يعاني الكثير من الأشخاص من تورّم في الركبة، إما نتيجة إلتهاب المفاصل أو تكلّس مزمن، إلا أن الخطر يكمن في إعتماد العلاج الخطأ، الأمر الذي قد يسبّب خطر تلف المفصل واستبداله بآخر إضطناعي، نتيجة الإستعمال غير المدروس لحقن الكورتيزون، فتلعب التجارة الطبية دورها في بعض الأحيان.
متخصصون في أمراض العظام والمفاصل شددوا بشكل أساسي على الوقاية المسبقة وتجنّب البدانة، فما هي أبرز الوسائل الوقائية وأهم الأسباب المؤدية للمرض؟
الجميل : لكل حالة علاجها الخاص
يشيرالمتخصص في أمراض العظم الدكتور بيار الجميّل في حديث لـ greenarea أن إصابات تورّم الركبة في ارتفاع مستمر بسبب انتشار عامل البدانة الذي يزيد من الضغط على الركبة ويساهم بشكل سلبي في تجمّع المياه في المنطقة المذكورة. فضلاً عن أسباب أخرى كالتكلّس، إلتهاب المفاصل أو الإلتهاب الجرثومي الذي يؤدي إلى إلتهاب مفصل الركبة. فيقول: ” تلك الحالة الأخيرة، نجدها في غالبية الأحيان عند الأطفال من عمر سنة إلى عشر سنوات. فعندما يقع الطفل ويجرح ركبته، يصاب جلد المفصل بالالتهابات، فتدخل الميكروبات إلى داخل الركبة وتؤدي الى تورم فيها. لذلك، فإن المعاينة الطبية ضروروية لتنظيفها من الإلتهابات قبل وضع الجفصين لتثبيت الركبة إذا اقتضى الأمر”.
أما اذا كان تورم الركبة ناتج عن إلتهاب المفاصل، فيتحدث الجميّل عن علاجات خاصة للروماتيزم كالكورتيزون، في حين يقتصر حقن مفصل الركبة بالكولاجين دون إستعمال الكورتيزون في حالة التكلّس، لأن هذا الأخير يزيد من خطر تفتت المفصل.
وإذ ينبّه إلى عدم ملاءمة أدوية إلتهاب المفاصل لمرضى إرتفاع الضغط، يتحدث عن سبب آخر يرفع من خطورة امتلاء الركبة في المياه، وهو كثرة تناول الملح الذي ينزع الغضروف من المفصل، الأمر الذي يدعو إلى إعطاء المريض دواءاً خاصاً لحماية المفصل.
حجار: حقن من الكولاجين تحمي الركبة من الورم
في المقابل، أسفت المتخصصة في أمراض المفاصل الدكتورة أرليت حجار من عدم تغطية الدولة والمؤسسات الضامنة لنفقات حقن الوقاية من تورّم الركبة. وإذ أثنت على حديث زميلها الجميل حول تورم الركبة عند الأطفال، أشارت في حديث لـ greenarea إلى أن إلتهاب المفاصل عند الكبار ناتج عن التكلس، الجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة، فضلاً عن البدانة ونوعية الطعام غير المغذية. فشدّدت على أهمية ممارسة الرياضة لحماية عضلات الرجلين والركبة وتناول الأطعمة المغذية لعضروف الركبة.
عن العلاجات تقول حجار :”أحيانا نعطي المريض دواءاً لتنشيف مياه الركبة المتورمة، اما في حال كثرت المياه في الركبة، قد نضطر الى سحبها تفادياً لأي وجع. وأهم ما توصل إليه الطب هو علاج تكلّس الركبة عن طريق زرع خلايا جذعية، رغم أنها عملية مكلفة مادياً وليست مضمونة 100%. في المقابل نعمل حالياً على حقن الكولاجين كوقاية لتقوية الغضروف الصمغي في الركبة، للأسف عملية مكلفة قد تصل الى 500 دولارسعر الحقنة غير مغطاة من مختلف الجهات الضامنة”.
باسيم: خطأ في التشخيص يتلف الركبة
أسباب المرض باتت متعارف عليها، إلا أن المتخصص في أمراض العظام الدكتور يوسف باسيم، تطرق في حديثه لـ GREENAREA إلى الفوضى القائمة لدى بعض الأطباء في تركيب مفاصل بلاستيكية للركبة، فيقول: ” ان تورم الركبة هوعبارة عن ردة فعل من مرض معين وذلك لعدة اسباب تختلف عند الكبار والصغار. فنشاف المفاصل عند الكبار هو السبب الرئيسي، بينما لدى متوسطي العمر فتعب المفصل أمر أساسي في تطور المشكلة. أما قضية تكرار إمتلاء الركبة بالمياه، فقد يعود السبب احيانا إلى خطأ في التشخيص وبالتالي المعالجة. لذلك يجب التركيز على اهمية التشخيص الدقيق الصحيح و اتباع اساليب الوقاية من ممارسة الرياضة وارتداء مشد على مفصل الركبة مع تمرين عضلة الرجلين وتخفيف الوزن.”
عواد: الحذر واجب بعد الـ 40
من جهته، يشدد المتخصص في أمراض العظام الدكتور رامز عواد على اهمية الحركة وممارسة الرياضة ويربط الإصابة بعمر الإنسان، فيقول: ” ان ورم الركبة يظهر حسب العمروهو عادة يحصل في عمر 40 الى 45 سنة وينسجب إلى ما فوق الخمسين. وهو العمكر الذي تزداد فيه نسبة النشاف في الركبة تدريجياً. والاهم هو التشخيص الصحيح كي يكون العلاج نافع، والفحوصات الطبية والتصوير الرنيني وفحوصات الدم أمور في غاية الاهمية.
من جهته، وافق المتخصص في أمراض المفاصل الدكتور أنطوان حبيش آراء زملائه، وأشار لـ GREENAREA الى ان السبب الرئيسي لتورم الركبة هو التكلس في المفاصل بنسبة 90%خصوصا في عمر 50 سنة و ما فوق لذلك ينصح بالتمارين الرياضية و تخفيف الوزن و تفادي الركوع على الارض لانه يؤذي المفصل الركبة.”
المتخصص في أمراض العظم الدكتور الكسندر نعمة تحدث عبر greenarea عن عدم اختلاف أسباب المرض بين الذكور والنساء. اما بالنسبة لحقن الكورتيزون فاشار إلى أن استعمالها يكون بعد التشخيص المناسب. والأهم إستشارة الطبيب المختص تجنباً لأية مضاعفات صحية.