يعتبر شهر آب/ أغسطس أفضل شهور السنة ملاءمة، لرؤية تساقط الشهب على الأرض. ويُتوقع أن يكون عشاق الظواهر الفلكية الفريدة، خلال الايام القليلة المقبلة على موعد تاريخي جديد مع الشهب، يتكرر في كل عام، وربما تكون ذروته ليلة السبت (12 آب /أغسطس 2017)، إذ من المتوقع أن يشاهد الملايين حول العالم، تساقط المئات من هذه الشهب خلال ساعات الليل، والتي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، وستكون الفترة الزمنية بين الساعة التاسعة مساءً والساعة الثانية صباحاً (بتوقيت غرينيتش) أفضل فترة لمتابعة تساقط ما يسمى “الأمطار الشهابية” على الأرض.
وهذه الشهب التي تعرف بإسم “البرشاويات” هي عبارة عن “زخات” كثيفة من النيازك الصغيرة تبدأ في التساقط في منتصف تموز/ يوليو من كل عام وتبلغ ذروتها في الثاني عشر من آب/ أغسطس، حيث يمكن مشاهدتها بالعين المجردة.
وسميت هذه الشهب ب “البرشاويات” لاعتقاد خاطىء أنها مقبلة من كوكبة برشاوس، وهي (مجموعة من النجوم تألف شكلا، أو رأس غول)، لكن تبين أن مصدرها هو المذنب “سويفت تيتل/ 109بي” الذي يمر قرب كوكب الأرض خلال هذه الفترة، ويترك حطاماً صغيراً جداً خلفه يخترق الغلاف الجوي.
ويتكون هذا الحطام من جزيئات صغيرة تسير بسرعةٍ عاليةٍ تصل إلى 200 ألف كلم/ساعة ويحترق على ارتفاع 80 إلى 10 كيلومتراً في الغلاف الجوي للأرض تاركاً وميضاً في السماء يستمرّ لعدة ثوان.
هذا وشهدت السنة الماضية سقوط شهب “البرشاويات” بصورةٍ أكبر من الأعوام التي سبقتها، بفضل كوكب المشتري الذي يمر مرة كل 12 عاما في مدار مذنب “سويفت تيتل/ 109بي”، بحسب عالم الفضاء الألماني أولريش كيلر، الذي يدير مركز جمعية دعم القبة الفلكية في شتوتغارت. وكان أولريش قد أوضح، أن قوة الجاذبية لكوكب المشتري، تجعل حطام المذنب يقترب بصورة أكبر من الغلاف الجوي للأرض.