لا يمكن الإستهانة بحالات الإرتداد المعوي التي قد تؤدي إلى الموت الفجائي في كثير من الحالات، خصوصاً عند الأطفال بعد تناولهم الحليب. فضلاً عن مساهمتها في إرتفاع نسبة حالات إلتهاب الرئة وزيادة السعال دون معرفة الأسباب الرئيسية.
وبينما قد تتشابه عوارض إلتهاب الرئة بتلك التي تنتج عن الإرتداد المعوي، تبيّن الأبحاث الأخيرة العلاقة الوطيدة بين الضغوط النفسية اليومية وارتفاع نسبة حالات الإرتداد المعوي. فهل من طريقة للحد من تلك التداعيات الصحية الحادة؟
تعرّف عليه !
إن داء الإرتداد المعوي، المعروف أيضاً بمرض إرتجاع المريء أو إرتجاع المعدة، هو عبارة عن تلف في الغشاء المخاطي، ينتج عنه عدد من الأعراض المزمنة بسبب إرتداد غير طبيعي لحمض المعدة الى المريء. ويحصل بسبب تغييرات تجري على الحاجز الذي يفصل المريء والمعدة، كالإرتخاء غير الطبيعي للعضلة العاصرة في أسفل المريء.
قد تزيد بعض أنواع الطعام أو أنماط الحياة من حدّة المرض، لكن يعتبر كل من فقدان الوزن ورفع السرير من جهة الرأس مفيدين في العلاج. فضلاً عن أن التمارين الرياضية المعتدلة قد تخفف من الأعراض. ويوصي أطباء متخصصون في الجهاز الهضمي في تجنّب بعض أنواع الطعام والمشروبات، كالقهوة والكحول والشوكولا والأطعمة الدسمة والحمضية والغنية بالتوابل.
يزبك : لايجب زرع الخوف
المتخصص في طب الأطفال، الدكتور أنطوان يزبك، يشدّد في حديث لـ greenareaأن نسبة ثلاثة من أربعة أطفال يعانون من إرتداد معوي طبيعي، الأمر الذي لا يستوجب زرع الخوف في نفوس الأهالي، إلا عند ظهور إشارات خطيرة، كبكاء الطفل المتواصل من دون سبب يذكر، أو رفضه تناول الحليب مع استمرار البكاء بسبب شعوره بحرقة في معدته. ورغم غياب الحرارة، إلا أن البكاء قد يترافق مع تقيّؤ الحليب، رفع الرأس إلى الأعلى، والسعال الكثيف أثناء النوم. فيقول: ” عند ملاحظة هذه الأعراض، يفضّل إستشارة الطبيب للتأكّد من صحة الطفل تجنّباً لتفاقم وضعه الصحي. وقد يكون الحل الأول تغيير نوع الحليب ليتناسب وحالة الطفل، فضلاً عن إستشارة متخصص في مجال التغذية لتحديد أنواع الطعام المسموحة والمستبعدة للطفل المريض”.
صيّاد : المراقبة والعلاج أمران ضروريان
من جهته، حذّر المتخصص في طب الأطفال، الدكتور روني صيّاد من إهمال الإرتداد المعوي لأنه قد يؤدي إلى الإختناق، فيقول لموقعنا: “عندما يعاني الطفل من ضعف في البلعوم، يرتدّ الطعام إلى الأعلى، الأمر الذي قد يسبب إختناق الطفل، لذلك فإن المراقبة والعلاج أمران ضروريان لتفادي الموت المفاجىء” .
جعجع: قد نحتاج الى جراحة طارئة
الدكتور أنطوان جعجع، المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي، يشدّد في حديثه على أهمية تشخيص المرض للحد من مضاعفاته، فيقول:” من أهم أسباب الإرتداد المعوي، التشنج المستمر والضغوط العصبية، وهو يؤدي إلى مشاكل صحية عدة في المعدة ، ومن بينها الإلتهابات المزمنة في كل من الرئة والأنف، مترافقة مع السعال المزمن.”
في هذا السياق، ينصح جعجع كل مريض يعاني من إرتداد معوي، لا يتجاوب مع علاج الأدوية أو تغيير نمط الطعام، اللجوء إلى طبيب مختصّ لأنه قد يكون بحاجة لتدخّل طبي جراحي قد يكون ربط باب المعدة للحد من المضاعفات”.
شريم: إتباع حمية غذائية
من جهة أخرى يشدد الدكتور جوزف شريم في حديثه لـ greenarea على أهمية إتباع حمية خاصة لحماية اللمعدة، فيقول: ” الحرقة والحموضة المترافقة مع الإرتداد المعوي، قد تتحوّل إلى إلتهاب مزمن في الزلعوم، الأمر الذي قد يصبح خطيراً مع إمكانية تحوّله إلى سرطان. وبالتالي فإن الحاجة إلى إجراء عملية جراحية قد تكون ملحّة تفادياً لوصول المشاكل إلى مستوى الرئة. ”
وينصح في عدم الإكثار من تناول الطعام خصوصاً في المساء، على أن يكون خفيفاً تفادياً لحصول أي ارتجاع معوي للمصابين به.
علم: عوارض تتشابه مع أعراض الربو
عن تأثير الإرتداد المعوي على الرئة، يوضح المتخصص في أمراض الرئة عبدوعلم: “إن السعال المزمن هو المؤشر الأساسي للتمييز بين الربو و الإرتداد المعوي. فهذا الأخير قد يؤثر سلباً على الرئة وينتج عنه سعال في الليل وحرقة من دون حرارة شبيهة بعوارض الربو وحساسية الأنف خصوصاً عند تناول الطفل الحليب قبل النوم. الأمر الذي يستوجب تنبّه الأهل الدائم لاستشارة الطبيب المختصّ والحد من تداعيات صحية طارئة”.