هل تعلم ان تلوث الهواء داخل المنزل أخطر بكثير من الشارع ؟! ففي ظل إرتفاع نسبة أمراض الربو والإنسداد الرئوي المزمن، أكد خبراء في قضايا البيئة، وأطباء متخصصون في أمراض الرئة والحساسية، أن ذلك يحدث نتيجة عدة عوامل مسببة، منها التدفئة المركزية، الطباخات الغازية، مواد التنظيف الكيمياوية، الأمر الذي يؤدي إلى تردي نوعية الهواء في المنزل وتراكم العفن في الرئة. فهل من طرق وقائية عاجلة للحد من هذه التداعيات الخطرة على الصحة ؟
قديح: التحذير من الجزئيات الخطرة على التنفس
في هذا السياق تحدث بإسهاب الخبير في البيئة ناجي قديح لـgreenarea.info عن مخاطر تلوث الهواء في المنزل محذراً من تداعياته على الصحة، فيقول: :” لا شك أن تلوث الهواء في المنزل خطر لا بأس به لعدة أسباب، منها المصادر الملوثة للهواء كالغبار الذي يحتوي على جزئيات صلبة صغيرة تتنقل من دون أن نراها بالعين، فنتنشقها تلقائياً. الأمر الذي يسبّب مشاكل صحية متعددة في الرئة، فضلاً عن إحتمال تسرب الغاز من عبوة الغاز المفتوحة داخل الغرفة في حال لم نقفلها بعد الإستعمال، وخطورة إحتراق الغاز بشكل مفاجىء وانتشار سمومه في المنزل. إضافة إلى ذلك، فإن إستعمال المواد الكيمائية من دون أخذ الإحتياطات اللازمة، كمبيدات الحشرات العضوية أو سوائل من البنزين والأسيتون، تشكّل خطراً كبيراً على الصحة في حال تنشقها خصوصاً في فصل الشتاء حيث تكون النوافذ مغلقة. كما أن الرذاذات الكيمائية المعطرة للجو، تحتوي على مواد ضارة خطيرة و سامة مخلة في النظام الهورموني للجسم، خصوصاً عند المرأة الحامل والأطفال. لذلك تكمن الوقاية في تهوئة المنزل، وتجنب قدر المستطاع إقفال النوافذ، إضافة إلى تخزين المواد التي يمكن أن تتبخّر خارج المنزل، والإمتناع عن تدخين الدخان أو النرجيل داخل المنزل رأفة بصحة الأطفال كونهم الأكثر تعرضاً لهذه السموم الضارة .”
عيد : تزايد امراض الرئة في البيوت
من جهتها، ركّزت المتخصصة في أمراض الحساسية الدكتورة غادة عيد، على أهمية الوقاية خصوصاً للذين عندهم إستعدادية للاصابة بالربو والحساسية، فتقول ل greenarea.info : ” إن تلوث الهواء داخل المنزل، يرتبط بأنواع عدة من الحساسية لدى الشخص الذي عنده استعداد وراثي للحساسية، سواء من الغبار أو ألعت المنزلي، وخصوصاً في المنازل المتواجدة على الخط الساحلي. فضلاً عن الحساسية من السجاد والموكيت التي تخزّن نسبة فطريات كبيرة بسبب الرطوبة المرتفعة في المنزل، إضافة إلى التدخين الذي يؤدي إلى إنسداد في شرايين القلب وأمراض في القصبات الهوائية وقصور رئوي، من دون ان ننسى التداعيات الصحية من وراء التدخين السلبي على المحيط خصوصا ًعلى صحة الاطفال .”
و تضيف :” هناك أمراض عدة تنتقل من الحيوانات الأليفة إلى الإنسان، خصوصاً عند الأشخاص المتحسسين. لذلك يفضّل التأكد من صحة الحيوانات قبل دخولها المنزل. وفي الشتاء، ترتفع نسبة تلوث الهواء داخل المنزل بسبب إستعمال الحطب للتدفئة أو المازوت، التي تصدر إنبعاثات سامة، فترتفع خطورة الإصابة بالربو والحساسية.. وتهوئة المنزل مراراً هو الحل الأفضل”.
خياط: التحذير من الرطوبة
بدوره أوضح المتخصّص في أمراض الرئة الدكتور جورج خياط ل greenarea.info:” ان تلوث الهواء في المنزل يتضاعف في حال إستعمال الفحم للتدفئة، فضلاً عن العفونة نتيجة الرطوبة التي تؤدي الى حساسية و ضيق في التنفس. وبالتالي فإن أهم شيء يجب القيام به عدم تسرب المياه في الجدران واستعمال تدفئة مدروسة وصيانة المكيفات مراراً للحد من الغازات الخطرة، من دون أن ننسى الإنعكاس السلبي من التدخين على الصحة كونه العامل المسبب المباشر في تلوث الهواء داخل المنزل .”
واكد: سوء إستعمال الروائح الطيبة
اما المتخصصة في أمراض الرئة الدكتورة ميرنا واكد فأوضحت ل greenarea.info :”ان الخطورة تكمن في سوء استعمال الغاز في المنزل و طريقة الطهو الخاطئة التي ينتج عنها غازات ضارة. إضافة إلى إشعال الحطب بصورة غير مدروسة وما ينتج منه من غاز الاوكسيد الخطر على الجهاز التنفسي، وسوء استعمال الروائح الطيبة التي تؤثر على الصحة.. عدا ان كثرة التدخين في غرفة مغلقة لا يلوث الهواء فقط بل يلحق الاذى الصحي الى حد الاختناق عند ذوي المناعة الضعيفة خصوصاً الاطفال والكبار في السن .”
شعبان : فلاتر الهواء تخفف من التلوث
من جهة اخرى اهم ما شدد عليه الخبير في البيئة و تلوث الهواء فريد شعبان عبر greenarea.info:”ان تلوث الهواء في المنزل مضاعف لانه يأتي من كل ملوثات الهواء في الخارج، زد الى ذلك التلوث الداخلي المنزلي من عدة ملوثات خصوصا من غبار المفروشات و الاترنيت الذي يؤدي الى افراز مادة الاسبستوس التي تزيد من تدهور نوعية الهواء وتصيب مرضى الربو والحساسية. لذلك، فمن الضروري وضع فلترة للهواء سواء في المكفيات او في جوار المنزل مع التنبه من نوعية قساطل المياه في حال كانت قديمة ، لأنها قد تتعرض لاهتراء وتحلّل يؤدي إلى نتائج صحية غير حميدة.”
اما الخبير في البيئة الدكتور جميل ريما فشدد عبر ال greenarea.info على اهمية تهوئة المنازل قائلا : “ان تلوث الهواء في المنزل اخطرمما هو عليه في الشارع لان كثافة تلوث الهواء اكبر منها في الخارج نظرا لضيق المساحة بينما في الخارج الهواء طلق.