سيشكل 15 أيلول الافتتاح الرسمي لموسم الصيد البري في لبنان, بالنسبة لنا كتحالف لبناني للمحافظة على الطيور يجلب لنا هذا الافتتاح مشاعر مختلطة. لقد رحبنا ببيان الرئيس عون الداعي إلى اتفاق سلام مع الطيور والطبيعة، ونأمل أن يحترم الصيادون القانون الجديد وجميع تفاصيله. كما رحبنا بالزيارة التي قامت بها في أوائل أيلول اللجنة الألمانية لمكافحة ذبح الطيور (CABS), بدعوة من السيدة كلودين عون روكز، ومؤازرة من السلطات المختصة لتسليط الضوء على المشاكل التي تواجهها الطيور في لبنان. نحن ندرك تماما أن هناك صيادين مسؤولين وقانونيين يقومون بهوايتهم بكل فخر ويمكن لهؤلاء الصيادين أن يصبحوا جزءا من الحل .
من ناحية أخرى، نخشى أن يستمر القتل الجائر والمكثّف لأكثر من 200 نوع من الطيور (الكثير منها معرضا لخطر الانقراض عالميا)، كما كان الحال في السنوات الماضية. الأفراد و الجماعات التي ترتكب هذه الفظائع من صيد عشوائي, الى الصيد بالشباك و الاشراك, لا تمت للصياد المسؤول بصلة, فالكثير منهم لا يدركون الأضرار التي يسببونها لأن مستوى الوعي البيئي ومفهوم الصيد المستدام لديهم منخفض جدا“. هم يجعلون من الطبيعة اللبنانية مكانا” خطرا وغير سار، ويسببون بتزايد لاعداد الحوادث والأضرار في الممتلكات العامة و الخاصة.
ايضاً, تقوم محلات الصيد في لبنان ومنذ سنوات عدة ببيع الصيادين معدات ممنوعة مثل الشباك والآلات الكهربائية التي تحاكي اصوات الطيور، مما يجعلها جزءا من هذه المشكلة. كما تقوم بعض محلات بيع الحيوانات الأليفة و بعض البائعين المتجولين بالمتاجرة بطيور تم التقاطها بشكل غير شرعي من البرية مما له تاثيرات سلبية على مستقبل اجناس هذه الطيور.
العديد من المطاعم والجزارين و محلات السوبر ماركت تقوم ببيع الطيور بشكل غير قانوني، فمعظم هذه الطيور بري وغير مدرج ضمن لائحة طرائد الصيد. التجارة بهذه الطيور له تأثير سلبي على مستقبلها و على تعدادها.
هؤلاء الناس والمنظمات يخرقون القانون وينبغي محاسبتهم على هذا الاساس. في الماضي القريب لم تبدي السلطات المختصة اهتماما يذكر وفشلت مرارا وتكرارا لتأمين الاعتقالات والمحاكمات بطريقة جدّية, على الرغم من متابعة الناشطين البيئيين لهذه الجرائم والتبليغ عنها آملين بان يتغير الوضع الأن.
فبالاضافة للملايين من الطيور التي تقتل بشكل غير قانوني كل عام في لبنان (2،6 مليون وفقا لتقرير بيردليف مؤخرا) هناك أضرار جسيمة تاثر على التنوع البيولوجي العالمي وعلى الاقتصاد.
تقدم الطيور للانسان العديد من الخدمات بما في ذلك مكافحة الآفات الطبيعية، و تشجير الغابات عبر نقل بذورها، والإلهام الثقافي.
أظهرت الدراسات أن الطيور تساوي المليارات من الدولارات للاقتصاد العالمي. على سبيل المثال، فإن بومة الحظائر الواحدة (وهي نوع من البوم المقيم و الذي يقتل بشكل عشوائي في لبنان) تأكل أكثر من 11،000 من الفئران، هذه الفئران ان تركت قادرة ان تستهلك 13 طن من المحاصيل.
وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في السويد أن طائر الابو زريق يقوم باعادة تحريج الغابات بالبذور النباتية التي تنمو لتصبح أشجار بكفاءة اعلى من الطرق المعتمدة من الانسان، حيث اصبحت تقدر قيمة كل طير ما بين 2450 و $11250.
المؤسف لمعظم اللبنانيين هو الاضرار التي لحقت بسمعة لبنان والسياحة جراء اعمال المخالفين لقتل الطيور بشكل عشوائي ونشر الاف الصور على وسائل التواصل الاجتماعية عارضين بفخر جرائمهم في العلن، جالبين العار إلى البلاد. بالتالي فالبيئيين الذين تمّ انتقادهم مراراً قاموا فقط بالاضائة والتبليغ عن هذه المخالفات.
لقد بدأ الرئيس عون من خلال قيادته البناءة عملية تحقق فوائد متعددة للبنان وللطيور المهاجرة. نأمل أن يكون موسم الصيد هذا بداية فصل جديد للمحافظة على الطيور و إصلاح الأضرار الناجمة عن القوّيصة وتجار اللحوم. لكن هذا يتطلب التعاون التام من جميع المجموعات:
• يجب على الصيادين المسؤولين أن يطيعوا القانون بالكامل و أن ينضموا إلى الكفاح ضد المخالفين.
• يجب على القطاع الخاص أن يلتزم بوقف جميع مبيعات الطيور البرية الحية أو المطبوخة، وشراك الطيور، وشباك الطيور، وآلات محاكات اصوات الطيور وغيرها من المعدات المستخدمة في الصيد غير المشروع.
• یجب علی المجتمع المدني أن یبلغ عن ھذه الجرائم عند رؤیتھا.
• يجب على قادة المجتمع ورجال الدين أن يكونوا مثالا ويستخدمون تعاليم دينهم لمكافحة هذه الجرائم ضد المخلوقات.
الأهم من ذلك ينبغي على السلطات المختصة أن تتجاوب و تتفاعل على أي تقارير تتلقاها و تحاسب المخالفين.
• ندعو الحكومة اللبنانية الإسراع بعملية الإمضاء بالكامل على اتفاقية حفظ انواع الحيوانات البرية المهاجرة و ذلك لتعزيز الالتزامات التي تعهد بها فخامة الرئيس
نحن نؤمن بان من خلال تعاون و جهود جميع قطاعات المجتمع أن نتمكن من إجراء تغيير حقيقي ليس فقط للطيور ولكن لسمعة البلد الذي نحب.