طرح الأسبوع العالمي للمياه هذا العام، وهو تجمع سنوي يركز على القضايا المتعلقة بالمياه ، عقد في الفترة ما بين 28 آب ( أغسطس) ، و 2 أيلول (سبتمبر) في مدينة ستوكهولم، موضوع “المياه والنفايات – الحد منها وإعادة الإستخدام”. وذلك نظراُ إلى أهمية هذه المشكلة التي باتت معظم دول العالم بما فيها لبنان تعاني منها.
الأراضي الزراعية مرويّة بمياه الصرف الصحي
تبيّن أنّ كمية الأراضي الزراعية، المروّية بمياه الصرف الصحي، غير المعالجة أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقاً ، حسب ما تشير نتائج دراسة نشرت في “رسائل البحوث البيئية”، الأمر الذي له آثار خطيرة على صحة سكان المدن في البلدان النامية.
ومساحة هذه الأراضي في وتيرة متزايدة، فوفق الدراسة عينها ، أن المنطقة المتضررة، من المياه المستعملة غير المعالجة، تبلغ حوالي 30 مليون هكتار، أي بزيادة قدرها 50 في المائة عن التقديرات السابقة.
ووجدت الدراسة أيضا أن 65 في المائة، من الأراضي الزراعية المروّية في المصب، تقع على بعد 40 كيلومترا من المناطق الحضرية، مع إرتفاع مستويات الإعتماد على تدفقات المياه المستعملة.
وتجدر الإشارة، إلى أنّه كانت معظم هذه الأراضي الزراعية، في حوالي 70 بلدا مع مستويات منخفضة من معالجة مياه الصرف الصحي، مما يعرّض 885 مليون مستهلك في المناطق الحضرية، فضلا عن المزارعين وبائعي الأغذية لمخاطر صحيّة خطيرة.
أما عن البلدان المسؤولة، عن معظم هذه الأراضي الزراعية، فهي خمسة : الصين ، الهند ، باكستان، المكسيك وإيران.
1.8 مليار شخص يستخدم مياه ملوّثة
عرفت منظمة الصحة العالمية ( WHO) ، تلوّث المياه بأنه أي تغيير يطرأ على العناصر الداخلة فى تركيبه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بسبب نشاط الإنسان ، الأمر الذى يجعل هذه المياه أقل صلاحية للإستعمالات الطبيعية المخصصة لها أو بعضها، أو بعبارة أخرى التغيرات التى تحدث فى خصائص الماء الطبيعية والبيولوجية والكيمائية للماء، مما يجعله غير صالح للشرب أو الإستعمالات المنزلية والصناعية والزراعية.
ووفق المنظمة يستخدم 1.8 مليار شخص، على الصعيد العالمي، مصادر مياه الشرب الملوّثة بالبراز. مما يعني خطراً كبيراً ، إذ يمكن لهذه المياه أن تنقل أمراضاً ، مثل الإسهال والكوليرا والزحار والتيفود وشلل الأطفال. ووفقا للتقديرات فإن مياه الشرب الملوّثة، تسبب أكثر من 500.000 حالة وفاة بسبب الإسهال كل عام.
بناءً عليه، تهدف المنظمة إلى تطبيق الأهداف الإنمائية، وتحديداً الشق المتعلق منها، بإتاحة فرص الحصول على مياه الشرب النقيّة، وهذا الأمر يقاس بمؤشر وصول الناس إلى مصادر مياه الشرب “المحسنة” أو “غير المحسنة”.
ووفق المنظمة فإن تصنيف “محسنة” لا يعني بالضرورة آمنة. إذ أنّ نسبة كبيرة من إمدادات المياه من خلال الأنابيب تكون ملوّثة، وخصوصاً عندما تكون هذه الإمدادات متقطعة أو غير معالجة بالشكل الكافي. وحتى عندما يكون المصدر جيداً، فقد تتلوث المياه أثناء نقلها أو تخزينها، خصوصا في البئية التي يكون الإصحاح فيها غير ملائم.
على صعيد لبنان
يعاني لبنان أيضاً من مشكلة التلوّث بمياه الصرف الصحي، وفي هذا المجال، أطلق المعنيّون صرخة تحذيرية لمعالجة هذه المشكلة. إذ دعا رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويك، وزارة الصحة إلى منع المستشفيات من إلقاء مياه الصرف الصحيّ، في الأنهر والسواقي بعد أن لوّثت هذه المياه الخطرة، الأنهر والمياه الجوفية، التي تستعمل في رّي المزروعات، الأمر الذي سبّب أمراضاً (سرطانية، ومعوّية) خطيرة على المستهلكين، لهذه الخضار والحشائش.
كذلك وفق حويك لوّثت هذه المياه سهولاً ومناطق زراعية كاملة، وضررها يفوق بأضعاف الضرر المتأتي من الصرف الصحي للمنازل .
بناءً عليه، طالب الحويك وزارة الصحة أن تقوم المستشفيات الحكومية، بمعالجة مجاريرها قبل إلقائها في الأنهر، محملاً المسؤولية مباشرة للوزارة ، كما ان تفرض الوزارة على المستشفيات الخاصة، معالجة صرفها الصحي ، إذ أن الكارثة المتأتية من هذا الإهمال فاق كل التصوّرات .
|
|
|
|