كيف السبيل لحماية الأسماك والكائنات البحرية المهددة؟ وما هي المعايير المفترض أن تكون ناظمة لمهنة الصيد البحري؟ وكيف السبيل لتوعية بعض الصيادين والدخلاء على مهنة الصيد على أن احترام النظم الإيكولوجية يعود بالفائدة عليهم؟ ومن ثم إذا علق نوع من السمك المحظور صيده بصنارة أو شبكة وجاروفة أليس من الممكن تحريره؟
أسئلة تواترت ونحن نواكب صيد سمكة قرش في بحر صيدا، ولا نملك الإجابة عنها، بعد أن علقت أمس الجمعة في شرك أحد صيادي الأسماك في صيدا، ويدعى رمزي صالح، وقد اعتقد الصيادون أنها من نوع القرش الأبيض الذي يعتبر نادرا ومهدد بشكل كبير في البحر المتوسط.
بيعت بالمزاد العلني
وفي التفاصيل، ذكر الصياد صالح لحظة وصوله إلى الميناء، أنه وخلال عودته من رحلة الصيد، وحين بلغ المنطقة البحرية (زيرة صيدا) والمسبح الشعبي اهتز مركبه بقوة، وقال: “علمت لاحقا بأن الصنانير المطعمة قد علقت فيها سمكة قرش بطول مترين ونصف المتر تقريبا ووزنها قارب الـ 180 كلغ”، وقام صالح بجلبها معه الى ميناء الصيادين وبيعها في المزاد العلني، حيث سلخت وبيعت بالكيلو، وبسعر زهيد، باعتبار أن لحمها غير مستساغ وليس مرغوبا لدى الناس عامة.
وزارة الزراعة تسطر محضر ضبط
مصدر مسؤول في وزارة الزراعة قال لـ greenarea.info بأنه “بناء على إخبار وصل للوزارة، توجه على الفور الى الميناء مراقبون من مركز أحراج وأسماك صيدا، وحققوا في الموضوع”.
ولفت المصدر إلى أن “الصياد اعترف بأنه لم يقصد صيدها بل علقت بشباكه عرضا، وبأنه لا يصطاد هذه الأنواع لأنها رخيصة وغير مرغوبة، وسطر مراقب الوزارة محضر ضبط لمخالفة الصياد قرار منع صيد هذه الأنواع”.
وأشار أيضا إلى أن “المحضر تم تحويله الى القاضي المنفرد الجزائي الذي سيقرر بدوره الغرامة أو العقوبة التي تترتب على الصياد”.
باريش: كواسح الترتيلة
وفي هذا السياق، كان لا بد من استيضاح أهل الاختصاص حول هذا النوع من أسماك القرش، فتواصلنا مع أخصائي الأحياء البحرية في الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور ميشال باريش، وقد أكد لـ greenarea.info بعد الإطلاع على الصور المتوفرة، بأن “هذا القرش ينتمي الى عائلة Requiem sharks Carcharhinidae” أي “كواسح الترتيلة”،
وأضاف: “لقد سجل وجود تسعة أنواع من هذه العائلة في البحر المتوسط”، ولفت إلى أن “جنس هذا القرش ذكر” بالاستناد إلى الصور التي زودناه بها، قائلا: “هو حتما ليس القرش الأبيض white shark Great”.
وتابع باريش: “لتحديد هذا النوع بشكل علمي دقيق لا نستطيع الاعتماد على الصور المتوفرة لدينا فحسب”. وختم قائلا بأن هذه “الأنواع من القرش لا تشكل أي خطر على النشاط البشري في البحر، إلا في حالات الاستفزاز من الانسان، بحيث تجذبه رائحة الدم خلال نشاط الصيد بواسطة بارودة البحر، ويمكن أن يهاجم بهدف الحصول على السمك وليس الانسان، فالقروش عامة لا تستسيغ طعم اللحم البشري”.