من منا لا يعيش الهواجس السلبية اليومية، منها القلق على المصير وسط أزمة إقتصادية خانقة واكتئاب من تأثيرات إنعكاس ما يجري حولنا، الأمر الذي يزيد شعورنا بالإحباط.

إلا أننا بمجرّد إقتناعنا بما يجري حولنا، وعبر التقوى والإيمان، نتغلّب على ما يواجهنا مكتفين بعبارة ورثناها عن أجدادنا  وهي ” الحمد الله” التي تعتبر كنز القناعة الإيجابية التي تساعد الإنسان على تخطي الأوقات المرة التي يمرّ بها.

للتخلّص من الأفكار السلبية، علاج  “بالفكرة” يتحدث عنه متخصصون نفسيون، فيفنّدون لـ greenarea  وسائل التخلّص من الأفكار السلبية التي تحاصر تفكير الإنسان.

نهرا: قوة الإيجابية في تخطي الصعاب

نقيبة المعالجين النفسيين، المتخصصة في علم النفس، الدكتور ماري أنج نهرا، تشير في حديثها إلى وجهتي نظر تحكمان الحياة، إيجابية وسلبية، وإذا ركّز الإنسان على نصف الكوب الفارغ سيرى الحياة من منظار مأساوي ويركّز على مآسيها، أما لو نظر إلى النصف الملآن، فسيولّد في نفسه طاقة إيجابية مهما قست الظروف ومهما كانت المشاكل كبيرة.

فتقول في هذا الإطار: ”  العلاج بالفكرة يكون عندما نحوّل الأفكار السلبية الى إيجابية، الأمر الذي يحتاج إلى تدريب مستمر. ويركّز على تحويل مشكلة معيّنة إلى مصدر قوة والإنتقال من رؤية السلبيات إلى إدراك الإيجابيات. فإزاء الأجواء الضاغطة التي يعيشها اللبناني، هو  في أمسّ الحاجة إلى طاقة إيجابية، فضلاً عن تدريب الذات على تخطي المأساة والمراحل الصعبة بسلام داخلي، دون التوقف أمام حادثة سلبية تسبب لنا القلق  وتنعكس سلباً على حياتنا. بل بالعكي، يجب تخطي المشكلة بقوة الإيجابية، من خلال إتباع  بروتوكول التدريب  الفكري الإيجابي، عن طريق التأمل الصباحي والمسائي و اتباع سلوكيات إيجابية، منها سماع الموسيقى التي يحبها الإنسان وذلك عدة مرات كي يعتاد عليها بشكل يومي.”

لا تغفل نهرا عن أهمية الإيمان في مواجهة الإنسان لمصاعب الحياة، الأمر الذي يمده بالقوة والقناعة ليردّد عبارة “الحمد لله” رغم الظروف الصعبة، الخانقة.

سعد: على الإنسان أن  يكون أقوى من الفكرة

من جهته، يشير المتخصص في الطب النفسي الدكتور أنطوان سعد، إلى أن العلاج بالفكرة الإيجابية يحتاج إلى مجهود وتمرّن مستمر. لأن التعاطي مع الأفكار ليس سهلاً بل يحتاج إلى خبرة وتمارين مستمرة تساعد في فهم الأسلوب المستعمل الجديد، وجعل مردود الأفكار عليه إيجابياً بهدف تحسين وضعه النفسي من سلبي إلى إيجابي. فيقول: مشاعر الإنسان مرتبطة بشكل كبير بالفكرة التي إذا أدركها الإنسان تساعده في الوصول إلى الراحة النفسية. وهنا يدرك الشخص عبر تحديد صحة الأفكار إذا كانت خاطئة بأنها ستلحق الأذى به، بينما لو كانت صحيحة فينقذ نفسه من الألم النفسي”.

وإذ يتطرّق سعد إلى أن الأذى النفسي مضرّ، إلا أنه قد يولّد أفكاراً مبدعة، ويشدد على أن التغيير يكمن في داخل الشخص، عبر تطوير قدرته في تعاطيه مع الأفكار لكي يكونه أقوى من الفكرة ويحتويها ، الأمر الذي يتطلب إتباع مفاهيم وفلسفة معينة.

بستاني: التدرب منذ الصغر

من جهة أخرى يشدد المتخصّص في الطب النفسي الدكتور أنطوان بستاني على أهمية التدريب على العلاج بالفكرة منذ عمر الطفولة ليكون مفعوله إيجابي. ويقول :”  :” إن الأساس يكمن في شخصية الإنسان، فإما أن يكون إيجابياً أو سلبياً، نظراً  لطبيعة شخصه ولأسباب جينية متعددة كإضطراب في المزاج، وربطاً بنوعية التربية التي تلقاها منذ صغره حيث اعتاد على  جو عائلي كله حزن و تعنيف سواء من الأب او من الأم. إذ أن دماغه منذ الطفولة يلتقط بسرعة هذه الأجواء السلبية و يعتاد عليها بالتفكير السلبي عندما يكبر في العمر.  لذلك اذا لم نعالجه منذ صغره، فمن الصعب وضع الحد لأزمته النفسية عندما يكبر لأن الخلايا العصبية في الدماغ عند الطفل في مرحلة النمو اذا شقت طريق سلبي في التفكير من الصعب تغييره عند الكبر. لذلك كل ما يكبرالانسان  في العمر كلما أصبح التغييرفي الفكر صعباً  لشخص على سبيل المثال عمر 50 سنة عكس مما هو عليه عندما يكون  طفلا  حيث تكون الخلايا العصبية  في الدماغ و في اطار التطور نستطيع  عندها ان نؤثر عليه من تحويل فكره من سلبي الى ايجابي .”

المتخصّص في  الطب النفسي الدكتور سمير جاموس يعتبر  ان العلاج بالفكرة ينجح حسب طبيعية شخصية الانسان ويقول: ” إن العلاج بالفكرة هو نوع من المدرسة العلاجية النفسية اي therapie comportemental  ،اما يسير بها الإنسان  او يرفضها و لكنها ليست مضمونة للإعتماد عليها لأنها مازالت نظرية مع أن هناك اختبارات عدة برهنت نجاحها  في بعض الأمكنة،إلا أن الطب النفسي لا يستطيع الاعتماد عليها  كلياً والحسم انها صح ام خطأ لذا نجاحها يتم تحديده  حسب طبيعة شخصية الإنسان.

اما الاختصاصي في الطب العام وعلم نفس  الدكتور مرام الحكيم  فاوضح ” ان العلاج بالفكرة عمره عشرات السنوات  الا ان مفعوله مؤقت. المهم ان  يعرف الانسان كيف يتدرب بنفسه على الأفكار الايجابية و يتفاعل  معها بطريقة افضل للحد من تطور الأفكار السلبية و الإستفادة من الايجابية .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This