طرد الإرهابيين من لبنان وتحرير الارض من احتلال تكفيري هدد لسنوات بإقامة إمارة ظلامية تمتد حتى البحر ليس شيئاً عابراً او حدثاً هاماً فقط في تاريخ لبنان او محطة في حاضره بل هو أشبه بولادة جديدة تحاكي تلك الفرصة النادرة التي أجهضت بعد تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي قبل سبعة عشر عاماً وكان يمكن لها في حينه ان تبني هوية جديدة للبنان مرتكزة على أسس مختلفة عن كل عوامل الانقسام الذي خلقت منذ قيام الكيان
ازقة وزواريب ضيقة ومتفرعة تلك التي يحشر بعض “المسؤولين”انتصارات لبنانية كبرى فيها ويحولوها لأداة تفرقة بدلاً من التاسيس عليها لوحدة وهوية تحتاجها البلاد اكثر من اي وقت مضى وذلك لصالح الخارج المعروف وان كانت الوسيلة هي أضيق العصبيات الطائفية والمذهبية
بطولة الجيش اللبناني واثبات قدراته وبطولة المقاومين وتتويج تعبهم المستمر منذ سنوات شكلتا رافعة عناصر القوة اللبنانية التي تحدث عنها رئيس الجمهورية في خطاب النصر كما ان صحة التنسيق والعلاقة مع سوريا هي ترجمة للاتجاه السليم والصحيح والذي يحقق الانتصار تلو الاخر على مستوى المنطقة ككل
ويبقى التحدي الأكبر استكمال التحرير بتحرير الإرادة الاقتصادية عبر بناء الدولة ورسم رؤية اقتصادية تتحول الى خطة ملموسة وسياسة مالية وإدارة للدين العام وينتج عنها مجتمعة سياسة ضريبية واضحة وعندها يمكن الكلام عن عناصر قوة لبنانية دائمةوثابتة
التحديات الاقتصادية كبيرة سواء من الداخل بفعل الفوضى وغياب الخيارات والفساد ومحسوبية الادارة واستباحة القوانين واستقواء قطاعات واستضعاف اخرى ومن الخارج بفعل خطر العقوبات المستهدف البلد ككل او عبر استباحته بشتى انواع الاتفاقات المجحفة ضريبياً وتجارياً
هل يأتي زمن الانتصارات الحاسم ويكون التحرير الثالث هو التحرير الاقتصادي وبناء الدولة والذي مع عناصر قوة لبنان يحمي عندها التحريرين الاول والثاني ؟
حسن مقلد