بدأت إنذارات الشؤم تلوح في أفق مستقبل الحياة البشرية، الحيوانية والنباتية، هي تقترب شيئاً فشيئاً رغم محاولة إبعادها للحدّ من تداعياتها بشكل أو بآخر.

وكأن العالم لا تكفيه الحروب والصراعات، القتل والدمار، الفلتان الأخلاقي والأمني ليأتي التغيّر المناخي ويظللّه على نطاق واسع، دون أن يفتح مجالاً للسياسات القائمة لدحر تأثيراته السلبية، والنتيجة أن فرصتنا للنجاة من تداعيات التغيّر المناخي لا تتعدى الخمسة في المائة فقط!

ألعد العكسي قد بدأ، ويبدو أن الوقاية ليست خير من العلاج، فقد باتت للأسف غير نافعة، وبات الجهد الدولي المبذول لوقف تأثير التغيّر المناخي الخطير غير ملحوظ والنهاية وشيكة.

في التفاصيل، تشير دراسة نشرت على موقع  journal Nature Climate Changeإلى أن الإتجاهات العالمية في الإقتصاد، الإنبعاثات والنمو السكاني، تجعل من الصعب جداً الحفاظ على متوسط درجة الحرارة درجتين مئويتين، المنصوص عليها في إتفاقية باريس لتغيّر المناخ عام 2015. فضلاً عن  أن تخفيض الانبعاثات التي وُعد بها بموجب الإتفاق لن تكون كافية لتجنب الوصول إلى عتبة درجتين مئويتين.

أستاذ الإحصاء وعلم الإجتماع في جامعة واشنطن، ألمشرف على الدراسة أدريان رافتيري، يشير إلى أن تحليل المؤشرات البيئيّة يؤكّد أن الوصول إلى هدف توقف نسبة إرتفاع درجة حرارة الأرض على درجتين مئويتين، أمر قابل للتحقيق لكنه مرهون بالجهود الكبيرة والمستدامة على مختلف الجبهات وعلى مدى 80 سنة المقبلة.

وقد ركز البحث الجديد على ثلاثة مؤشرات تدعم سيناريوهات الإنبعاثات المستقبلية. أولها إحتساب مجموع سكان العالم، ثانيها الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وأخيراً  نسبة الكربون المنبعث لكل دولارمن النشاط الاقتصادي، والمعروف باسم “كثافة الكربون”.

وباستخدام إسقاطات إحصائية لكل من هذه الكميات الثلاثة إستنادا إلى 50 عاماً من البيانات السابقة في البلدان في جميع أنحاء العالم، وجدت الدراسة قيمة متوسطة لظاهرة الاحتباس الحراري بمقدار 3.2 درجة مئوية بحلول عام 2100. كما يوجد احتمال كبير (نسبته 90%) بإرتفاع درجات الحرارة بين 2 و4.9 درجة مئوية بحلول العام ذاته.

 

 

وبعد بناء نموذج إحصائي يغطي مجموعة من سيناريوهات الانبعاثات، وجد الباحثون أن كثافة الكربون ستكون عاملاً حاسماً في الإحتباس الحراري مستقبلاً. ومن المتوقع أن تقلل أوجه التقدم التكنولوجي، من كثافة الكربون العالمية بنسبة 90% خلال القرن، مع حدوث إنخفاض حاد لكثافته في الصين والهند. ومع ذلك، فإن هذا الانخفاض ما يزال غير حاد بما فيه الكفاية، لتجنب إختراق حد الدرجتين مئويتين.

كي لا يكون التشاؤم سيد الموقف، ذكرت الدراسة ان كمية إنبعاثات الكربون المنتجة لكل دولار من النشاط الاقتصادي قد انخفضت، بفضل سن البلدان قوانين للحد من إنبعاثات الكربون. بالتالي فإن السرعة التي ستسيطرعلى المرحلة المقبلة من خفض تلك الكميات، يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالحفاظ على الحياة على سطح الأرض.

وبالتالي، فإن مدى سرعة إنخفاض هذه القيمة في العقود المقبلة سيكون حاسماً في تحديد نسبة الإحترار في المستقبل.

مختلف التوقعات تشير إلى إرتفاع أعداد سكان الكوكب الأزرق إلى حدود 11  مليار شخص بحلوا عام 2100، وإن كانت الجهود الحالية غير مجدية للحد من أثر التغيّر المناخي، ماذا سيكون الوضع في المستقبل ؟

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This