تتوالى الظواهر الفلكية منذ بداية شهر آب – أغسطس 2017، فكانت البداية مع الخسوف الجزئي للقمر الذي شهدته كل من دول آسيا، أوروبا، أفريقيا وأستراليا. تلاه سقوط زخّات شهب “البرشاويات” المرئية، تلك الظاهرة التي تتكرر سنوياً، والتي حصلت في الفترة ما بين 11 و 13 من الشهر الجاري.
أما يوم السبت المقبل، فسيحصل اقتراب ظاهري بشكل جميل لكوكب الزهرة مع القمر وهو في حالة محاق، تحضيراً للكسوف الكلي للشمس الذي سيحصل يوم الإثنين الواقع في 21 من الشهر الحالي. سيكون الأطول في التاريخ ويستمرّ حوالى 90 دقيقة، يليه الإقتران الظاهري بين القمر وكوكب المشتري في 25 من الشهر بعد غروب الشمس من ناحية الجنوب الغربي.
أخبار ما حدث مع بداية هذا الشهر باتت متداولة، إلا ان التركيز اليوم سيكون على الكسوف الكلي المنتظر للشمس، الأطول في التاريخ ، حيث ستظلم السماء تماماً في بعض الأماكن التي يمرّ فوقها ظل القمر على الأرض. ويؤكّد مختصون من مرصد الشمس القومي في الولايات المتحدة أنه خلال هذا الشهر سيحجب القمر الشمس بشكل كلي لمدة ساعة ونصف، بينما ستزداد أبعاد الهالة الشمسية أضعاف حجمها عما يرصد عند حالات الكسوف العادية.
استعدادات ديبو باي
لن يشهد العالم كله كسوفاً كلياً، فرغم اختلاف نسبته بين القارات والبلدان، إلا أن الولايات الأميركية ستكون الشاهد الأكبر لهذا الحدث الفلكي. سيبظهر الكسوف، حسب الخبراء، في مدينة ديبو باي الأميركية لينطلق منها عبر 14 ولاية أخرى تمتد حتى المحيط الأطلسي.
مشهد الكسوف الشمسي الكلي الذي ستشهده البلاد هو الأول في 99 عاماً الذي يغطي الولايات المتحدة بأكملها، وموقع مدينة ديبو باي، جعلها قبلة للراغبين بمتابعة كسوف المشس منذ لحظاته الاولى. وبينما تتراوح تقديرات الحشود التي ستتدفق على المدينة بين آلاف ومئات الآلاف، تم حجز الزوار كل الغرف المتاحة في فنادق المدينة القليلة ومواقع التخييم منذ أشهر، وبدأ التخطيط الجدي لإستعدادات الحدث منذ ثمانية أشهر . شمل إستئجار المدينة لدورات مياه متنقلة وشراء سلال مهملات إضافية وآلاف النظارات الواقية لتوزيعها مجاناً في مركز الإطفاء المحلي. ووزعت المدينة أيضاً منشورات تنصح فيها السكان بتخزين الطعام والدواء والغاز والنقود السائلة وتوقع اختناقات مرورية.
تصرفات غريبة للحيوانات
لن يقتصر الحدث على جمالية المشهد، وبينما ليس من المتوقّع أن يتم تسجيل أي أحداث غير إعتيادية على الكرة الأرضية، إلا أن الدكتور دوغ دنكان، عالم الفلك في جامعة كولورادو، يتحدث عن تصرّفات غريبة قد يشهدها عالم الحيوان، منها ما هو ملحوظ وآخر يمكن أن يحصل بعيداً عن الأعين . ويؤكّد أقواله بلحظات سابقة وثّقها في فكره ونظره. فيشير إلى أنه قد واجه وصادف بعض ردود أفعال الحيوانات الغريبة طوال أعوام من متابعة ومراقبة الكسوف، إذ انه عندما كان في بوليفيا لمراقبة كسوف، رأى صفًا من حيوان اللاما يجتمعون لرؤية الكسوف الكلي كما هو حال البشر ثم بعد مروره يسيرون بعيدًا. أما في كسوف كلي آخر في غالاباغوس، عندما كان على متن قارب، فقد إجتمعت الحيتان والدلافين في المنطقة المجاورة، وظهرت العشرات منها على السطح للسباحة.
وفي دراسة أجريت عام 1998 على جزيرة بينتا في غالاباغوس ، ونشرت في مجلة بيولوجيا الأسماك ، إستجابت الأسماك النهارية بسرعة إلى مستويات الضوء المنخفضة خلال كسوف الشمس الكلي ولجأت لمأوى لها في الشعاب المرجانية.
وأشار دونالد بروم، أستاذ لرعاية الحيوان في جامعة كامبريدج، إلى أن معظم الناس سوف يلاحظون أن العديد من الطيور المعروفة قد تتوقف عن الغناء والبعض قد ينتقل إلى الأماكن المنعزلة ليشعروا بالأمان أكثر.
معتقدات خاطئة
رغم أهمية وجمالية هذا الحدث الفلكي، إلا أن الكثير من الأخبار قد انتشرت حول تأثير هذا الأمر على اقتراب نهاية العالم، ربطاً بكوكب ” نيبيرو” الذي لطالما اعتبرته الـ “ناسا” “خدعة إنترنت. وحذّر العالم ديفيد ميد، من أن كسوف الشمس الذي سيشهده كوكبنا هذا الشهر، سيشير إلى أن “نيبيرو” على وشك الإصطدام بالأرض.