنخفض إنبعاثات الكربون.  الدراسة التي نشرت في موقع “ناشونال جيوغرافيك” أشارت إلى ان 30  في المائة من سكان العالم يعانون من حرارة قاتلة محتملة لمدة 20 يوماً في السنة في الحد الأدنى، وحرائق الغابات المتزايدة من أبسط الدلائل على أن تغيّر المناخ يساهم في نشر الحرارة بشكل كبير جداً.

في المقابل، فإنه وفقاً لمقال نشر في موقع “كلايمنت تشاينج” فإن شخصاً من إثنين، في نهاية القرن، قد يموت بسبب تلك الحرارة المرتفعة. إلا أن الدراسة الجديدة رفعت الرقم إلى  ثلاثة أو أربعة أشخاص قد يكونوا مههدين بالموت بحلول العام 2100 ما لم يتم خفض نسبة إنبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون .

إرتفاع حرارة الجو يزيد تلقائياً من نسبة تلوّث الهواء، وقد برهنت دراسة أخرى جديدة  تلك النظرية وأكدت أن  تغير المناخ سيؤدي إلى وفاة 260 ألف شخص على مستوى العالم بحلول عام 2100  بسبب تلوث الهواء، بحيث أن الضباب الدخاني القاتل سوف يؤثر على كل مناطق العالم باستثناء أفريقيا.

ملخّص الدراسة الذي نشر على موقع “دايلي ميل” يربط بشكل أو بآخر نتائج الدراسة الاولى وتفاعلاتها مع تلك الثانية، إذ تشير النتائج التي توصل  إليها الاحثون أن درجات الحرارة الأكثر سخونة ستسرّع من التفاعلات الكيميائية التي تخلق ملوثات الهواء، مثل الأوزون والجسيمات الدقيقة التي تؤثر بدورهاعلى الصحة.

الدراستان ربطتا قضية الجفاف بارتفاع نسبة التلوّث وبالتالي الوفيات، ذلك لأن الأمطار يمكن أن تغسل بعض الملوّثات في الهواء وتخفف من وطأة الأمراض، لذلك فإن المناطق التي تعاني من الجفاف ستكون الأكثر إستهدافاً.

لا يقتصر الخطر على ارتفاع درجة الحرارة فقط، بل إن تفاعل عناصر الطبيعة مع تلك المتغيرات تشكّل أساس المشكلة.  فإن ارتفاع الحرارة يساهم في إرتفاع مخاطر الحرائق والعواصف الترابية، وبينما تستجيب الأشجار لدرجات حرارة أعلى، ستقوم أيضا بإطلاق الملوثات العضوية، الأمر الذي يزيد من نسبة تلوث الهواء السام.

المسؤول عن الدراسة جايسون ويست، الذي قاد الأبحاث، تعمّق في عدة نماذج مناخية عالمية لتحديد عدد الوفيات المبكرة التي قد تحدث بسبب الأوزون والجسيمات الملوّثة، وتم ربطها بمؤشرات النموّ السكاني والتغيرات المتوقعة في قابلية تلوّث الهواء .

وعن النتائج، يقول ويست: “مع تأثير تغير المناخ على تركيزات ملوثات الهواء، فالأثر سيكون واضحاً جداً على الصحة في كل أنحاء العالم، مع تسجيل ملايين الوفيات بسبب تلوّث الهواء كل عام. ”

الإستنتاج بحسب ويست كان طبيعياً، ربطاً بأن معظم النماذج المدروسة في مختلف أنحاء العالم ( أميركا، بريطانيا، فرنسا، اليابان ونيوزيلندا) تظهر زيادة محتملة بنسبة الوفيات، الأمر الذي يؤكّد أن تغيّر المناخ ستكون له تداعيات على جودة الهواء والصحة.

مخاطر عديدة تنجم عن الإحتباس الحراري والتغيّر المناخي الذي يعتبر الإنسان، شاء الجميع أم أبى، من أوّل المشاركين في تفاقمه. وإن سلّم الفرد جدلاً بأن التداعيات لن تؤثّر عليه في الوقت الحالي، فلم الهمّ والغمّ، نقول له أن كل إستهتار بأمر أو بآخر يتعلق بالتغيرات المناخية يرتدّ سلباً على حياته اليومية بشكل مباشر أو غير مباشر، وكلما زادت نسبة الإستهتار إقتربت التداعيات من التحقق وإقتربت الكارثة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This